كشف مصدر سياسى عراقى ل«الشروق» عن أن اللجنة الأمنية المشتركة العراقية السورية فشلت فى التوصل إلى أى نتائج تذكر على صعيد احتواء الموقف، وأكد المصدر أن هناك شكوكا مسبقة فى أن يسفر الاجتماع السياسى الذى بدأ أمس فى نتائج تذكر فى حال شارك وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى فى المباحثات. وتضاربت الأنباء حتى مثول الجريدة للطبع بشأن مشاركة العراق فى المباحثات الرباعية التى تشارك فيها تركيا والجامعة العربية، فضلا عن الجارتين العراق وسوريا. وأكد المصدر أن فرص احتواء الموقف ضعيفة بعد قرار مجلس الوزراء العراقى تشكيل لجنة وزارية لمتابعة موضوع المحكمة الدولية، التى تتباطأ الولايات الولايات الرئيس الدورى لمجلس الأمن فى تفعيل طلب رسمى قدمه العراق الشهر الماضى. من ناحيته، قال أورهان محمد على المحلل السياسى التركى ل«الشروق» من أنقرة «إن لغطا كثيرا شهدته الاجتماعات الأمنية التى دامت ليومين شهدت انسحاب وفد العراق أكثر من مرة ثم عودته بضغوط مرة ثانية لاستئناف المفاوضات، وبقى الأمر معلقا دون أن يتمخض عن نتائج، حيث بقى الطرفان السورى والعراقى كل منهما مصر على موقفه». وأضاف «إن الوفد الأمنى العراقى قدم استكمالا للأدلة النوعية التى قدمت فى أعقاب التفجيرات دون أن يقدم أدلة جديدة، وتتعلق هذه الأدلة الجديدة بتصوير للأقمار الصناعية لمواقع فى سوريا يقول العراق إن ضابط المخابرات السورية قاموا بتدريب عناصر مناهضة للنظام العراقى فيها خلال العاميين الماضيين، كما قدمت صورا لتسلل عناصر من القاعدة عبر الحدود المشتركة بين البلدين. وتشارك الجامعة العربية فى المباحثات الجارية فى أنقرة، ووفقا للأمين العام عمرو موسى فإن تلك المباحثات تعد استكمالا للجولة الرباعية التى بدأت فى القاهرة إبان قمة وزراء الخارجية العرب الأسبوع قبل الماضى. وكشفت مصادر من الجامعة العربية أن الأمر قد ينتهى إلى تشكيل لجنة تحقيق أمنية من الأطراف الرباعية تتولى التحقيق فى القضية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الحل يبدو بعيدا فى الوقت الراهن. حيث أشار موسى فى أكثر من مناسبة إلى أن مزيدا من الجولات ستنعقد خلال الفترة المقبلة بين القاهرة وإسطنبول لاحتواء الموقف بين الطرفيين. ووفقا لمصدر سياسى عراقى فإن الوسيط التركى أحمد داوود أوغلو الذى قام بزيارة أخيرة إلى طهران قبيل انطلاق الاجتماعات الأمنية، حيث أثار الأمر فى طهران بشكل واضح مع قيادات سياسية وعسكرية إيرانية، دون أن يتم الكشف عن جدوى هذه المباحثات، لكن القيادات العراقية «تعلم تماما أن هناك تقارير استخبارية تؤكد أن فيلق القدسالإيرانى متورط فى العملية وأن استقالة مدير المخابرات العراقية جاءت على هذا النحو». وأضاف المصدر فى تصريحاته ل«الشروق»: «أتحدى أى سياسى عراقى فى الحكومة يقول الأسباب الحقيقة التى على إثرها خرج مدير جهاز المخابرات العراقى من العراق إلى جهة غير معلومة.. لأنه يخشى على حياته بعد أن قدم أدلة دامغة على تورط إيران فى العملية». وأكد المصدر العراقى أنه لن تكون هناك قمة ثلاثية فى تركيا بحضور الرئيس طلبانى فى الوقت الراهن، مشيرا إلى أن الأزمة التى تفجرت بين مجلس الرئاسة وحكومة نورى المالكى حول الاتهمات الموجهة لسوريا حيث يرفض الطلبانى ونائبيه عادل عبدالمهدى وطارق الهاشمى تلك الاتهمات الموجهة بحق سوريا فيما تصر عليها حكومة المالكى. ووفقا لبشرى كنفانى المتحدثة باسم الخارجية السورية فى تصريحات سابقة ل«الشروق» فإن ما قدم من الجانب العراقى على أنه أدلة وتصوير فضائى لا يرقى إلى مستوى الأدلة الملموسة، وردنا عليه هو أننا نقبل بتشكيل لجنة أمنية ندعو فيها العراقيين إلى زيارة سوريا لتفحص هذه الأماكن التى يدعى العراق أنها معسكرات لتدريب معارضيه عسكريا للنيل من العراق.