بدأ نجوم منتخب مصر الوطني للشباب لكرة القدم في مزاحمة نجوم مصر الكبار أبناء "المعلم" حسن شحاتة في الفوز بكل نبضة من نبضات قلوب أكثر من 80 مليون مصري بعد الأداء الرائع والفوز الكاسح الذي حققوه يوم 24 سبتمبر الحالي على فريق ترينيداد وتوباجو في استاد برج العرب بالإسكندرية بأربعة أهداف مقابل هدف. ومع توقع تزايد معدلات تحمس المصريين لمنتخب بلادهم في مونديال الشباب المقام حاليا في عقر دارهم ، وبعد أن أثبت "عفروتو" و"محمد طلعت" و"حسام عرفات" أنهم لا يقلون حنكة ومهارة عن نجوم المنتخب الأول محمد أبو تريكة ومحمد بركات وعمرو زكي ، فإن أطباء القلب ينصحون المشجعين المصريين بتشجيع منتخب بلادهم بقوة وحماس وبقلب من حديد مثلما يطالبون مشجعي الدول الأخرى بتشجيع منتخبات بلادهم بنفس القوة حتى تصل نبضات قلوبهم إلى أرقام قياسية تصل إلى 160 نبضة في الدقيقة بل إلى 180 نبضة ، وربما تتخطى هذا المعدل مع كل هدف جديد يسجله نجم من نجوم منتخباتهم ومع كل انفعال يبديه المشجع إثر فرصة ضائعة ربما كانت من الممكن أن تضع منتخب بلاده في المقدمة أو تعدل النتيجة التي تميل لصالح المنتخب المنافس. وفي المقابل ، يحذر نفس الأطباء المشجعين من أصحاب القلوب السليمة من مخاطر الإفراط في التشجيع على سلامة القلب إذا ترافق هذا التشجيع بالدخول في مشاحنات أو مشاجرات مع المشجع الجالس في المعقد المجاور أو مشجعي الفرق المنافسة أو تزامن هذا التشجيع مع تعاطي مواد مخدرة أو كحولية سواء كان المشجع جالسا في أحد استادات مصر أو جالسا أمام شاشات التليفزيون في ألمانيا أو إيطاليا أو نيجيريا أو البرازيل أو فنزويلا أو أي دولة أخرى مشاركة في مونديال الشباب . ويؤكد الأطباء المتخصصون في أمراض القلب والأعصاب أن قلب مشجع الكرة مثل قلب أي شخص عادي ينبض ما بين 60 إلى 70 نبضة في الدقيقة خلال النهار لدفع الدماء في العروق ليتمكن الانسان من أداء مهامه اليومية ، في حين تنخفض ضربات قلبه إلى 50 نبضة فقط في الليل حيث لا يكون الانسان في هذا الوضع من السكون في حاجة إلى كميات كبيرة من الدم لعدم قيامه بأي مجهود بدني أو عقلي. ويعتقد البعض خطأ بأن ضربات قلب مشجع الكرة لا تبدأ في التزايد إلا مع بداية المباراة ، لكن المتخصصين يؤكدون أن القلب يبدأ في اتخاذ وضع الاستعداد للتشجيع والانفعال قبل انطلاق المباراة بساعة كاملة وربما أكثر من ذلك عندما يبدأ المشجع في تهيئة نفسه لفوز فريقه أو في التفكير في كيفية مواجهة الإحباط إذا لم يحالف التوفيق فريقه في المباراة . ويؤكد البروفيسور الفرنسي إدمون بيرتران أستاذ جراحة القلب والأعصاب والطب الرياضي أن حماس مشجع الكرة لفريقه وانفعاله بكل لعبة يلعبها أو هدف يحرزه أو يهدره يمكن أن يرفع نبضات قلب هذا المشجع إلى 150 نبضة في الدقيقة ، بل إلى 160 نبضة ، وربما إلى 180 نبضة في الدقيقة حسب شدة الانفعال ، لدرجة أن ضربات القلب يمكن أن تتخطى هذا المعدل إذا انفعل المشجع بعد أن يحرز فريقه هدفا حاسما أو يضيع هدفا بالأهمية نفسها . ويكشف البروفوسور بيرتران في حديث لمجلة "جين أفريك" الفرنسية