في بوادر فضيحة كروية أوروبية ضخمة ، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "الويفا" أنه يجري حاليا تحقيقات في الاتهامات التي وصلت إليه بشأن وجود شبهات للتلاعب في نتائج أربعين مباراة من المباريات الأوروبية. واعترفت مصادر الويفا بأن من بين المباريات الأربعين التي يجرى التحقيق بشأنها توجد بعض المباريات المشكوك في أمرها من بين مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا – البطولة الأكبر التي ينظمها الاتحاد على صعيد الأندية – إضافة إلى بطولة كأس الاتحاد الأوروبي "الويفا كاب". وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." التي أوردت هذا النبأ أن بيتر ليماشير رئيس لجنة الانضباط في الويفا ينظر حاليا في هذه الحالات المعروضة أمامه ، وإن كانت معظمها يتعلق بمباريات أقيمت في الأدوار التمهيدية والمراحل المبكرة من المسابقتين. وكشفت المعلومات أن المباريات المعنية أقيمت خلال فترة السنوات الأربع الماضية ، ومن بينها 15 مباراة أقيمت في العامين الماضيين وحدهما ، وأشارت إلى أن غالبية المباريات المثيرة للجدل والشكوك كان من بين أطرافها فرق من دول أوروبا الشرقية. وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يرأسه النجم الفرنسي الأسبق ميشيل بلاتيني قد أصدر قرارا في أبريل الماضي بإيقاف نادي بوبيدا المقدوني عن اللعب لمدة ثماني سنوات بعد ثبوت إدانته بتهمة التلاعب في نتائج المباريات ، حيث تبين أنه تعمد الخسارة في إحدى مبارياته بالمسابقة الأوروبية. ومنذ حدوث هذه الواقعة ، والاتحاد الأوروبي يضع عينه على النتائج التي تسجلها الأندية المقدونية في البطولات الأوروبية ، ويبدو أنه اكتشف حالات أخرى مماثلة ، حيث أفادت المعلومات بأنه تم التحقيق بالفعل في عدد من المباريات. ومن بين هذه المباريات خسارة فريق يدعى إف.كيه.ميلانو المقدوني بمجموع مباراتي الذهاب والعودة أمام فريق سلافن كوبريفنيكا الكرواتي 12-2 في الدور التمهيدي الثاني لبطولة الدوري الأوروبي "أوروبا ليج" الجديدة ، وهي البطولة التي تمثل الشكل الجديد المطور لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي. ونقلت ال"بي.بي.سي." عن ليماشير قوله : "حتى الآن .. التحقيقات تجرى غالبا مع أندية من أوروبا الشرقية". وأضاف : "إنها فرق كانت تعرف أنها لن تستطيع استكمال مشوارها في المسابقة ، وأنها ستخرج من الأدوار الأولى على الأرجح ، ولذلك فإن مسئوليها كانوا يقولون لأنفسهم : دعونا نحقق أي فائدة"! وقال أيضا : "في الحالات التي تخضه للتحقيقات ، يبدو الأمر بالفعل على أنه تعمد للهزيمة في بعض المباريات ، أحيانا في المباراة بأكملها ، وأحيانا يتم الاتفاق على ذلك بين الشوطين"! وأضاف : "ربما يحتاج الأمر إلى بعض الوقت لتوجيه إدانة إلى الأندية المتورطة ، ولكن هناك حالات يمكن إثباتها بالتعاون من أجهزة الشرطة". يذكر أن ظاهرة التلاعب في نتائج المباريات ازدادت على الساحة الأوروبية بسبب الفوارق المادية الكبيرة بين أندية دول غرب أوروبا وأندية أوروبا الشرقية ، وخاصة المتواضعة المستوى منها ، والتي ترى أن وجودها في دوري الأبطال أو في الويفا كاب مثل عدمه ، حيث تواجه هذه الفرق دائما الخروج من الأدوار التمهيدية.