دراما رمضان أصابت الكثيرين بالفزع، فالكم الكبير من المسلسلات أفقدنا التركيز، فلم نستطع أن نعطى أيا من الأعمال حقه كاملا من المشاهدة، ورغم ذلك ذهب بعض النقاد إلى تصدير انطباعاتهم الشخصية لنا باعتبارها نقدا علميا، والمؤسف فى الأمر أن بعض الكتابات تجاوزت التناول الموضوعى للأعمال الدرامية بتقديم نقاط القوة والضعف فى عناصر العمل الفنى المختلفة، وتقديم الأسباب التى دفعت الناقد لتقييم المسلسل على هذا النحو، ولكن طالت آراء هؤلاء النقاد أصحاب مسلسلات رمضان بطلقات طائشة، وانتقادات خرجت أحيانا عن حدود اللياقة، وتعاملت معهم وكأنهم أعداء قصدوا إفساد حياتنا الفنية، وأن عليهم أن يبحثوا عن أعمال حرفية بدل الاشتغال فى الفن، وهو منطق غريب على طبيعة العمل بالفن الذى يخضع لوجهات النظر المختلفة، وتعدد الأذواق، وفكرة التجريب من الابتكار. بعيدا عن حالة التحفز التى يعيشها الزملاء، قررت أن أشاهد المسلسلات الدرامية دون قرارات مسبقة وعقدت اتفاقا من طرف واحد مع صناعها على أن أتجاوز بعض العناصر مثل عنصر الزمن فى مسلسل «حرب الجواسيس» والذى خرج عن نطاقه التاريخى بسبب ظهور موديلات السيارات، وموضات الأزياء فى أحداث المسلسل، فوجدتنى ألتمس العذر للمخرج الكبير نادر جلال وأنا أستمتع بمشاهد التصوير الخارجى التى سافر إلى أوروبا من أجلها ولم يكن يستطيع أن يقطع آلاف الكيلومترات ثم يستخدم كادرات مغلقة تصور وجوه الفنانين، وأعتقد أن المخرج كان يعلم عندما أخذ قرار تجاوز الزمن أن هناك الآلاف مثلى سيعقدون معه نفس الاتفاق للاستمتاع بباقى مفردات العمل. وبنفس المنطق تعاملت مع مسلسل «أبوضحكة» جنان دون التركيز على جزئية إن كان أشرف عبدالباقى يجسد دور إسماعيل يس أم عبدالمنعم إبراهيم، وكذلك فى «قلبى دليلى» لم يشغلنى إن كانت صفاء سلطان تلعب دور شادية أم ليلى مراد، وتركت العنان إلى نفسى كى تسبح فى خيال الدراما، فاكتشفت أن خالد صالح قدم دورا جيدا فى مسلسل «تاجر السعادة» بعد أن فصلته عن واقع كل مكفوفى البصر الذين عرفتهم فى حياتى، وشاهدت حلقات من مسلسل «ليالى» فلم أفرق بين زينه وسوزان تميم رغم كل محاولاتى للانفصال عن الواقع.