أعرب الدبلوماسي عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، عن سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة للكتاب واصفًا إياه بأنه أكبر معارض الكتب في الوطن العربي، ومشيدًا باختيار جمهورية الجزائر ضيف شرف هذا العام. وقال «موسى» إن كتابيه ليست مذكرات شخصية بل مذكرات حياة ومهنة وتاريخ بلد بكل انتصاراته وإخفاقاته. وكشف موسى خلال الندوة التي عقدت مساء اليوم بقاعة لطيفة الزيات في معرض الكتاب، وأدراها المهندس إبراهيم المعلم، بحضور أحمد بدير العضو المنتدب لدار الشروق، ونانسي حبيب مساعد دار النشر بالدار، والكاتب الصحفي خالد أبو بكر مدير تحرير جريدة الشروق، بأنه سينتهي من كتابة الجزء الثاني لمذكراته «كتابيه» في آخر العام، لافتًا إلى أنه سيتناول فيه فترة عمله بجامعة الدول العربية ودور مصر الدبلوماسي في العديد من القضايا الدولية. وتحدث صاحب «كتابيه» عن أهم القضايا التي تناولها في الجزء الأول من مذكراته، بدءًا من نشأته في القرية والحياة الاجتماعية بها، ثم رحيله إلى المدينة والدراسة بكل مراحلها، مشيرًا إلى أنه لم يكن يسرد سيرته الشخصية بل المجتمع المحيط به والحياة المصرية بكل التغيرات التي طرأت عليه، مضيفا: تعرضت إلى السياسة المصرية بناءً على تحليل تاريخي ولم أكتب في الكتاب كلمة لا تعتمد على الوثائق. وقال موسى خلال اللقاء، مصر قررت منذ فترة الأربعينيات خلق سياسة الحياد، ورفضت أن تدخل في حروب لا ناقة لها بها ولا جمل، بحسب وصفه، ضاربًا مثال بطلب دخولها في الحرب الكورية، ولكنها رفضت، وقت لم تكن أي دولة تستطيع قول هذا، وأضاف موسى أن مصر كانت بداية تشكيل كتلة عدم الإنحياز في العالم الحديث، وبأنها دائمًا كانت إشعاعا مهما للدول النامية. وتابع «موسى» مصر دولة قائدة منذ تاريخها والعالم كله تعلم منها، مستشهدا بقول الزعيم الهندي غاندي، عندما وصف ثورة كانت 1919 بأنها ملهمة. وألقى صاحب «كتابيه» عدة نقاط حول تاريخ مصر في مراحل مختلفة من حياة البلاد، منذ عهد محمد علي، مرورا بفترة حكم عبد الناصر والتي شهدت نشاطا عربيا كبيرا لمصر وكان صداه إيجابي في العالم كله، وكذلك العداء الشديد لنظام الرئيس جمال عبد الناصر، لافتا إلى أنه ناقش خلال الكتاب الوجه الداخلي والخارجي لمصر لهذه الفترة وهزيمة 1967 والتي دفعنا ثمنها غاليا، شارحًا أسباب حدوث ذلك ولماذا حدث. ودعى عمرو موسى أصحاب التجارب المهمة أن يكتبوا مذكراتهم قائلًا: على كل شخص يصل إلى نهاية مشواره أن يكتب مذكراته ويخبرنا ماذا قابل وعاش، حسب قوله.