قال سفير إثيوبيا بالقاهرة، تاي سيلاسي، إن مشروع سد النهضة لا يهدف إلى إيذاء الشعب المصري بأي شكل، مؤكدًا أن النيل شريان الحياة بالنسبة لدول الحوض، وإنشاء السد ليس الغرض منه إيقاف سريان مياه النيل، إنما توليد الكهرباء من أجل تنمية أثيوبيا، حيث إنه من المستحيل عمليًا إيقافه. وأضاف «سيلاسي»، خلال لقائه ببرنامج «كلام تاني»، المذاع عبر فضائية «دريم»، مع الإعلامية رشا نبيل، مساء الخميس، أن النيل يجب أن يُستخدم كمصدر للتنمية لإثيوبيا ودول حوض النيل، موضحًا أن بلاده تحاول توليد الكهرباء من النهر لتلبية احتياجاتها، ثم ستترك مياه النيل تصل إلى مصر. وتابع أنه لابد من توافر الثقة بين الشعب المصري والإثيوبي، والجانب المصري أن يتفهم سعي بلاده للتنمية، مشيرًا إلى ضم اللجنة الدولية للخبراء خبيرين من كل دولة من الدول الثلاثة. واستطرد أن الدراسات التي أجريت في الماضي أوصت بأن سد النهضة يتماشى مع المعايير الدولية، التي بناء عليها أسست الدول الثلاث اللجنة المشتركة، وبدأت إثيوبيا في بناء السد، موضحًا أن بلاده بدأت عملية البناء بموجب دراسات اللجنة الفنية. وأشار السفير إلى أنت بلاده تتماشى مع الإجراءات في ضوء روح إعلان المبادئ، مؤكدًا أن إثيوبيا تريد أن تنهي دراسات سد النهضة في أسرع وقت ممكن. وأضاف «سيلاسي»: "قطعنا وعد للشعب الإثيوبي بأن السد لن يتعطل بسبب المفاوضات، فهناك 65 مليون نسمة في إثيوبيا محرومون من الكهرباء، لذلك لن نستفيد على الإطلاق من تعطيلها، ولا استفادة من تأخيرها لكن هناك بعض الاختلافات الفنية». وتابع: «أخذنا بعين الاعتبار الاحتياجات المتباينة لشعوب الدول الثلاثة، ولم يكن لدينا أي نية لإيقاع الضرر بأي شعب آخر بسبب السد، لكن المزارعون في إثيوبيا يحلمون بتناول وجبة العشاء في وجود الضوء؛ بسبب حرمانهم من الكهرباء»، موضحًا: «لدينا مياه أكثر من كافية من أجل الري، وذلك لندرة التربة الصالحة للزراعة في إثيوبيا، نحن فقط بحاجة إلى الكهرباء». واستطرد: «فوجئنا بإعلان الجانب المصري توقف المفاوضات، لكننا ليس لدينا خيار آخر إلا العودة للمفاوضات وحل المشكلة، وواثقون أن هناك نهاية سعيدة لهذا السد»، مضيفًا أن الدول الثلاث لديها مسؤولية جماعية لمجابهة التحديات الخاصة بسد النهضة.