اللواء المندوه: «الثغرة» لا قيمة لها عسكريا.. أمريكا أرادتها من أجل الوساطة

قال اللواء أسامه المندوه، قائد إحدى مجموعات الاستطلاع خلال حرب السادس من أكتوبر، ووكيل أول جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن سير القتال في حرب أكتوبر كان في صالح مصر، ورأت الولايات المتحدة أنه لتسهيل وساطتها فإن على الجيش الإسرائيلي أن يتخذ أي خطوة على الأرض، وعندها طالب وزير الخارجية الأمريكي، هنري كيسنجر، إسرائيل بالتحرك على الأرض.
وأضاف «المندوه»، خلال لقائه ببرنامج «الدفاتر القديمة»، المذاع عبر فضائية «النيل الثقافية»، مساء الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل وأمدت القوات الإسرائيلية بمعلومات الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع حول وجود منطقة خالية، وطالبتهم بالمرور من خلالها، موضحًا أن هذه الخطوة سهلت من المهمة التفاوضية لهنري كيسنجر، إلا أنها بشكل عام لم يكن لهذه الخطوة أي معنى عسكري.
وأكد أن التحرك الإسرائيلي في الثغرة لم يحقق أهدافه على أرض المعركة، متابعًا: «الثغرة كان مقضي عليها تمامًا وكان هناك خطط للقضاء على القوات الإسرئيلية الموجودة في الثغرة، وما قامت به القوات الإسرائيلية كان لخدمة الوساطة الأمريكية، ولكن من الناحية العسكرية ليس لها أية قيمة».
وأوضح أن إسرائيل استهدفت من خلال عبورها الثغرة وتواجدها غرب القناة، أن تقول إنها موجودة بالغرب والقوات المصرية متمسكة بالشرق، فتكون محاولة لإرجاع القوات المصرية، بعد عبور إسرائيل لغرب القناة.
وتابع: «بشكل عام نحن لنا النتيجة في النهاية، من الذي فرض إرادته على الطرف الآخر؟ مصر فرضت إرادتها على إسرائيل، نحن طالبناها في مبادرة "روجرز" أن تعود إلى حدود 4 يونيو، وهم قالوا إنهم الجيش الذي لا يقهر والذي لا مثيل له، لكن هذا الكلام لم يأت بنتيجة معنا».
واستطرد: «اليوم نحن استردينا كل سيناء وفرضنا إرادتنا بمراحل، المرحلة الأولى كانت عسكرية بعبورنا قناة السويس واقتحام الخط الذي تصوروا أنه بنزول القوات المصرية للمياه، فإنهم سيقضون عليها في القناة، وبعدها جاءت مراحل سياسية أكدنا خلالها أننا لن نتنازل عن حبة رمل واحدة».
يذكر أن دار الشروق للنشر والتوزيع، نشرت كتاب «خلف خطوط العدو» لمؤلفه اللواء أسامة المندوه، من تحرير وتوثيق الكاتب الصحفي خالد أبو بكر، مدير تحرير جريدة الشروق، والذى يحكى قصة بطولة ملحمية ل«مجموعة استطلاع» مصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة، دفعتها القيادة المصرية منذ بداية الحرب للتمركز خلف خطوط العدو وفى قلب تجمعاته، وبالقرب من طرق اقترابه الرئيسية، ومركز قيادته الرئيسى فى «أم مرجم» و«مطار المليز» الحربى، فى وسط سيناء، على بعد نحو 100 كيلو شرق قناة السويس.