• الهضيبى شخصية صعبة على الفنان وعدم توافر فيديوهات زاد من صعوبة الموقف • أتوقع الهجوم على الجزء الثانى من «الجماعة» لأننا أصبحنا نسير بمبدأ «إذا لم تكن معى فأنت ضدى» • لم أقابل أحدا من عائلة المرشد الأول للإخوان بشخصية مثيرة للجدل، شاهدة على جزء مهم من تاريخ مصر ومرحلة حساسة منه، يظهر الفنان عبدالعزيز مخيون فى الجزء الثانى من مسلسل الجماعة مؤديا شخصية حسن الهضيبى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وكخليفة لحسن البنا المؤسس، وهى الفترة التاريخية التى شهدت قيام ثورة يوليو واصطدام الجماعة بمجلس قيادة الثورة واعتقال المئات منهم وفى مقدمتهم الهضيبى نفسه، وهى الشخصية التى يصفها مخيون ب«الصعبة للغاية» ورغم ذلك فإنها مع كتابة وحيد حامد للسيناريو تحولت إلى سهل ممتنع، وفى الحوار التالى يحدثنا مخيون أكثر عن الهضيبى ويقربنا أكثر من تفاصيله، متوقعا مزيدا من الهجوم على مسلسل الجماعة فى جزئه الثانى: ** فى البداية لماذا يتميز الجزء الثانى من مسلسل الجماعة بالحساسية نوعا ما حتى أن ذلك ينعكس على بعض أبطاله؟ بالعكس، أنا ليس لدى أى حساسية على الإطلاق تجاه هذا الجزء، فقد قرأت المسلسل وأعجبت جدا بكتابته وتفرغت له تماما، فاتفاقى مع الكاتب وحيد حامد كان كلمة شرف أمامه، ووعدته بألا أشارك فى أى مسلسل آخر فى رمضان واحترمت كلمتى معه، وبالفعل التزمت بهذه الكلمة معه ودفعت ثمنها عندما اعتذرت عن المشاركة فى مسلسل «أرض جو» بطولة غادة عبدالرازق، ولست نادما على ذلك لأن الجماعة مسلسل يستحق أكثر من هذا، ومن هنا أنا ليس لدى أى حساسية، ولكن لا أخفى عليك كل ما اخشاه ألا يكون تنفيذ المسلسل على مستوى الكتابة الممتازة التى كتبها وحيد حامد لسيناريو العمل، والذى يعرض فيه مرحلة مهمة للغاية من تاريخ مصر وصنع لها معالجة درامية عبقرية وجذابة للغاية وأعتقد أنها ستكون وثيقة لاحقة للعودة اليها. ** تعتبر الشاهد الوحيد على الجزءين.. فعلى مدى 7 سنوات فرق بينهما ما الذى تغير من وجهة نظرك؟ وحيد حامد هو الأنسب طبعا كى يجيب على هذا التساؤل المهم، وخصوصا أن مصر خلال ال 7 سنوات الماضية شهدت تحولات سياسية خطيرة على كل الأصعدة والمستويات، وحتى على مستوى الأشخاص أنفسهم. ** ولكنك اشتركت فى الجزءين وبالتأكيد لديك وجهة نظر فى هذا؟ لا يوجد تغيير ملحوظ يذكر، ولكن أعتقد أن ممارسة الإخوان القوية للسياسة خلال السنوات الماضية وخصوصا فى السنة التى حكموا فيها البلد ثم سقوطهم وما تلاه من أحداث ميدانى رابعة والنهضة، فبالتأكيد هذه الأحداث ستلقى بظلالها على الجزء الثانى من المسلسل وهو ما يفرض على المؤلف مزيدا من التمحيص فى تاريخهم كى يدرس هذا الحال ويتأمل هذا الفصيل وتوجهاته، فالحاضر بالتأكيد ألقى بظلاله على الماضى، ونحن فى المسلسل نبدأ الأحداث من الأربعينيات وحتى الستينيات فقط. ** ظهرت فى الجزء الأول تقريبا كضيف شرف.. ألم تقلق من اشتراكك فى الثانى بتجسيد الهضيبى خصوصا أن الجزءين مكملين لبعضهما؟ لا على الإطلاق، وأحب أقولك إن الجزءين مختلفان كليا عن بعضهما، فالجزء الأول نستطيع اعتباره تمهيدا أو معالجة بشكل كبير، أما الجزء الثانى فتأريخ وتسلسل أحداث، وأستطيع القول إن البداية الحقيقية للجماعة مع الجزء الثانى، هذا الجزء الذى تكلف مبالغ خرافية نظرا لتكلفة تصويره العالية سواء فى القصور الملكية التى تطلبت تصاريح طبعا وأموالا طائلة للتصوير بها، فضلا عن ملابس الممثلين والتى لابد من مراعاتها نظرا للفترة التاريخية التى سيظهرون بها، فضلا عن توجههم الدينى والسياسى الذى ينعكس طبعا على ما يرتدونه. ** معنى ذلك أنه من الوارد صنع جزء ثالث؟ أعتقد ذلك، فتاريخ الجماعة لم يتوقف عند الستينيات التى ينتهى عندها الجزء الثانى. ** وكيف تعاملت مع شخصية حسن الهضيبى المرشد الأول للجماعة عقب وفاة حسن البنا؟ طبعا المكياج لعب دورا كبيرا فى تقريب شكلى من شكل الهضيبى، وفى الحقيقة هو كان شخصية صعبة للغاية ومرهقة لأسباب كثيرة منها مثلا أنها لا تحتوى على الانفعالات أو التعبيرات التى تظهر عمل الممثل والفنان ونستطيع من خلالها الحكم على فنه ومن هنا ظهر التحدى بشكل كبير بالنسبة لى، وبسبب ذلك اعتمدت فى بناء الشخصية على المعالجة والسيناريو الذى كتبه وحيد حامد والذى فى الحقيقة كان عبقريا ووصف كل انفعال وردة فعل بدقة فى كل مشهد وهذا سهل على المهمة، فليس أى مؤلف يستطيع أن يصل لهذه الحالة من الوصف الدقيق. وأحب أقولك إن الصعوبة فى حسن الهضيبى تكمن فى ناحية أخرى وهى أن تلك الفترة لم يكن فيها أى فيديوهات تذكر، وبالتالى اعتمدت بشكل كلى على الصور الفوتوغرافية للهضيبى، وفى الحقيقة لم تتسن لى الفرصة لقراءة كتبه ولكن قرأت ما كتب عنه على شبكة الانترنت وفى بعض الصحف القديمة. ** فترة الهضيبى كانت من أصعب فترات الجماعة لأنه تولى الارشاد فى أكتوبر 1951 وعقبها بشهور قليلة قامت ثورة يوليو وحدثت اعتقالات مكثفة للجماعة.. فكيف تعامل وحيد حامد مع هذا الفترة والأحداث المهمة؟ فى السيناريو سنرى تسلسل الأحداث التاريخى، حيث تبدأ الأحداث من أواخر الأربعينيات وتنتهى عند منتصف الستينيات، وأحب اقولك أمر مهم للغاية وهو أننا فى النهاية فنانين وممثلين ولسنا آلات، فمن الضرورى للغاية أن نظهر عدة جوانب انسانية فى الشخصيات التى نجسدها لأننا بشر من لحم ودم، فبعيدا عن السياسة مثلا فالهضيبى كان مستشارا ثم استقال من القضاء وتم اعتقاله عندما التحق بالجماعة ثم أصبح فى وقت لاحق المرشد لهم، وهذا بالطبع كانت له نواحيه الانسانية التى شكلت شخصيته والتى علينا ألا نغفلها ابدا، فبعد أن كان مستشارا أصبح يعانى من الإيداع فى غياهب السجون مرارا وتكرارا. ** ألم تعترض على أى شىء فى السيناريو وخصوصا مع حساسية شخصية الهضيبى أو لم تبد أى ملاحظات على شىء ما؟ لا على الإطلاق، بالعكس فقد أعجبت للغاية بكتابة السيناريو وكنت حريصا على الالتزام بالملحوظات الشخصية التى كتبها وحيد حامد نفسه فى السيناريو فى شكل مسودات، وهذا أدى لبعض الصدامات بينى وبين العاملين فى المسلسل. ** ما هذه الملحوظات التى تقصدها؟ مثل لحظات الصمت والتأمل فى بعض المشاهد، والتى أعتبرها مهمة جدا، حتى أنها قد تكون أهم من الكلام، لأن وحيد حامد قصد منها توصيل مشاعر معينة، وكان واجبا على أن التزم بها. ** واجه الجزء الأول هجوما كبيرا.. ألم يجعلك هذا تخشى من الاشتراك فى الجزء الثانى؟ لا على الإطلاق، وإن كان لى رأى مهم فى هذا الأمر، فأنا لا أتوقع أن يمر الجزء الثانى من «الجماعة» مرور الكرام بدون هجوم وخصوصا مع النظر أننا فى الوقت الحالى نمر بمرحلة صعبة للغاية فى مصر والكل ينتهج مبدأ «إذا لم تكن معى فأنت بالتأكيد ضدى» ولا مجال لتقبل الرأى الآخر، ولا توجد وسطية أو اعتدال فى الرأى. ** ومن أبرز من تتوقع منهم الهجوم؟ أتوقع الهجوم من بعض الفئات التى قد لا تتفق مع المسلسل طبعا، وخصوصا مع النظر أننى أؤدى شخصية مرشد للجماعة فى فترة حساسة ومؤثرة فى تاريخ مصر، وفى النهاية نحن نسرد مرحلة مهمة فى تاريخ مصر. ** ألم تقابل أحدا من عائلة الهضيبى للتقرب أكثر من هذه الشخصية؟ لا إطلاقا، ولكن فى عهد مبارك وقتما كنت أشارك فى بعض التظاهرات السياسية التى تندد بأحداث معينة كغزو العراق وغيرها، وبالطبع كانت المعارضة وقتها موضوعة فى سلة واحدة، فقد تقابلت مع ابن الهضيبى واسمه مأمون رحمه الله، ولكنه بالطبع لم يتحدث عن والده وأنا لم تجمعنى به محادثات كثيرة أو غيره، فكل معرفتى به كانت من خلال هذه المظاهرات السياسية فقط. ** حسن الهضيبى وسيد قطب تجمعهما منافسة من نوع خاص فى الجزء الثانى من الجماعة وخصوصا مع النظر لفارق الخبرة والسن بينك وبين الممثل محمد فهيم الذى يجسد قطب.. فكيف ترى الأمر؟ أنا لا تعنينى مثل هذا الأمور أبدا، لأن كل ما يشغل بالى هو الممثل الموهوب والجيد الذى يؤدى أمامى، فالممثلون الموهوبون عندما يجتمعون سويا فى عمل واحد يثقلونه كثيرا ويضيفون إليه، وفى الحقيقة أنا لم تجمعنى مشاهد بالفنان الشاب محمد فهيم الذى يجسد شخصية سيد قطب، وكل تعاملاتى معه فى المسلسل من خلال المراسلات التى جمعت الهضيبى بقطب. ** وما توقعاتك للمنافسة فى رمضان؟ أتوقع أن يحصد المسلسل نسبة مشاهدة كبيرة للغاية لأنه مهم وسيجذب شرائح كثيرة نظرا لأهميته، فضلا عن أنه سيكون ملفتا فى ديكوراته وأداء ممثليه وملابسهم وبالطبع فى كتابة وحيد حامد نفسه. بنود مترابطة - 3