ميزانية الفيلم 300 ألف يورو.. وصناعة السينما في قبرص صعبة جدًا اضطرت تونيا ميشالي، مخرجة الفيلم القبرصي "وقفة" المعروض في المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إلى الاستعانة بطبيب نفسي، من أجل مساعدة بطلة فيلمها على أداء شخصية البطلة في الفيلم. وتعان بطلة الفيلم من حالة اكتئاب وحياة مملة، بسبب زيجتها بشخص ممل أناني لا يهتم بها، وكان ذلك في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية وأدارتها الناقدة السينمائية ماجدة موريس. واستهلت حديثها عن مشروعاتها، قائلة "يعتبر هذا الفيلم هو الروائي الأول بالنسبة لي في مسيرتي المهنية، والتي قدمت قبله فيلمين قصيرين، وقد اخترت هذه القصة بالذات لتكون أولى أعمالي الروائية الطويلة؛ لأني مهمومة بحياة النساء القبرصيات ونفسياتهن، والتي يعانِ كثير منهن من حياة مملة كحياة البطلة ولكن بالطبع ليس بنفس الدرجة القصوى التي ظهرت في العمل، وفي الحقيقة الشخصية المعروضة في الفيلم هي شخصية حقيقية عايشتها وأردت تحويلها إلى فيلم". وانتقلت للحديث عن مدى صعوبة صنع أفلام في قبرص وكيف تغلبت عليها في أول فيلم روائي طويل لها، قائلة "نعم صناعة الأفلام في قبرص شاقة وصعبة وتحتاج لأموال ضخمة، وكان عليّ التفكير خارج الصندوق كلياً، فرأيت أنه من الضروري عمل هذا الفيلم في ديكور واحد غير مكلف وببطلة واحدة، وبالفعل قد كان ذلك، والفيلم تكلفته الأصلية 300 ألف يورو نجحت في تدبير 200 ألفاً منها أي ما يوازي 70% من ميزانية العمل، و100 ألفاً المتبقية دبرتها لاحقاً أثناء التصوير". وأضافت: "استغرقت في كتابة السيناريو حوالي 6 أشهر، وكانت كتابته صعبة لأن الفيلم يمزج بين الواقع وخيال البطلة، فكنت حريصة على بيان الفارق بين الواقع والخيال أثناء الكتابة، ولكن أثناء التصوير كان الوضع صعباً لأنه بسبب ذلك كنا نعيد تصوير كثير من المشاهد، حتى نبين للمشاهد الفارق بين ما تراه البطلة فعلياً وما تتخيله، وطبعاً الفرق بين هذا وذاك بسيط جداً". وأكدت المخرجة، أنها سعيدة بالعرض في مهرجان القاهرة؛ بل أنه مهماً لها ولبطلة الفيلم هذا العرض في العاصمة المصرية، رغم أن العدد الذي حضر لمشاهدة الفيلم لم يكن كبيراً. أما عن بطلة الفيلم ستيلا فيروجيني، فقد تحدثت عن مسيرتها الفنية في مستهل الندوة، وقالت "أعمل في التمثيل منذ 26 عاماً، وهذا هو العمل الأول الروائي الطويل لي، ومن قبله عملت في 12 فيلماً قصيراً، أما قبل السينما فكنت أعمل في المسرح، والذي يختلف كلياً عن السينما لأنه أًصعب وأقسى عن السينما من ناحية التمثيل، رغم أن صناعة الأفلام في قبرص ليست بالأمر السهل أبداً وتحتاج أموالاً ضخمة ولكن مخرجة فيلم وقفة نجحت في إخراجه للنور بأقل التكاليف المتاحة والتي تسمح أيضاً بإخراجه بشكل مشرف وجميل". وعن الفيلم تحدثت ستيلا "البطلة تعيش حياة قاسية لأنه تمت تنشئتها مع أب قاسي وعندما تزوجت لم تنج من زوج يماثل والدها في الطباع، ومن هنا تعاني من الاكتئاب وترغب دوماً في تغيير هذا الواقع الصعب ولكنها كلها محاولات لا تخرج عن تخيلات فقط في عقلها، ومن أجل ذلك اضطررنا للاستعانة بطبيب نفسي لبيان جميع المراحل الصعبة التي تمر بها البطلة وفي ذات الوقت أجريت بحثاً مع المخرجة من أجل أن تظهر الشخصية بشكل صحيح وملائم لما تشعر به". وأضافت: "أمها كانت تشبه البطلة إلى حد كبير وقد كانت دوماً تشاهدها تعاني في حياتها وهو ما سهّل عليها أيضاً تجسيد الشخصية، مؤكدة "هذا العمل هو التعاون الأول لها مع المخرجة".