قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن هناك حاجة شديدة إلى استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي في مواجهة التهديدات الوجودية التي تواجهها الدولة الوطنية في المنطقة العربية، مؤكدًا أن الأمن القومي العربي هو كل لا يتجزأ. وأضاف «السيسي»، في كلمته خلال انعقاد القمة العربية ال29 في السعودية ، الأحد، أنه يجب إعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربي على قواعد واضحة جوهرها احترام استقلال وعروبة وسيادة الدول العربية والامتناع تمامًا عن التدخل في الشؤون الداخلية، منوهًا بأن مصر طرحت من قبل عدد من المبادرات لبناء استراتيجية فعالة للأمن القومي العربي وتوفير مقومات الدفاع الفعال ضد أي اعتداء أو محاولة للتدخل في الدول العربية. وتابع: «أثق بأنه يمكننا التوصل إلى هذه الاستراتيجية الشاملة إذا توفرت الإرداة السياسية الجماعية وصدق العزم على التعاون لاستعادة زمام المبادرة بشكل يوقف الانتهاك المتكرر لسيادة واستقلال دول عزيزة بالأمة العربية». وأكد أن ما يقدمه الشعب الفسطيني على مدر عقود يضع الضمير الإنساني كله على المحك، لأن القضية الفلسطينية ليست قضية العرب وحدهم ولكنها قضية الحق في مواجهة القوة، مشيرًا إلى القرار الذي شاركت مصر في إعداده وأقرته الجمعية العام للأمم المتحدة ديمسر الماضي، على أنه يعد دليلًا جديدًا بأن الحق العربي في القدس ثابت وأصيل وغير قابل للمصادرة. وأوضح أن العرب لا يزالون يتمسكون بخيار السلام كخيار استراتيجي وحيد، منوهًا بأن المبادرة العربية للسلام هي الأمثل لإنهاء الاحتلال الذي قضى على الأخضر واليابس. ولفت إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولية واضحة للوقوف أمام محاولات مصادرة الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدسالمحتلة، موضحًا أن الشعب الفلسطيني لم يكن ليتعرض لأشرس هجمة لولا وجود حالة الانقسام التي تدخل عقدها الثاني. وأكد أنه لايجب السماح بأن يكون استمرار الانقسام ذريعة لاستمرار الانقسام، موضحًا أن مصر تعمل بكل دأب مع أشقائها الفسطينيين لطي هذه الصفحة الحزينة، ولرأب الصدع غير المبرر وتجاوز المنافسة الحزبية لصالح كلمة الوطن. وانطلقت اليوم الأحد، في المملكة العربية السعودية، أعمال القمة العربية ال29، التي يتضمن جدول أعمالها 18 بندًا تتناول مختلف القضايا العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي، والأزمة السورية، والتدخلات الأجنبية في الشؤون العربية.