اجتمع رؤساء وممثلون عن النقابات المهنية، أمس الإثنين، بدعوة من نقابة المهندسين، للخروج بموقف موحّد تجاه «الإرهاب الأسود»، عقب التفجير الإرهابي الذي تعرّضت له الكنيسة البطرسية بالعباسية. وقال نقيب المهندسين طارق النبراوي، في تصريحات ل«الشروق»، إن المجتمعين قرروا تشكيل لجنة لصياغة بيان تنديدي يحمل موقفًا موحدًا من النقابات تجاه الاعتداءات الإرهابية، وتشكيل لجنة أخرى لإطلاق دراسة لمواجهة الإرهاب تنتهي خلال 3 أسابيع من بدء عملها، ويشارك فيها ممثل من كل نقابة مهنية. وقال وكيل نقابة المهندسين محمد النمر، خلال كلمته بالاجتماع، إن النقابات المهنية كجزء من المجتمع المدني تستطيع أن تقوم بدورها في دعم الديمقراطية الحقيقية لو تم تدعيمها وليس مواجهتها، مضيفاً أن الأجهزة الأمنية جميعها يجب أن تتفرغ لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه وتمويلاته وألا تشغل نفسها بمواجهة قضايا الرأي. وتابع: «قضايا الرأي يجب أن تترك للحوار، ودور أجهزة الأمن ليس محاصرة الآراء المختلفة ومحاربة النقد لأن هذا يستنزفها ويجعلها لا ترى المشكلات الحقيقية، وإنما دورها محاصرة الإرهاب». وقال أبو بكرة الضوة الأمين العام المساعد لنقابة المحامين، في تصريحات ل«الشروق»، إن النقابة قررت تشكيل فريق عمل منها لمتابعة القضية والتواجد في ساحات المحاكم حتى تتحصل على حقوق الشهداء، متابعًا أن اللجنة سيتم تشكيلها من قبل نقيب المحامين سامح عاشور خلال أيام. وقال عضو مجلس نقابة الأطباء أسامة عبدالحي، خلال كلمته بالاجتماع، إن هناك فرقًا بين مواجهة الإرهاب والإرهابيين، إذ أن فكر الإرهاب يجب أن يحاصر ويحارب بفكر تنويري، مضيفًا: «الدولة يجب أن تفتح المجال للفكر لأن الإرهاب سينتصر إذا حاربت هي الأفكار التنويرية وضيقت على العمل النقابي.. الإرهاب لا يستطيع أن يعيش في مجتمع ديمقراطي بل ينتشر في المناطق المظلمة». وربط الدكتور شريف قاسم أمين عام نقابة التجاريين، بين الأحداث الإرهابية وبين ما وصفه بنمط التنمية في مصر، مضيفاً أن هناك علاقة بين القرار الأخير بتعويم الجنيه أكثر من 40% من قيمته، وبين جعل المجتمع هشًا ومعرضًا للعمليات الإرهابية. وتابع خلال كلمته: «لا بد من تعديل وتغيير نمط التنمية، والسعي للاعتماد على الذات، والاهتمام بالإنتاج الزراعي والصناعي ضمن إجراءات محاربة الإرهاب». وقال الدكتور إبراهيم عزالدين وكيل نقابة المهن الاجتماعية، إن النقابات المهنية يجب أن تدرس سبل للتوعية ضد تجنيد الفقراء أو استغلال ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية؛ لاجبارهم على المشاركة في الارهاب. وتابع: «النقابات لا يجب أن تقف مكتوفة الأيدي، لا بد أن نواجه المشاكل التي تواجهنا ولا ندفن رؤوسنا في الرمال». وحضر الاجتماع، نقيب الأطباء الدكتور حسين خيري، وعضو المجلس أسامة عبدالحي، وأمين مساعد نقابة المحامين أبو بكر الضوة، والمتحدث باسم النقابة مجدي عبدالحليم، وأمين عام نقابة التجاريين وعدد آخر من الممثلين عن النقابات المهنية.