مع اقتراب عملية انتخاب المدير العام المقبل لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فى السابع عشر من الشهر الجارى، تتصاعد يوما بعد آخر الحملة الدولية المناهضة لترشح وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى. ففى بيان لها مساء أمس الأول، وصفت منظمة «مراسلون بلا حدود» حسنى بأنه «نصير للرقابة»، مضيفة أنه منذ شغل منصب وزير الثقافة عام 1987، وهو أحد النشطاء الأساسيين فى مجال الرقابة بمصر، من خلال حرصه الدائم على التحكم فى حرية الصحافة وحرية إعلام المواطنين. وأضافت أن حرية التعبير فى مصر لا تزال محفوفة بالمخاطر، إذ إن هناك 32 مادة قانونية تنص على فرض عقوبات على الصحافة، وهى موزعة بين قانون العقوبات، وقانون الصحافة، وقانون المطبوعات، والقانون الخاص بمستندات الدولة، الذى يمنع الصحفيين من الاطلاع على بعض المحتويات الرسمية بالإضافة إلى قوانين الوظيفة العامة والأحزاب السياسية، وغيرها. وطالبت المنظمة حسنى بتقديم ضمانات لتعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة، متمهة إياه بالفشل فى دعم وتعزيز هذه القيم. وأضافت: «يجدر بحسنى أن يقدم الضمانات اللازمة لتمسكه بقيم مماثلة. وهذا ما لم ينجح فى إثباته فى الأعوام ال22 الأخيرة. كما يفترض به أن يتعهد بضمان حرية التعبير بلا منازع عبر الإدانة العلنية للانتهاكات المرتكبة ضد حرية الصحافة وعمليات توقيف المدونين». وتحت عنوان «الرقيب الجديد للأمم المتحدة»، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن حسنى غير مؤهل ليكون حامى الثقافة فى العالم، مستشهدة بتهديده قبل عام بإحراق الكتب العبرية. وقد اعتذر حسنى عن هذا التصريح. وتحدث الصحيفة أيضا عما قالت إنه قمع ثقافى وسياسى واجتماعى متواصل بمصر منذ تولى حسنى الوزارة. وأضافت أن حسنى يقول إنه يريد أن يبنى السلام فى عقول الناس، وتساءلت مستنكرة: أى سلام يمكن أن نتخيله فى عقول الآلاف من الكتاب والمدونين والفنانين والموسيقيين والسينمائيين والمحاضرين والمذيعين، وغيرهم من رواد الثقافة المصرية، الذين تعرضوا للتعذيب والمضايقات والاعتقال والحظر خلال وجود حسنى بالوزارة. وبالرغم من هذه الحملة المناهضة لوزير الثقافة، صرح وزير الخارجية أحمد أبوالغيط أمس بأن فرص نجاح حسنى «طيبة» إذا ما توقفت معارضة البعض من الذين يسعون إلى «إثارة واستخدام أطروحات غير موجودة». وشدد أبوالغيط على أنه يجب الحذر فى هذا الأمر؛ لأن انتخابات اليونيسكو المقبلة إما أن تحقق الوفاق بين العالمين الإسلامى والغربى أو تعكس حجم الشقاق الموجود فى المجتمع الدولى والساحة الدولية، حسب قوله. يبدأ المجلس التنفيذى لليونسكو فى باريس الاثنين اجتماعه من أجل تعيين مديره العام الجديد، وسط جدل غير مسبوق حول المرشح الأوفر حظا المصرى فاروق حسنى المتهم بالإدلاء بتصريحات معادية للسامية. ويؤكد حسنى أنه يتمتع بأصوات 32 من أصل 58 بلدا أعضاء فى المجلس التنفيذى لليونسكو، أى أنه يملك أكثر من الأغلبية البسيطة اللازمة لتعيينه من بين تسعة مرشحين.