فى حلقة خاصة جدا عن انتصارات أكتوبر استضاف يسرى فودة فى برنامجه «آخر كلام» على قناة «on tv» مجموعة من الذين خاضوا الحرب فى صفوف جيش الدفاع الإسرائيلى، وأدلى ضيوفه عبر الأقمار الصناعية بشهادات تؤكد أن أكتوبر كان انتصارا حقيقيا للعسكرية المصرية، وأن الطيران المصرى قصف مواقعهم بعنف لم يكونوا يتوقعونه، بينما فرت القوات الإسرائيلية أمام الهجوم المصرى، واعترفوا بأن قيادات جيش الدفاع خدعتهم، وأن الثغرة التى نفذها آرييل شارون لم تكن انتصارا عسكريا بهذا الحجم الذى صوره إعلام تل أبيب، الذى أراد امتصاص حالة الفزع داخل المجتمع بالإعلان عن انتصار زائف، ورغم أن الحديث سار على هذا النحو الذى اعتبره القائمون على القناة توثيقا حقيقيا لحرب أكتوبر -على حد قول ألبير شفيق، مدير المحطة، الذى يرى أن هذه هى آخر فرصة للحصول على شهادات من عاشوا أيام الحرب من الجانب الآخر، وأن البرنامج نجح فى الحصول على هذه الوثائق التاريخية لصالح الإعلام المصرى- فإن الحلقة أثارت حولها جدلا فى الأوساط الإعلامية والثقافية، واعتبرها عدد كبير من المثقفين تطبيعا مع إسرائيل واختراقا للمقاطعة التى اختارها الشعب المصرى متمثلا فى قرارات ومواثيق النقابات والاتحادات المصرية. وبعيدا عما طرحته شاشة «on tv» من جدل فإن هناك حالة من التغير فى أسلوب تناول الموضوعات المرتبطة بالتطبيع مع إسرائيل فى الإعلام المصرى، وبالتحديد فى القنوات الخاصة، وأصبح المشاهد يستشعر نبرة توحى بإعادة النظر فى هذا الموضوع، وأن هناك مراجعات للمواقف فى ضوء المتغيرات التى حدثت على ساحة السياسة العالمية خلال الأعوام الماضية، وظهر هذا بوضوح عندما استضافت الإعلامية منى الشاذلى فى برنامجها «العاشرة مساء» على قناة دريم 2، الكاتب على سالم، لشرح موقفه من إقامة علاقات طبيعية بين القاهرة وتل أبيب، وفى المقابل أحدثت الحلقة حالة من التوازن باستضافة الشاعر جمال بخيت، الذى عبر عن وجهة نظره الرافضة لفكرة التطبيع مع إسرائيل، بينما أثار المخرج خالد يوسف علامة استفهام حول تغير موقفه، وذلك بعد أن أبدى قبوله فكرة المشاركة فى فيلم مع عناصر إسرائيلية، ووضع شرطا وحيدا: أن يخدم هذا العمل القضية الفلسطينية، وهذا ما فعله الفنان عمرو واكد عندما شارك فى فيلم مع ممثل إسرائيلى، وطاردته الاتهامات بالتطبيع ومخالفة مواثيق النقابات الفنية العربية.