الكونجرس يعتزم التحقيق والبيت الأبيض يؤيده وترامب يرفض الفكرة.. ومدير «السى آى ايه» السابق: التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية هو النظير السياسى لأحداث سبتمبر.. والكريملين: «اتهامات لا أساس لها» على وقع تزايد الجدل الأمريكى بشأن احتمال تدخل موسكو فى مجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى فاز فيها المرشح الجمهورى دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، أعلن قادة الكونجرس الامريكى، أن تحقيقا برلمانيا سيبدأ قريبا حول التدخلات الروسية، وهو ما أيده البيت الأبيض، بينما رفض الرئيس المنتخب ترامب فكرة أن تكون موسكو تدخلت لإلحاق الهزيمة بالمرشحة كلينتون، تزامن ذلك مع تصريحات لمدير سابق لوكالة المخابرات الأمركية، وصف فيها التدخل الروسى فى الانتخابات بأنه «النظير السياسى لأحداث 11/9». وقال مايكل موريل، فى تصريحات لصحيفة «واشنطن بوست» أمس إن التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية يعنى «هجوم على ديمقراطيتنا، وهجوم على هويتنا كشعب. إن عبث حكومة إحدى الدول الأجنبية بانتخاباتنا يعنى فى وجهة نظرى تهديدا وجوديا لمنهج حياتنا». مضيفا: «لا أقول ذلك من باب المُبالغة، الأمر جسيم، وما صدمنى هو أنه لم يحظَ بالمزيد من الاهتمام من قبل إدارة أوباما، أو الكونجرس، أو حتى وسائل الإعلام». وبحسب «واشنطن بوست» فإن وكالة المخابرات المركزية توصلت فى جلسة تقييم سرية، إلى أن التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية لم يكن بهدف التلاعب بالنظام الديمقراطى، بل من أجل مساعدة دونالد ترامب على الفوز بالرئاسة. وقال مسئول أمريكى رفيع المستوى، من المُطلعين على النتائج: «ما وصلت إليه تقييمات أجهزة الاستخبارات هو أن هدف روسيا من التدخل هو تفضيل أحد المُرشحين على حساب الآخر، والمساعدة فى فوز ترامب بالرئاسة، هذا هو الرأى الذى اتفق عليه الجميع». وخلال الانتخابات، تم اختراق رسائل البريد الإلكترونى لكل من اللجنة الوطنية الديمقراطية، والحساب الخاص بجون بوديستا، رئيس حملة هيلارى كلينتون للرئاسة، ونُشرت جميعها على موقع ويكيليكس. وتسببت رسائل البريد الإلكترونى الخاصة باللجنة الوطنية الديمقراطية على وجه الخصوص، فى الاضطراب داخل الحزب. وخلصت وكالات الاستخبارات إلى أن القراصنة الروس اخترقوا أيضا أنظمة حاسوب اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى، ولكنهم لم ينشروا تلك المعلومات على الملأ. لكن ترامب رفض بشدة هذه الاستنتاجات، طاعنا فى سمعة جهاز المخابرات الذى شوهت سمعته التقارير الخاطئة بعد 11 سبتمبر 2001 حول وجود روابط بين صدام حسين وتنظيم القاعدة. وكتب الرئيس المنتخب على تويتر صباح أمس الأول «هل يمكنكم ان تتخيلوا إذا كانت نتائج الانتخابات معكوسة وإذا حاولنا اللعب بورقة روسيا و«سى آى ايه»؟ سيعتبرون ان هذه نظرية المؤامرة. سيكون من الصعب جدا تحديد من قام بذلك إلا إذا تمكنتم من ضبط القراصنة أثناء عملهم فعليا. لماذا لم يتم نشر ذلك قبل الانتخابات»؟. إلى ذلك، قال زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل (الجمهورى من كنتاكى)، مساء أمس الأول، إنه يؤيد إجراء تحقيق فى عملية القرصنة التى تمت، مضيفا أن الأغلبية «بطريقة أو بأخرى، تتحدى الاعتقاد السائد بأن الجمهوريين فى مجلس الشيوخ يعارضون مراجعة التكتيكات الروسية أو يتجاهلونها». كما طالب عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون ماكين وليندسى جراهام والديمقراطيان تشاك شومر وجاك ريد باجراء تحقيق برلمانى، مع جلسات استماع علنية فى الكونجرس، لتحديد كيفية وأسباب تدخل موسكو فى الانتخابات. وقال ماكين، العدو اللدود لموسكو، لشبكة «سى بى اس» «هذا هو الشكل الوحيد الممكن للنزاع حيث يحظى الاعداء بتفوق علينا». وقد أمر أوباما بتحليل كامل للهجمات الالكترونية خلال الحملة الانتخابية. بدوره قال رئيس مجلس النواب بول راين ان «أى تدخل اجنبى فى انتخاباتنا غير مقبول بتاتا» وأضاف أن «أى تدخل روسى يعتبر اشكاليا، لأنه فى عهد الرئيس بوتين فإن روسيا هى المعتدى، وتعمل باستمرار على تقويض مصالح الولاياتالمتحدة». بدوره، اعلن البيت الابيض تأييده إجراء تحقيق فى الكونجرس وقال المتحدث باسمه جوش ارنست «لست بحاجة إلى تصريح أمنى لمعرفة من استفاد من النشاط الروسى الخبيث على الانترنت». وفى موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف فى تصريحات صحفية «كل هذا يبدو اتهامات لا اساس لها، غير مهنية ولا علاقة لها بالواقع».