• كيلو الزيتون المخلل ارتفع فى محال الجملة إلى 7 جنيهات على الأقل.. وزيت الزيتون قفز إلى 70 جنيهًا • شركة سعودية تعتزم ضخ 2 مليار جنيه لزراعة 5 آلاف فدان بالزيتون والنخيل أكد أصحاب مزارع وفلاحون صغار أن ارتفاع تكاليف السماد والعمالة، هما السبب وراء ارتفاع أسعار الزيتون المصرى خلال الفترة الماضية. وسجلت أسعار «الزيتون المخلل» ارتفاعًا فى سعرها بمحال الجملة، حيث زاد سعر زيتون الحامض إلى 7 جنيهات للكيلو مقارنة ب5 جنيهات سابقا، كما زاد سعر الزيتون التفاحى إلى 12 جنيهًا مقارنة ب 10 جنيهات فى الموسم الماضى، وفقا لصاحب أحد معارض بيع منتجات الزيتون والبلح بمدينة سيوة فى مطروح. وتتميز مدينة سيوة بزراعة الزيتون إذ يوجد بها نحو 120 نوعًا تستخدم فى التخليل وصناعة زيت الزيتون. وقال محمد عبدالقادر، صاحب مزارع زيتون بمدينة سيوة: إن فدان الزيتون ينتج نحو 6 أطنان بحد أقصى ويباع كامل إنتاج الفدان بمتوسط 5 إلى 10 آلاف جنيه حسب النوع، «هذه الأسعار هى تقريبا ضعف أسعار العام الماضى». وأوضح عبدالقادر أن ارتفاع أسعار السماد الزراعى وزيادة أجر العمال، هما السبب وراء رفع أسعار الزيتون من المزارع. انعكس ارتفاع أسعار الزيتون، بالطبع على صناعة زيت الزيتون، فقد ارتفع سعر الكيلو إلى 70 جنيها، مقارنة ب 30 فقط خلال العام الماضى، وفقا لمحمد حسن صاحب إحدى المزارع المتخصصة فى زراعة أنواع الزيتون غزيرة الزيت. وتابع حسن إن زيتون «الشملالى، والملوكى، المراقى، والبوطيقين» هى الأنواع التى تنتج زيت الزيتون بنسب مختلفة من 16 إلى 20 %، موضحًا أن نسبة الزيت فى بذور الزيتون تتغير وفق التربة، مؤكدًا أن أكثر الأنواع التى تنتج الزيت هى «الزيتون المراقى». ومصر هى ثانى أكثر دول العالم انتاجا للزيتون، وتزيد فيها المساحات الزراعية لشجرة الزيتون سنويا، وفقا للدكتور شوقى الشرقاوى، رئيس قسم الزيتون بمعهد البساتين التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى. وأضاف أن زراعة الزيتون فى مصر تتركز فى مناطق الفيوم والساحل الشمالى الغربى وسيوة وسيناء وفى مناطق الاستصلاح الحديثة فى الجيزة والطريق الصحراوى وهى من الزراعات الواعدة فى الأراضى الصحراوية المستصلحة. قال أشرف عبدالشافى العضو المنتدب لشركة زادنا للاستثمار الزراعى والتنمية العقارية، إحدى شركات مجموعة الراجحى السعودية:«مصر لم تستغل بعد إمكانياتها الواعدة فى قطاع زراعة وصناعات الزيتون»، مضيفا أن شركته طلبت تخصيص 5 آلاف فدان لها فى مصر من أجل زراعة الزيتون والنخيل، وتستهدف ضخ 2 مليار جنيه فيها خلال الخمس سنوات القادمة. وأضاف الشرقاوى أن منطقة الواحات وسيوة والوادى الجديد وبعض الأماكن المستصلحة بمنطقة ضواحى الجيزة، هى الاماكن التى ترغب الشركة بالاستثمار فيها بناء على الابحاث التى قام بها خبراء سعوديون عام 2016. وبحسب رئيس قسم الزيتون بمعهد البساتين، فإن القيمة الغذائية المرتفعة للزيتون تجعل منه منتجا مطلوبا على الدوام، وأوضح أن كل 100 جرام من ثمار الزيتون الأخضر تحتوى على 132 سعرا حراريا، و1.5 جرام بروتين و13.5 جرام دهن، و4 جرام كربوهيدرات، و.25 جرام ألياف، 90 ملليجرام كالسيوم، 17 ملليجرام فوسفور، 2 ملليجرام حديد، 2400 ملليجرام صوديوم، 55 ملليجرام بوتاسيوم، 22 ملليجرام مغنسيوم، 300 وحدة دولية من فيتامين أ وآثار من الزنك والنياسين وفيتامين ب1، فيتامين ب 2. وتابع أن الرطوبة والزيت يكونان 85 90 % من وزن اللب بينما الباقى يمثل مواد عضوية ومعادن، والسكريات الأحادية هى الجلوكوز والملتوز والزيلوز والجالاكتوز والأرابينوز. وقال إن الزيتون يستعمل أيضا فى علاج الأمراض الجلدية والوقاية منها، كما أنه يستخدم فى صناعة مستحضرات التجميل التى تستخدم للعناية بالشعر والجلد. وتعتبر زراعة الزيتون مهمة فى تشغيل العمالة الزراعية والفنية، خاصة فى عمليات التقليم وجمع الثمار، وفقا للشرقاوى. وأوضح رئيس قسم الزيتون بمعهد البساتين التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن الأهمية الاقتصادية لمخلفات عصر الزيتون تتمثل فى الماء الخضرى؛ حيث أشارت التحاليل التى أجريت عليها إلى احتوائه على عناصر الأزوت بنسبة 0.11%، والبوتاسيوم بنسبة 0.1%، والفوسفور بنسبة 0.2%. كما تستخدم تفلة الزيتون فى إنتاج علف للحيوان ذا قيمة غذائية عالية وسعر مناسب، وذلك بعد إجراء بعض المعاملات عليها لتكون صالحة لتغذية الحيوان من الناحية الصحية والغذائية، بحسب الشرقاوى. وأضاف أن الزيتون من الزراعات التى تتميز بقدرة كبيرة على تحمل الجفاف والملوحة، كما أنها تستطيع أن تقاوم إهمال الإنسان وقسوة الطبيعة، وأيضا لها قدرة على تجديد النمو وإعادة الإثمار، كما أنها تعمل على الحفاظ على التربة من عوامل التعرى والتصحر. يشار إلى أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، كانت قد افتتحت ورشة عمل تدريبية فى مايو الماضى حول التدابير الوقائية لانتشار متلازمة «التدهور السريع» لمحصول الزيتون فى مصر، فى منتصف العام الحالى، بهدف تدريب المدربين حول كيفية رصد وتشخيص انتشار البكتيريا المسببة للمتلازمة. وقال حسين جادين ممثل المنظمة فى مصر: إن الفاو جمعت فى الورشة خبراء وأساتذة فى زراعة الزيتون لتدريب وتأهيل صغار المزارعين على أحدث طرق الزراعة وكيفية تفادى الأمراض التى تواجة منتج الزيتون. وأضاف جادين، أن الزيتون من المنتجات المهمة التى تساعد صغار المزارعين على المعيشة، «لذلك نوفر لهم ما يساعدهم من أدوات فى المجال». ومن جانبه، قال شوقى البديعى، المسئول الإقليمى لوقاية النبات فى منظمة الأغذية والزراعة إن خطورة هذه البكتيريا تكمن فى أنها قد تدمر 95% من ثروة الزيتون فى منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.