اللواء كمال عامر: أرجو من الشعب ألا يقلق.. ولدينا خطط داخلية بينها تحلية مياه البحر المتوسط لمواجهة الأزمة عضو «إفريقية النواب»: الخيار العسكرى فى التعامل مع أزمة سد النهضة مرفوض.. والسيناريوهات البديلة جاهزة ومطروحة.. وإطلاق رصاصة واحدة بمثابة إطلاقها على إفريقيا كلها قال عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب حاتم باشات، إن مفاوضات سد النهضة الإثيوبى تعثرت ولم تفشل، وإن مماطلة إثيوبيا من أجل كسب أكبر وقت لبناء السد، وتحقيق مصالحها، مضيفا أن هناك جولات أخرى ستخوضها مصر عبر مستويات أعلى على المستوى الرئاسى ووزارة الخارجية فى الفترة المقبلة. وأوضح باشات، ل«الشروق»، أن السيناريوهات البديلة جاهزة ومطروحة فى التعامل مع هذا الملف، وأن مصر تعلم جيدا ماذا ستفعل، مؤكدا أنه كان متوقعا تعنت أثيوبيا وأنها ستعرقل المفاوضات، وأن رفض دولتى إثيوبيا والسودان للتقرير الاستشارى حول سد النهضة، بسبب استناده لاتفاقية عام 1959، والتى تنص على حصول مصر على 55.5 مليار متر مكعب من المياه، دون أى نقص، بينما تريد الدولتان «اللعب فى هذا الأمر». وأضاف: «نهر النيل حق تاريخى للأجيال القادمة ومصر لن تفرط فى حصتها المائية، ولا يمكن الصمت على تعثر المفاوضات، ويجب إنهاؤها فى وقتها المحدد»، متابعا: «إعلان مصر عن وقف المفاوضات، هو بمثابة إجراء دبلوماسى عنيف، والخيار العسكرى مرفوض، لأن إطلاق رصاصة واحدة بمثابة إطلاقها على إفريقيا كلها». وأشار إلى أن موقف دولة السودان يثير الدهشة وغامض تجاه هذه القضية، على الرغم من أنها ستواجه نفس الأخطار التى ستقع على مصر لأنها دولة مصب، مكملا: «هناك مصالح مشتركة بين إثيوبيا والسودان، وهى منح الكهرباء الناتجة من السد إلى السودان، بالإضافة إلى التبادل الثقافى والاقتصادى بين البلدين». وأردف: «بعض الدول الممولة لسد النهضة تريد محاربتنا سياسيا، ومن بينها «قطر وتركيا وإسرائيل»، ولهم مصلحة فى ذلك»، موضحا أن زيارة رئيس وزراء إثيوبيا لقطر ليست صدفة فى وقت تعثر المباحثات مع مصر، بجانب زيارة تميم بن حمد أمير قطر لإثيوبيا منذ وقت قريب». واستكمل: «هناك اتفاقيات واستثمارات تمت الفترة الأخيرة بين إثيوبيا وقطر، ووزير المالية القطرى موجود الآن فى السودان، علاوة على أن وزير خارجية إيران كان فى زيارة لأوغندا منذ أسبوع»، مستطردا: «المشهد الآن أصبح مثل لعبة الشطرنج، لذلك يجب على مصر أن تكون لديها خطوات سريعة فى إفريقيا». وأكد أن إثيوبيا تعى تماما حقوقنا التاريخية، وقوة الموقف المصرى، مشيرا إلى أن لجنة الشئون الافريقية بالبرلمان ستناقش الموضوع فى اجتماعها يوم الاثنين المقبل، طبقا للإدارة السياسية. من جانبه، أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب كمال عامر، أن مصر لن تتنازل عن نقطة مياه واحدة من حصتها فى نهر النيل، مضيفا: «لازم نطمئن، لأن الرئيس عبدالفتاح السيسى قال بوضوح لن يكون هناك أى تأثير أو نوع من تهديد أمن مصر المائى لأنه بمثابة حياة لدينا». وأوضح عامر، ل«الشروق»، أن مصر تتعامل مع دول حوض النيل بالمصالح المشتركة واستخدام القوة الناعمة، مع استبعاد أى شىء آخر، مشيرا إلى أن هناك عشرات السيناريوهات، وستتحرك مصر إقليميا ودوليا وإفريقيا لمواكبة هذا الموقف. وأكمل: «لدينا قوى كارهة لمصر إقليميا ومحليا ودوليا، وتتعارض مصالحها مع مصر، وتعمل كل شىء ضد مصر ولكن كل خطواتهم مكشوفة لدينا، ومصر أكبر من الجميع ولن تنجر وراء ذلك وستحبط تلك الخطوات»، متابعا: «إثيوبيا تحاول تمثيل ضغوط معينة على مصر، ولكن مصر عريقة فى دبلوماسيتها وستستوعب كل ذلك، وغدا سيكون هناك نتائج جيدة، لأننا أصحاب الحق ولا يمكن التنازل عن حقوقنا، وسيتم ذلك بالحوار والخطط المختلفة». ولفت عامر إلى أنه توجد خطط داخلية أيضا، منها تحلية مياه البحر المتوسط، منوها إلى أنه ليس هناك خيار سوى الحلول المبنية على التعاون والتشاور والتنسيق والدبلوماسية الناعمة فى أزمة سد النهضة الإثيوبى، متابعا: «أرجو من الشعب المصرى ألا يقلق».