توصل فريق بحثي مكون من أربعة أفراد بجامعة أسيوط، إلي إبتكار بيئة معقمة ذاتيا في زراعة الأنسجة النباتية، يستطيع من خلالها صغار المزارعين أو الباحثين عمل مشروع لزراعة الانسجة بأقل تكاليف وبدون احتياج لأجهزة وأدوات تعقيم باهظة السعر. وقالت الباحثة زينب حسن عبدالعزيز، بمديرية الزراعة بأسيوط وأحد أعضاء الفريق البحثي، أن زرعة الأنسجة النباتية في المعامل تستخدم في مجالات كثيرة مثل الزراعة والأبحاث العلمية والطب، موضحه أن في مجال الزراعة يتم زراعة خلايا أو أنسجة أو أعضاء نباتية في بيئة علمية تحتوي علي العناصر الغذائية حتي تنمو ونحصل علي نباتات كاملة، وهذه التقنية تطبق منذ 30 عام تقريبا بالدول النامية التي تريد إنتاج نباتات خالية من الأمراض خاصة الفيرسية التي تتسبب في خسائر كبيرة علي المزارعين في المحاصيل الزراعية، وتعطينا نباتات عالية الجودة أو نباتات مماثلة لنفس نباتات الأم في أقل وقت. وأضافت زينب ل"الشروق" أن من أهم المشاكل التي واجهتهم وتواجه هذه التقنية هي مشكلة التلوث أثناء الزراعة سواء تلوث فطري أو بكتيري والذي يؤدي لموت النباتات، وبنضطر لاستخدام أجهزة وأدوات تعقيم مرتفعة السعر حيث وصل السعر من عدة سنوات إلي 150 ألف جنية قبل ارتفاع الأسعار، مشيره الى أن غرفة زراعة الأنسجة تحتاج لتعقيم تماما مثل غرفة العمليات بالمستشفيات، حتي نستطيع زراعة استخراج نبات خالي من الأمراض. واستكملت: من هنا جاءت فكرة البحث الخاص بي وهو كيف أنهي وأجد حل لهذه المشكلة واستغني عن اجهزة واداوت التعقيم المرتفعة السعر، واستغرقت عامين في عمل تجارب بمشاركة مشرف الرسالة وأستاذ آخر بجامعة الأزهر فرع أسيوط وباحثة زميلة أخرى، وابتكرنا بيئة معقمة ذاتيا وتغني عن جميع الأجهزة وأدوات التعقيم وهذه البيئة عبارة عن إضافة بعض المستخلصات والصبغات الطبيعية النباتية والتي تجعل البيئة معقمة بدون اللجوء للتعقيم الحراري أو غيرة، وبعد تجارب عامين تم التوصل لهذه البيئة ولا تكون الغرفة مغلقة وتتكون من مواد رخيصة جدا وفي متناول جميع صغار المزارعين أو الباحثين أو الخريجين بكلية الزراعة، ويستطيعوا عمل مشروع زراعة الأنسجة بأقل أموال. وأوضحت أنه "تم زراعة الثوم والبطاطس والطماطم والبطنجان والبطاطة والقلقاس في هذه البيئة"، موضحا أن رسالة الماجستير الخاصة بها كانت بعنوان "استخدام بيئة جديدة غير معقمة في الاوتوكلير لتنمية الثوم والبطاطس معمليا"، وحصلت علي درجة الماجستير فيها من جامعة أسيوط الشهر الماضي، مؤكده أن من مميزات هذه البيئة انها تجعل النبات المنزرع عليها به مناعة وضد التلوث ويقاومه. ولفتت زينب النظر إلى أن زميلتها ندي السبع باحثة بجامعة أسيوط تجري الآن التجربة علي زراعة الفراولة وبدأت تدخل البيئة في المجال الطبي وزراعة أنواع بكتيريا مختلفة وهذا يوفر للمريض ويقلل الوقت، حيث تظهر النتيجة في يوم واحد بدلا عدة أيام وتساعد في اكتشاف البكتريا المصاب بها المريض في يوم واحد وبالتلي يسأل في تحديد العلاج مبكرا. وطالب زينب أكاديمية البحث العلمي وجامعة أسيوط بتسجيل إجراءات تسجيل براءة اختراع للبيئة التي توصلنا لها، موضحه أن مكتب براءة الاختراع بجامعة اسيوط قال لهم أن عملية التسجيلات قد تستغرق 3 سنوات. وتكون الفريق البحثي من: الدكتور محمد حسام ابوالنصر المشرف الرئيسى وأستاذ البايو تكنولوجي بكلية الزراعة بجامعة أسيوط، والدكتور نبيل أحمد يونس أستاذ الخضر بجامعة الأزهر فرع أسيوط، وندا أشرف السبع باحثة بجامعة أسيوط ومتدربة بمركز الأبحاث الطبية بالجامعة، وزينب حسن عبدالعزيز مهندسة بمديرية الزراعة بأسيوط وباحثة بالجامعة.