أن ضربة الجزاء تعد من أكثر اللعبات التي ترفع معدلات ضربات القلب وتهييج الجهاز العصبي والدماغي إلى معدلات قياسية ، مؤكدا أن هذه اللعبة تزيد معدلات ضربات القلب بواقع 35 نبضة في الدقيقة ترتفع إلى 42 نبضة لدى استعداد اللاعب لتسديد ركلة الجزاء ، لتصل إلى 50 نبضة عندما يبدأ المشجع في إظهار رد فعله سواء نجح فريقه في التسجيل أم فشل في ذلك. ويؤكد البروفيسور بيرتران أن قلب المشجع لا يستعيد معدلات ضرباته الأصلية (ما بين 60 إلى 70 ضربة في الدقيقة) ، إلا بعد مرور ساعة كاملة على انتهاء المباراة ، هذا لو انتهت المباراة بنتيجة إيجابية لصالح فريقه ، مشيرا إلى أن هذه الضربات ربما تزيد كثيرا عن ذلك عندما يتعلق الأمر بقلب مشجع خسر فريقه المباراة لا سيما لو كانت هذه الخسارة تطيح بالفريق من البطولة أو تمنعه من الوصول إلى مراكز متقدمة . ومن جانبه ، يؤكد د. أحمد النجار أستاذ أمراض القلب أن تفاعل المشجع مع نتيجة المباراة يظل مصاحبا للمشجع في منامه ، خاصة لو تعرض فريقه لخسارة قد تقلل من فرصه للفوز بالبطولة ، وأضاف أن تزايد ضربات القلب وعدم انتظامها تصل في هذه الحالة إلى ذورتها في الثالثة أو الرابعة صباحا حتى لو كان المشجع قد اكتفى بمشاهدة المباراة أمام التليفزيون دون أن يتحمل مجهود الذهاب إلى الاستاد ومشقة صعود المدرجات . ويؤكد الدكتور النجار في تصريحه لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الانفعال المصحوب بالحزن على الفريق يظل مصاحبا للمشجع في منامه ، مما يؤدي إلى الإفراط في نشاط أجهزة القلب والأعصاب والمخ إلى حد يتشابه مع الوضع الذي يكون عليه الفرد العادي عند تعرضه لكابوس أثناء الليل . ويؤكد الدكتور النجار أن المدربين هم أكثر المتضررين من هزيمة فرقهم على المستويين البدني والصحي اثناء الليل التالي للمباراة ، مؤكدا أن الدراسات التي أجريت في الغرب كشفت عن أن 40 في المائة من المدربين يعانون من الكوابيس أثناء النوم في الليلة التالية للمباراة باعتبار أن المدرب هو المسئول الأول والأخير عن النتيجة . ومن جانبه ، يحذر بروفيسور القلب الفرنسي إدمون بيرترون ضعاف القلب ومن يعانون من أمراض قلبية من المبالغة في إبداء الفرح أو التعبير عن الحزن على حد سواء ، مشددا على ضرورة أن يتم تزويد كل استاد بجهاز "ديفيبريلاتور أوتوماتيك" (وقف رجفان القلب) وأجهزة "التنفس الصناعي" للتدخل في الوقت المناسب لتفادي الموت المفاجيء للمشجع أو اللاعب كما حدث في العديد من الحالات خلال السنوات الأخيرة . أما إذا كنت مشجعا مصريا وتتمتع بصحة طيبة ، فيطالبك الدكتور النجار مثلما تؤكد نصائح الدكتور بيرتران بالذهاب فورا إلى الاستاد غدا لتشجيع منتخب بلدك في مباراته المهمة أمام باراجواي لتساهم في حصول مصر على بطاقة التأهل للدور الثاني لمونديال الشباب ، بعد أن أكدت الدراسات أن التشجيع المثالي والحركة والانفعال تساعد المشجع على التمتع بصحة جيدة وتساهم في تمتعته بقلب قوي تزيد ضرباته عن 180 ضربة في الدقيقة مثل قلب "عفروتو" وزملائه وهم يسجلون أهدافهم الجميلة في مرمى المنافسين .