ناجية: اتصلت بالنجدة فلم يصدقونى ورفضوا الاستجابة لبلاغى.. وأخرى: شقيقى احتضننى وتلقى الرصاص عنى لأعيش أنا سائق الأتوبيس: تظاهرت بالموت وكتمت أنفاسى.. والإرهابيون استهدفوا الرجال فقط استكملت نيابة أمن الدولة العليا وفريق النيابة العامة فى محافظة المنيا، المكلف من النائب العام المستشار نبيل صادق، الإثنين، التحقيقات فى العملية الإرهابية التى استهدفت أتوبيس المنيا، الجمعة الماضى، وأسفر عنها مقتل وإصابة 54 قبطيا. واستمع المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة المستشار خالد ضياء، وأعضاء نيابة المنيا بإشراف المحامى العام لنيابات شمال المستشار أسامة عبدالمنعم، ونيابة بنى سويف، لأقوال المصابين، الذين أكدوا أن الجناة تركوا الأطفال والنساء وكان هدفهم الرجال فقط، وأن إحدى الراكبات اتصلت بالنجدة فرفضت إغاثتها. وقال سائق الأتوبيس، بشرى كامل بشرى، (52 عامًا)، الذى استخرجت منه 4 رصاصات، إنه تظاهر بالموت وكتم أنفاسه حتى لا يجهز عليه الإرهابيون. وعن تفاصيل الهجوم الذى تعرض له الاتوبيس، قال: إن سيارة لونها «بيج» اعترضت طريقه عقب دخوله المدق في الصحراء الغربية، ونزل مستقلوها مرتدين ملابس مموهة وأمطروا الأتوبيس بالرصاص قبل الصعود إليه، ما تسبب في مقتل طفلين وسيدتين، ثم صوبوا إليه 4 رصاصات فى قدميه وخلف رأسه، وتظاهر بالموت كاتما أنفاسه، قبل أن يأخذوا متعلقات النساء ويقتلوا كل الرجال تاركين الأطفال، مضيفا: «أحد الركاب جرى نحو الباب الخلفى للهروب فبادروه ب6 رصاصات، وإصابة وقتل بعض الأطفال والنساء جاء بسبب إطلاق النار العشوائى من خارج الأتوبيس». وفي بكاء مستمر، قالت إحدى الناجيات، سهام عادل، قتل زوجها أثناء محاولته إغلاق باب الأتوبيس الخلفي لمنع صعود الإرهابيين إليه، وإن شقيقها أيضا ضحى بنفسه لتعيش هى، حيث احتضنها وتلقى الرصاص فى جسده، مضيفة: «تجمعنا فى السادسة والنصف صباحا للذهاب إلى الدير، وفى الطريق قال لى شقيقى مداعبا وحشتينى». وأشارت إلى أن الركاب ظنوا عند سماع أصوات الطلقات، أن الأتوبيس تعطل، وأنهم حاولوا النزول، لكنهم فوجئوا بالملثمين يصعدون إليهم، فرددوا من هول الواقعة: «فلتكن مشيئتك يا رب»، كاشفة أنها عقب هروب المتهمين، حاولت الاتصال بالنجدة، ولكنهم اتهموها بالكذب ورفضوا تلقى البلاغ، فاضطرت إلى المشى لأقرب كمين للإبلاغ عن الحادث. وقالت بدرية عيد، إحدى الناجيات: «فقدنا شبابا ورجالا فدائيين»، مشيرة إلى أنه عقب دخول الأتوبيس الصحراء قبل الوصول للدير: «فوجئنا ب6 ملثمين يرتدون زيا موحدا بنى اللون، ويعترضون طريقنا بسلاح آلى، وعند توقف الأتوبيس صعد 3 منهم وأطلقوا النار علينا عشوائيًا، فقام نجل شقيق زوجى من مكانه وأنزلنى تحت الكرسى، وتصدى لكل الأعيرة حتى لقى مصرعه برصاصة فى رأسه». أما ماركو ومينا عايد حنا، الطفلان الناجيان الوحيدان من سيارة العمال نصف النقل، فأكدا أن المسلحين بلغ عددهم نحو 15، مضيفين: «كنا بصحبة والدنا رئيس العمال، الذى جمع 9 عمال من قريتهم دير الجرنوس، للعمل بالدير 3 أيام، وأنه كان يقود السيارة». وروا أنهم فى الطريق للدير غمر الغبار الجو، وأن والدهما شاهد 4 عربات سوداء دفع رُباعى، ومسلحين يصطفون أمام الأتوبيس، ورجالا مقتولين ملقين على وجوههم والدماء تنزف بغزارة. وأضاف الطفلان: «فوجئ والدنا بأحد المسلحين يسأله عن بطاقته القومية، فأخرجها بارتباك، قبل أن يطلب منه المسلح أن يُردد الشهادة، ولم ينتظروا شيئا وضربوه بالرصاص فى صدره وخلف رأسه وساقيه، ثم قتلوا باقي العمال، وأُلقوا بهم فى الصحراء، وحين جاء الدور علينا واحد حط البندقية على دماغ ماركو، لكن واحد تاني قاله سيب دول». وأضاف «ماركو»، 14 سنة، أنه بعد فرار المسلحين حاول الاتصال بعمه لإنقاذهما، فلم يجد شبكة محمول، قبل أن يستقل سيارة والده للخروج بها من المنطقة منقطعة الشبكة، حتى يستغيث بعائلته.