دشن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم كنيسة الشهيد «مار جرجس» بعين شمس بعد انتهاء أعمال تجديدها. وألقى بابا الإسكندرية، كلمة خلال تدشينه كنيسة «مار جرجس»، اليوم السبت، حول محطات صيام القيامة الثلاث، الذي بدأ في 12 فبراير، وينتهي في 8 إبريل المقبل، قائلًا: «إننا في الصوم الكبير، وغدًا الأحد، منتصف فترة الصوم، وفترة الصوم المقدسة لها ثلاث محطات، الأولى في يوم الرفاع والثانية في أحد النصف والثالثة في جمعة ختام الصوم».
وأوضح: «إن المحطة الأولى هي أحد الرفاع، تعلمنا الكنيسة أن يدخل الإنسان إلى قلبه وهذا هو مخدعه، ويغلق بابه الذي هو فمه عن الطعام والكلام، ففترة الصوم هي فترة روحية خاصة نرتفع فيها فوق كل متطلبات الجسد حتى وإن كان بالكلام، لنفرغ نفوسنا ويصير لنا حديث مع الله دائمًا».
وتابع: «أما المحطة الثانية، أي حد النصف، الموافق غدًا، في قصة السامرية ولقاءها بالسيد المسيح، ونقرأ كلمات "كل من يشرب من هذا الماء يعطش" كما قال لها السيد المسيح، فكل من يشرب من ماء العالم يعطش، لذلك نُسميه بحر هذا العالم الذي لا يروي، لن يقدم لك العالم شيء يشبعك، ربما يشبعك قليلًا ولكن لن يشبعك مدى الحياة».
واستطرد: «إن المحطة الأخيرة في الصوم هي جمعة ختام الصوم، ونقرأ فيها الكلمات القاسية التي قالها السيد المسيح موجهها إلى أورشليم كما ذكرها إنجيل متى الإصحاح 23 الآية رقم 37، فالكلمات موجهة للنفس، والنفس هي أورشليم»، متسائلًا: «كم مرة تأتي الفرصة من السيد المسيح ويضيعها الإنسان، فأين هي توبتك ونقاوتك وإرادتك؟».
ووصف فترة الصوم بأنها أيام ثمينة لا يجب تركها دون استفادة من كل ساعة فيها، مطالبًا الأقباط بالاستمرار في قراءة الكتاب المقدس، والاجتهاد في الأصوام النباتية والانقطاعية.
وأكمل: «إن الكنيسة تعلمنا الأصوام والنغمات والألحان الكثيرة، وإن لم يكن لك أعمال رحمة واضحة في حياتك فاصنع أعمالًا رحمة في حياتك، فلا يكن قلبك حجر وكن رحيمًا، فطوبى للرحماء على المساكين،
وأنهى حديثه، داعيًا للشعب: «ربنا يحفظكم ويبارك في حياتكم، لإلهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الابد آمين».