حزب رئيس الوزراء يهزم السياسى المعادى للإسلام فيلدرز ويستعد لتشكيل الائتلاف الحاكم.. ويدفع اليورو للصعود أمام الدولار يستعد رئيس الوزراء الهولندى مارك روته، لتشكيل ائتلاف حاكم فى هولندا بعد أن تصدر حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الذى ينتمى إليه، فى صدارة نتائج الانتخابات البرلمانية أمس الأول. ومع فرز نحو 75% من الأصوات، لم ينجح السياسى الشعبوى خيرت فيلدرز فى تحقيق التقدم المتوقع، رغم أن حزب «من أجل الحرية» الذى يتزعمه قد حقق بعض المكاسب. وقال روته لأنصاره بعد الإعلان عن نتائج استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع: «بعد البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى) والانتخابات فى الولاياتالمتحدة، جاءت الدعوة إلى وقف ذلك النوع الخاطئ من الشعبوية». وأضاف روته خلال تجمع لانصاره بعد الانتخابات فى لاهاى «سيكون حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية على ما يبدو الحزب الأكبر فى هولندا للمرة الثالثة على التوالى». وأضاف «فى هذا المساء أيضا قالت هولندا، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والانتخابات الأمريكية، لا للشعبوية الخاطئة». وتلقى روته رسائل تهنئة من بعض الزعماء الأوروبيين وتحدث إلى بعضهم هاتفيا. وحقق اليورو مكاسب بعد أن أشارت النتائج إلى انتصار روته الواضح، حسب رويترز. وتلقى روته دفعة فى اللحظة الأخيرة من خلاف دبلوماسى مع تركيا سمح له بتبنى موقف صارم من دولة ذات أغلبية مسلمة خلال الحملة الانتخابية التى كانت من أبرز قضاياها الهجرة والاندماج. وقال فيلدرز إنه لم يحقق الفوز الذى كان يطمح إليه فى الانتخابات لكنه مستعد لمعارضة قوية. وأضاف للصحفيين «كنت أفضل أن أكون (صاحب) الحزب الأكبر... لكننا لسنا حزبا خسر. فزنا بمقاعد. هذه نتيجة نفخر بها». وأظهرت بيانات أوردتها وكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بى)، أنه بعد فرز نحو 95 فى المئة من الأصوات حصل حزب روته على 33 من جملة 150 مقعدا فى البرلمان فى انخفاض عن 41 حصل عليها فى الانتخابات الأخيرة التى جرت عام 2012. وفاز فيلدرز بالمركز الثانى بعد حصوله على 20 مقعدا وحل الحزب النداء المسيحى الديمقراطى و«حزب الديمقراطيين 66» فى المركز الثالث بعد أن حصل كل منهما على 19 مقعدا. وحصد حزب الخضر 14 مقعدا. وبلغت نسبة المشاركة 78 فى المئة وهى الأعلى فى الانتخابات الهولندية منذ عشرة أعوام. ومثلت الانتخابات اختبارا لما إذا كان الهولنديون يريدون إنهاء عقود من الليبرالية واختيار مسار قومى مناهض للمهاجرين والذى يدعو إلى وقف هجرة المسلمين إلى هولندا وإغلاق كل المساجد وحظر القرآن، من خلال التصويت لفيلدرز. وتمثل نتائج الانتخابات الهولندية، مبعث ارتياح لأحزاب التيار الرئيسى فى أوروبا خاصة فرنساوألمانيا حيث يأمل اليمينيون القوميون تحقيق مكاسب كبيرة فى الانتخابات هذا العام وهو ما يحتمل أن يمثل تهديدا لوجود الاتحاد. ومن المتوقع أن تصل مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية فى مايو، بينما يرجح أن يحصل حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للمهاجرين والاتحاد الأوروبى على مقاعد فى البرلمان الألمانى للمرة الأولى خلال الانتخابات التى تجرى فى سبتمبر. ورحب الرئيس الفرنسى فرانسوا أولوند بفوز روته. وقال فى بيان «إن الرئيس (يقدم) خالص التهانى لمارك روته على انتصاره الكبير على التطرف». وكتب وزير الخارجية الفرنسى جان مارك إيرو فى تغريدة «أهنئ الهولنديين على وقف صعود اليمين المتطرف». وكتب بيتر ألتماير رئيس مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى تغريدة على موقع تويتر «هولندا... يا هولندا أنت بطلة! أهنئك على هذه النتيجة العظيمة». ودفعت النتائج الأولية اليورو إلى الصعود إلى أعلى مستوى له فى مقابل الدولار منذ السابع من فبراير.