أكد الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة، عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وألمانيا في عدد من مجالات التعاون لا سيما في مجال الزراعة، معربًا عن تطلعه لتوطيد هذا التعاون خلال الفترة المقبلة. وقال وزير الزراعة، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي عُقد بديوان وزارة الزراعة بالدقي، بحضور نظيره الألماني كريستيان شميدت، والوفد المرافق له، إن "السياسة الزراعية لمصر تستهدف في المقام الأول تحقيق التنمية المستدامة، حيث تشمل برامج قومية للنهوض بالمحاصيل المختلفة، وزيادة إنتاجيتها لتوفير الغذاء الآمن والصحي ذو الجودة العالية للمصريين"، لافتًا إلى أن تلك السياسة تشمل أيضًا إصلاحًا مؤسسيًا وهيكليًا، حيث ترتبط الزراعة حاليًا بالصناعة والتجارة بعد تحقيق قيمة مضافة للمنتجات الزراعية والمحاصيل المنزرعة. وأوضح أن مصر استطاعت من خلال تطوير البحث العلمي الزراعي النهوض بعدد من المحاصيل الزراعية، وزيادة انتاجيتها خاصة محصولي الأرز وقصب السكر، وهناك محاصيل أخرى تضاعفت المساحة المنزرعة بها، لافتًا إلى أن الخريطة الزراعية في مصر في تغير مستمر. وأشار الوزير إلى أن مجالات التعاون المشترك بين الجانبين المصري والألماني تشمل تبادل ونقل الخبرات والمعلومات الزراعية والتكنولوجيا الحديثة، ورفع وبناء القدرات في عدد من المجالات المرتبطة بالزراعة والإنتاج الحيواني والداجني والسمكي. وقال وزير الزراعة، إن هناك مشروع منفذ بين الجانبين لتوفير المياه وترشيد استهلاكها، حيث يتم تدريب المنتفعين وعمل أعمال الصيانة وتنظيم زيارات حقلية وإدارة المخلفات الزراعية، لافتًا إلى أن هناك مشروعين يجرى الإعداد لتنفيذها حاليًا مع الجانب الألماني لتأسيس حوار تقني «مصري - ألماني»، والمساهمة في تحسين الهيكل التنظيمي والنظم المتعلقة بسلامة الغذاء داخل المزرعة وتأكيد جودة المنتجات المصرية، فضلًا عن مشروع خاص بالابتكار في مجال الزراعة لتحقيق عائد أكبر لصغار المزارعين في مصر، وربطهم بالأسواق. من جانبه، أكد وزير الزراعة الألماني، كريستيان شميدت، حرص بلاده على توطيد سبل التعاون الزراعي مع مصر، قائلًا: "إذا لم يكن لدينا شراكة مع البلد الذي بدأت فيه الزاعة منذ آلاف السنين إذا مع من ستكون الشراكة". وأوضح أنه تم الاتفاق على التعاون بين البلدين في مجال البحث العلمي الزراعي، وحماية النباتات، والتعاون وتحسين التربة، فضلًا عن التخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، كذلك مجال استصلاح الأراضي. وأضاف أنه سيتم إطلاق برنامج لطلاب الدكتوراه في مصر، وشباب الباحثين للالتحاق بالمعاهد البحثية الكبرى في ألمانيا، مما يعزز من قدراتهم، في إطار التدريب والتأهيل، وتبادل الخبرات المختلفة.