رحب الأديب محمد سلماوي، بالحضور في احتفالية «الأدب المصري قديما وحديثا» بالمتحف المصري، قائلا: "أرحب بكم في هذا المكان الجميل والمناسبة الأجمل، وهي ذكري رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهو أديب مصري صميم نشأ في بيئة مصرية خصبة". وأضاف في احتفالية "الأدب المصري قديما وحديثا" المنعقدة حاليا في المتحف المصري، احتفالا بذكرى الأديب الراحل نجيب محفوظ: "الأدب للأسف لا يحظى بنفس حظ الآثار". وتابع: "لدينا فن النحت المصري القديم والذي تصورنا أنه اندثر إلى أن جاء العبقري المثال العالمي محمود مختار والذي درس في أكبر المدارس الفنية خارج مصر، ولكنه مصر هذا الفن وطوعه وأخرج لنا أعمال مصرية صميمة وأشهرها تمثال الفلاحة المصرية"، مضيفا: "قد لا يعرف البعض أن أول كتاب لنجيب محفوظ وضع عليه اسمه كان كتاب تاريخ عن مصر القديمة، مترجم، ونجح جدا في الترجمة، ثم كتب قصصا تاريخية عظيمة ومنها: كفاح طيبة وعبث الأقدار، لأن مصر القديمة هي ملهمته ومعشوقته". وأشار إلى أنه توقف في جولة اليوم في المتحف أمام وجود الرواية في مصر القديمة، لأنه عادة ما ينظر إلى الروايات على إنها أدب غربي، ولكن اليوم أثبتت الجولة أن الرواية موجودة من قديم الأزل في مصر والدليل رسائل الفلاح الفصيح، ورسائل أخرى كثيرة. وأوضح سلماوي: "أراد محفوظ أن يكتب تاريخ مصر من خلال روايات وحكايات معظمها حقيقي وشديد الواقعية، فكتب زقاق المدق، ويليها الثلاثية، والتي كانت قمة المدرسة الواقعية في الرواية، ولآخر وقت لنجيب كان يكتب عن الواقع المصري". ومن أشهر أقوال نجيب "أنا ابن حضارتين المصرية القديمة والعربية الإسلامية". وقال الأديب سلماوي عن نجيب محفوظ: "كل من يقرأ له يكتشف أن التاريخ القديم متأصل فيه والحقيقة هو ليس تاريخ قديم ولكنه ممتد ومتوارث". وضرب مثالا بزوجة أحد السائحين المغادرين لمصر قائلة لسلماوي: "وجدت في تعامل المصريين معي وباختلاف مستوياتهم، الرقي والحياء ودماثة الخلق والأدب، كأنني أتعامل مع أوروبيين". ويتذكر سلماوي ما قاله له نجيب محفوظ وهو أن تعامله مع البسطاء والكتابة عنهم واستغراقه في المحلية هو الذي أوصله للعالمية والحصول على جائزة نوبل في الأدب". واختتم سلماوي ذكرياته مع نجيب محفوظ قائلا: "أصر نجيب على اختياري لأمثل مصر أثناء تسلم جائزة نوبل نظرا لظروفه المرضية وكبر سنه، رغم بعض المشاكل التي تعرض لها بسبب اختياري لتسلم جائزته، لكنه صمم على اختياره، وفي كل الأحوال أدب نجيب محفوظ كان يعالج مشاكل مصر قديما وحديثا".