اعتبرت إيران التهم التي وجهتها فرنسا، الثلاثاء، لاثنين من مواطنيها وأحد أجهزتها الأمنية فيما يتعلق بالتدبير لهجوم على جماعة معارضة في باريس، بأنها "واهية"، محذرة من "الأيادي المشؤومة التي تحاول المساس بالعلاقات التاريخية بين إيرانوفرنسا وسائر البلدان الأوروبية المؤثرة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: "نجدد رفضنا لهذه التهم والمزاعم المطروحة"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا). ولفت قاسمي إلى أن هذه الواقعة "عبارة عن سيناريو ومخطط يرمي إلى تدمير العلاقات الجيدة والمتنامية بين إيران وأوروبا ويصب في سياق مآرب أمريكا والكيان الصهيوني (إسرائيل)". وكانت الحكومة الفرنسية أعلنت الثلاثاء فرض عقوبات على شخصين إيرانيين وأحد أجهزة الأمن الإيرانية بعد إحباط ما قالت السلطات الفرنسية إنها محاولة لتنفيذ هجوم على اجتماع لجماعة معارضة إيرانية بالقرب من باريس. وقالت وزارات الخارجية والداخلية والمالية الفرنسية، في بيان مشترك، إنه "لا يمكن ترك التخطيط لمثل هذه العملية الخطيرة على أراضينا دون رد". وذكر البيان أن المواطنين الإيرانيين اللذين تقرر تجميد ممتلكاتهما هما أسد الله أسدي وسعيد هاشم مقدام. أما الجهة الأمنية فهي "جهاز توجيه الأمن الداخلي" التابع لوزارة المخابرات الإيرانية. وتتهم فرنسا وزارة المخابرات الإيرانية بإصدار الأوامر لتنفيذ الهجوم، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد ذكرت أن ألمانيا أبعدت دبلوماسيا إيرانيا إلى بلجيكا للاشتباه في مشاركته في التخطيط لتفجير تجمع يضم حوالي 25 ألف إيراني من أعضاء جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، في إحدى ضواحي العاصمة باريس. وفي اليوم نفسه، تم القبض على بلجيكيين اثنين من أصول إيرانية بالقرب من بروكسل ومعهما متفجرات يعتقد المحققون أنهما كانا يستهدفان استخدامها ضد تجمع المعارضة الإيرانية. من ناحيته، قال جان إيف لو دريان وزير الخارجية الفرنسي إن الهجوم المحبط ضد المعارضة الإيرانية "يؤكد ضرورة التقارب المطلوب في علاقتنا مع إيران". وتطالب فرنسا بالإبقاء على الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الغربية الكبرى عام 2015، والذي انسحبت منه الولاياتالمتحدة، لكنها في الوقت نفسه ترغب في وقف تدخل إيران في شؤون دول منطقة الشرق الأوسط.
