مع تطور حلقات «تاجر السعادة»، ودخول بطله الشيخ مصباح فى مواجهات صعبة مع نفسه ومع الحياة وجب علينا ألا نقسوا على خالد صالح ووجب عليه هو أيضا ألا يقسوا على نفسه.. فقماشة الشخصية عريضة، لكنها محكمة أيضا بأحداث مألوفة وربما متوقعة لنموذج الشخصية نفسها، وبالتالى تمنحه الفرصة كاملة لتحقيق انطلاقة كبرى، وإن بدا مؤثرا فى مناطق مثل تلك التى اصطدام فيها مع نفسه، ومع الواقع المحيط وفى إطار ما رسم له السيناريو والحوار والرؤية التى طرحها عاطف بشاى. جاءت مواجهات الشيخ مصباح مع قضايا عصرية من أجل مسايرة ما يحدث على الساحة، وما هو متوقع لشخصية مثله بل ولمجتمعه كله الآن، وخرجت بصورة تلقائية حاول خالد صالح أن يزيد من ثقلها الفنى بأدائه وطريقة تعبيره الخاصة، ونحن جميعا نشعر به فهو يجسد شخصية صعبة وضعته فى مقارنات عديدة بشخصيات متشابهة قدمها نجوم سابقون. على خالد صالح ألا يشعر بالضيق من الآراء والملاحظات وردود الفعل، التى انتقدته، لكن عليه أن يقف عندها وبداخله إيمان أنه اجتهد ومعه معطيات العمل، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر ومن اجتهد وأصاب فله أجران. والأجر الحقيقى الذى حصل عليه خالد صالح أنه اقتحم منطقة جديدة، وغامر وربما كان عليه أن يأخذ وقتا كافيا لدراسة الشخصية بعمق أكبر وأن يدخلها فى منطقة تخصه هو وحده، لكنه وقف أمام خليط شخصيات أخرى مشابهة رغما عنه.. واعتقد أنها مثلت عبئا ثقيلا عليه. كان أمام خالد صالح تحديات كبيرة، فالشخصية كما هى واضحة تماما لها أيضا مردودها الرمزى، حيث أخفت وراءها الكثير من معاناة إنسان سلب منه الزمن أحلاما كثيرة رغم أنه تعامل معه ببراءة مواطن بسيط، حاول أن يبعث السعادة لمن حوله من مكنونه الخاص، لكن لم يستطع أن يحيط على سعادته التى تفرقت أوراقها فى خريف العمر.