تشهد الفترة الحالية تزايدًا في اهتمام الحكومة بالحفاظ على نهر النيل وحمايته من التلوث، وهو ما ظهر بشكل كبير العام الماضي بإعلان الإدارة المركزية للكوارث البيئية والأزمات، عن وضع خطة وطنية شاملة لمواجهة الكوارث البيئية، والتي تضمنت 3 خطط نوعية، الأولى لمكافحة التلوث بنهر النيل، والأخيرتين يتعلقان بالتلوث البحري وأزمات تلوث الهواء. ونستعرض في هذا التقرير أبرز الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لحماية نهر النيل من التلوث: بدأت وزارتي البيئة والبترول في التنسيق للحد من تلوث النيل بالمشتقات البترولية، وذلك بعد تكشف أن أكثر من 81% من الحوادث التي تقع بنهر النيل تأتي من المشتقات البترولية، بموجب إحصائية أجرتها البيئة في الفترة ما بين 2013 إلى 2017؛ للتعرف على أكثر الملوثات التي يتعرض إليها نهر النيل. وسبق ذلك، إطلاق الحكومة في 2015، خطة تحت شعار «2015 عام إنقاذ النيل»، شاركت في تنفيذها 34 وزارة، لإنقاذ نهر النيل من التعديات التي تزايدت بعد ثورة يناير بشكل يهدد النيل بارتفاع الملوثات. • تغليظ عقوبات التعديات على نهر النيل أعدت وزارة الري مشروع قانون جديد لتنظيم التعامل مع الموارد المائية في مصر وحمايتها من التعديات أو الهدر، واستخدام المياه الجوفية والسيول، وتجريم التعديات على نهر النيل والمجاري المائية سواء من خلال البناء العشوائي أو إلقاء المخلفات في المياه. ويغلظ القانون الجديد المقرر إقراره من البرلمان خلال دور الانعقاد الحالي، عقوبات التعدي على النيل أو على الموارد المائية بتبديدها أو إهدارها لتصل إلى الحبس، ويعطي صلاحيات للحكومة بإزالة ما يقع على النهر من مخالفات وصلت حاليًا إلى 640 ألف حالة، أزيل منها إلى الآن 400 مخالفة. • جهود وزارة الأوقاف للحفاظ على نهر النيل من التلوث تتعاون الوزارات المختلفة على تنفيذ خطة الحكومة سواء بإجراءات تتخذها أو من خلال توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على نهر النيل، باستخدام وسائل الإعلام والمؤسسات الدينين والسياسية. وأصدرت وزارة الأوقاف عدة قرارات للحفاظ على المياه منها استخدام حنفيات جديدة في المساجد تضخ مياه بقدر أقل للوضوء، بالإضافة إلى توعية الأطفال والنشء بأهمية الحفاظ على نهر النيل من خلال الأفلام الكارتون. كما قررت مطلع الشهر الجاري، إغلاق دورات المياه في المساجد المطلة على النيل، للحد من التلوث وانتشار الأمراض والحفاظ على صحة الإنسان، وتوصيلها بشبكات الصرف الصحي، أو إنشاء خزانات خاصة لحفظ مياه الصرف ويرفع عن طريق سيارات المجاري. • وزارة البيئة تطلق مبادرة للأطفال لحماية النيل من التلوث كثفت وزارة البيئة، على مدار العامين الماضيين، من دورها في المراقبة والرصد واستخدام الضبطية القضائية لمواجهة حوادث التلوث البيئي بنهر النيل، وأنشأت وطورت عدة محطات للمعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي. وأطلقت منذ 3 أيام، مبادرة للأطفال لحماية النيل من التلوث تحت عنوان «حراس النيل»، وذلك من خلال رفع الوعي البيئي لديهم، ومدهم بمعلومات ثقافية عن النيل باعتباره شريان الحياة للمصريين. وتسعى الوزارة من خلال تلك المبادرة إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على مياه نهر النيل من التلوث، بالتعاون مع فروعها الإقليمية، وتدرس حاليًا مقترح بإضافة طلاب باقي المدارس بمختلف المراحل العمرية بالإضافة إلى طلاب الجامعات في المبادرة العام المقبل.