إنها محاولة لترويضه مبكرا».. بهذه الكلمات يمكن وصف الحملة الشرسة التى أطلقتها دوائر المحافظين وجماعات الضغط الموالية لإسرائيل فى واشنطن ضد الدبلوماسى الأمريكى المخضرم تشارلز فريمان فور إعلان اختياره لرئاسة مجلس المخابرات القومى الأمريكى. وإذا كانت قائمة الاتهامات التى تروج لها هذه الدوائر طويلة فالحقيقة أن الرجل ربما يدفع ثمن اعتداله ودفاعه عن مواقف اعتبرها مبدئية عندما رفض سياسات إسرائيل فى الشرق الأوسط وعارض الغزو الأمريكى للعراق ورفضه لأساليب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش فى الحرب على الإرهاب. وترى دوائر صقور واشنطن وتل أبيب أن اختيار فريمان الذى كان رئيسا لمجلس سياسات الشرق الأوسط وسفيرا سابقا للولايات المتحدة فى السعودية خلال الفترة من 1989 إلى 1992 سوف يؤثر على توجيه قرارات الإدارة الأمريكيةالجديدة خاصة أن الرجل بحكم منصبه المنتظر سيكون مسئولا عن التقارير المخابراتية التى تقدم يوميا للرئيس باراك أوباما. وفى إطار حملة التشهير بالرجل المولود عام 1943 اتهمته جماعات الضغط اليهودية بالتغاضى عن ملف انتهاكات حقوق الإنسان فى الصين لأنه ببساطة عضو فى الهيئة الاستشارية لإحدى شركات النفط الصينية وأنه يرتبط بعلاقات مالية مع السعودية. وقد طلب 12 نائبا جمهوريا إجراء تحقيق حكومى حول وجود علاقة مالية أو شخصية أو عمل بين فريمان والسعودية التى خدم فيها سفيرا لبلاده خلال حرب الخليج الأول بين العراق وايران. كما دعا النائب الجمهورى أيريك كانتور الرئيس أوباما إلى إعادة النظر فى تعيين فريمان لأن «موقفه من العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل تثير قلقا جديا حول مدى قدرته على المساهمة فى مساعى الإدارة الأمريكية فى تحقيق السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط». وقد انطلقت الحملة على فريمان من مواقع الانترنت التى تتبع المحافظين الموالين لإسرائيل ومن بينهم ستيف روزن الرئيس السابق للوبى الإسرائيلى فى الولاياتالمتحدة (الايباك). وقد وصف رزون فريمان بأنه «معارض لإسرائيل، كما أنه مثال على الشخص الموالى للعرب داخل الأوساط الدبلوماسية الأمريكية منذ إقامة دولة إسرائيل». وكان فريمان قد أدان فى خطاب عام 2007 الدعم الأمريكى «لجهود إسرائيل ضد الأهالى العرب، والاستيلاء على المزيد من أراضى العرب لحساب المستوطنين». أما المدافعون عن قرار تعيين فريمان وأغلبهم من أجهزة الأمن القومى، فقد رفضوا الادعاءات بوجود روابط بين فريمان سعودية أو بالحزب الشيوعى الصينى، وأكدوا أن الواقفين وراء هذه الحملة، هم جماعات الضغط اليمينية التى تهاجم كل من قد تسوله نفسه التشكيك فى ضمان الدعم غير المشروط لإسرائيل.