- الأفلام المصرية المعروضة هى «المتاح».. و«مولانا» فضَّل العرض فى مهرجان دبى.. و«أخضر يابس» اعتذر فى آخر لحظة - مهرجان القاهرة مظلوم لأنه يعمل فى منظومة طاردة.. و6 ملايين جنيه لا تكفى أبدا لإقامة مهرجان كبير ومهم - لسنا مسئولين عن غياب النجوم عن حفل الافتتاح.. وهناك من يحاربنا ولا يعرف أنه يضر بسمعة بلده وليس سمعة المهرجان - شاشات العرض فى الأوبرا لم يتم تجديدها منذ 20 عاما.. وأتعاطف مع المخرجين الذين اشتكوا من صورة أفلامهم تشعر أنها تحارب على مليون جبهة وأن هناك من يحاول الإساءة لسمعة المهرجان.. فالناقدة ماجدة واصف رئيسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى يختتم فعالياته اليوم، ترى أنها فعلت «ما عليها وزيادة» من أجل إخراج المهرجان فى أفضل صورة، ولكن فى النهاية تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث خرجت الدورة الحالية لتفتح العديد من المشكلات خلال الفاعليات بدءًا بغياب النجوم الواضح عن حفل الافتتاح وصولا إلى انتقاد مخرجين أجانب لنسخ العرض والمشاكل حول النظام الجديد الذى اعتمده المهرجان هذا العام فى استخراج الكارنيهات، هذا فضلا عن الانتقاد الشديد للفيلمين المصريين اللذين تم اختيارهما فى المسابقة الرسمية بانهما ضعيفا المستوى، وفى الحوار التالى تكشف ماجدة واصف الكثير من التفاصيل المهمة: ** ما هى نسبة رضائك عن الدورة الحالية؟ راضية بنسبة تتراوح من 50 إلى 60% فقط، حيث أننا نغير نظاما كاملا داخل المهرجان فيما يتعلق بالحجز وبآليات العمل، وجائز أن هناك مقاومة من بعض الناس أو أن المعلومات فيما يتعلق بآليات الحجز لم تفهمه بعض الفئات، وهذا بالطبع أمر أخذ فى التحسن التدريجى بمرور الوقت منذ بداية المهرجان، وهذا النظام أعتقد أنه جيد، ففور أن يعلم أحد أن القاعة مكتملة الحجز فإنه بالتبعية يعلم انه لا مكان له فيها، ولذلك فإن المواقف السلبية التى كانت تحدث من مشاجرات وتدافع على دخول بعض الأفلام فى السنوات السابقة، لم تعد موجودة أصلا، وبالتالى نحافظ على الشكل الحضارى. بالطبع هناك بعض المعترضين على هذا النظام بقوة، وخصوصا الصحفيين، وأحب أقول لهم إن الصحافة مهمة جدا بالنسبة لنا ولابد أن اوفر لهم الجو الملائم لتأدية عملهم على أكمل وجه، ولذلك فإننا نفكر فى المستقبل فى عمل عروض خاصة بالصحفيين فقط منعا أيضا للزحام. وبالمناسبة هذا العام وفرنا نظاما خاصا للصحفيين، حيث أقمنا عرضا خاصا هنا فى المقر الرئيسى للمهرجان فى شارع قصر النيل ودعونا بعض الصحفيين للحضور ولكن لم يحضرها الكثيرون كما توقعنا وبالتالى كانت اهدارا للوقت والجهد، وثانيا فإننا فكرنا فى عمل عروض خاصة للصحفيين فى الصباح الباكر فى أحد دور العرض بالأوبرا، لكن قيل إن الناس لا يحضرون مبكرا، على الرغم أننا فى مهرجان كان السينمائى الدولى كان الفيلم أحيانا يبدأ فى الثامنة والنصف صباحا وهذا معناه أن الصحفيين والنقاد والمهتمين بالسينما سيقفون فى الطابور منذ السابعة صباحا، وبصراحة أنا عجزت عن فهم الشىء الذى يمكن أن يرضى جموع الصحفيين المضطلعين بتغطية المهرجان. ** هذا النظام وصفه الكثيرون أنه جيد وخصوصا بالنسبة للفيلم المصرى الذى يشهد زحاما وتدافعا كبيرا، أما باقى الأفلام فإن صالة العرض لا تمتلئ إلا ربعها فقط؟ نحن لا نستطيع عمل نظام خاص بالفيلم المصرى وحده، فالنظام لابد أن ينسرح على المهرجان بأكمله وعلى جميع العروض، وأحب أقول إننى جاءنى قبل المهرجان طلبات كثيرة من طلاب معهد السينما وصلت ل187 طلبا ومن بعض طلاب الجامعات الذين يريدون وبشدة دخول أفلام المهرجان، فتصورت أنهم سيقفون بالطوابير، وعندما استخرجنا الدعوات الخاصة بهم، لم يأت أى منهم لاستلام الدعوة الخاصة به. وأحب اقول لك معلومة مهمة أننا لا نقدم مهرجانا كى نكسب من وراءه أو نحقق أرباحا مادية. ** وما ردك على الانتقاد الموجه للفيلمين المصريين فى المسابقة الرسمية أنهما لا يستحقان العرض فى المهرجان أصلا لضعف مستواهما، وأن اختيار الأفلام المصرية يكون لمجرد حفظ ماء الوجه؟ فيلم «يوم للستات» شاهدته فى مرحلة متقدمة قبل عدة أشهر فى نسخته القديمة، ولكن المخرجة قامت بعمل تعديلات عليه فى مرحلة لاحقة وحذفت بعض المشاهد منه، وقد شاهده يوسف شريف رزق الله المدير الفنى للمهرجان وهو من اختاره عن اقتناع للعرض كفيلم افتتاح، وفى النهاية كل واحد منا له وجهة نظر فى الفيلم الذى يشاهده، فمنا من يحب فيلم ومنا من يكره نفس الفيلم ويراه أنه دون المستوى. أما الفيلم الآخر وهو «البر الثانى» فهناك من حدثنا عن الفيلم وأخبرنا أن هناك فيلما مصريا فى المراحل النهائية للتصوير وأنه يمكن عرضه فى مهرجان القاهرة، وبالفعل نحن كإدارة للمهرجان شاهدنا هذا الفيلم بعد حادثة رشيد الشهيرة بأسبوعين تقريبا وفوجئنا بمضمون الفيلم أثناء المشاهدة أنه يجارى الأحداث بشكل رائع رغم أنه مكتوب منذ عامين تقريبا، وهذا طبعا موضوع يحمل قضية قلما نشاهدها فى السينما المصرية أصلا، ولذلك كان اختياره مهما، وأحب أقولك أن يوسف شريف رزق الله نفسه كانت له ملاحظات على الفيلم وأخبر المخرج بها والذى بدوره تجاوب معه وتم تصليحها، أما الآن فالفيلم تم عرضه وكل مشاهد يتلقاه بالطريقة التى يحبها وبالزاوية التى يريدها. ** لكن علمنا أن هناك أفلاما مصرية أخرى أفضل شاهدتها إدارة المهرجان؟ هذا حقيقى بالفعل، فقد شاهدنا فيلم «مولانا» بطولة درة وعمرو سعد وإخراج مجدى أحمد على وطلبنا أن يتم عرضه فى المهرجان ولكن المخرج اعتذر وفضّل العرض فى مهرجان دبى، وكذلك تحدثنا مع محمد حماد مخرج فيلم «أخضر يابس» واعتذر أيضا، مع ملاحظة أنه من طلب منا أن نشاهد الفيلم ونعرضه فى المهرجان، وجاء بالفعل لمقر إدارة المهرجان وشاهدناه، ثم فوجئنا أنه يعتذر فى مرحلة لاحقة. كما شاهدنا فيلما لشريف البندارى والذى كان صريحا معنا، حيث أنه مرتبط بمهرجان دبى الذى ساهم فى إنتاجه. وفى النهاية نحن كإدارة مهرجان لن نستجدى أى أحد ليعرض عندنا فيلمه، فمثلا فيلم «مولانا» نحن شاهدناه فى شهر مايو، أى منذ 6 أشهر ووافقنا عليه، ولكنه اعتذر فى مرحلة لاحقة وفضل الذهاب لدبى، وفى النهاية نحن لا نملك الضغط على أى شخص لعرض فيلمه لدينا. ** لو جئنا لأفلام المسابقة الرسمية فمن الملاحظ أن أغلبيتها ذات ميزانيات ضعيفة.. فهل طلبتم أفلام أكبر ولم تجدوا الرد أم ماذا؟ انظرى أنا أحب أن أضع كل شخص فى تخصصه، فقد شاهدت عددا كبيرا من الأفلام، ولكن فى النهاية القرار الأخير فى اختيار الأفلام المعروضة يرجع ليوسف شريف رزق الله المدير الفنى. الأمر الثانى أن توقيت انعقاد مهرجان القاهرة ليس جيدا لأنه فى آخر العام، وعقبه بشهرين ينعقد مهرجان روتردام السينمائى ومهرجان برلين، وهى ليست مهرجانات كبيرة فقط بقدر أنها أسواق للأفلام، ومن هنا أنا أحب أن يعود مهرجان القاهرة ليحتل مكانته كسوق للسينما ونقطة ارتكاز فى المنطقة العربية، فمع الأسف سوق السينما فى الأول كانت تتم فى بيروت ثم تنتقل فى وقت لاحق إلى مهرجان دبى، فدور المهرجان ليس عرض الأفلام فقط ولكنه سوق أيضا للسينما، ومن هنا فإن مهرجان القاهرة لا يعتبر منظومة متكاملة الأركان، فمع الأسف المهرجان يعمل ضمن منظومة طاردة، ولابد من إصلاح هذه المنظومة كى يستعيد المهرجان قامته. ولذلك فقبل أن نحاسب مهرجان القاهرة لابد أن نعيد النظر فى المنظومة المديرة للثقافة فى البلد أصلا، ولذلك اطلب منكم ألا تحاسبونى عن وضع مهرجان القاهرة الحالى على الرغم من تحسنه لحد كبير، لأننا نعمل ضمن سياسة ثقافية واحدة لابد من إعادة النظر فيها. ** معنى كلامك أن مهرجان القاهرة فقد بريقه لصالح مهرجانى دبى ومراكش؟ انظرى مهرجان القاهرة عريق ومهم وقدم دورا مهما لصالح السينما المصرية وهذا رغم كل شىء، أما دبى ومراكش فكانا ذكيين للغاية وخصوصا دبى، لأنه هناك من يفكر ويخطط والبلد كله يتكاتف لرفعة المهرجان ويوفر أموالا كثيرة لخدمته، على عكسنا فى مصر الذى يعمل كل منا فى جزيرة منعزلة بمفرده بل أحيانا يتفنن البعض فى حرب الآخر. ** الميزانية الكلية للمهرجان ضعيفة للغاية 9 ملايين فقط.. فهل طالبتم بزيادتها؟ ردت باستغراب شديد «هى 6 ملايين فقط حتى الآن من وزارة الثقافة، أما ال3 ملايين الباقية فهى (فى الهوا)، فهيئة تنشيط السياحة ترفض إرسال الأموال ويقولون لى (إحنا بنتقشف زى ما قال الرئيس)، وأنا أرد عليهم أن الرئيس بالتأكيد لم يقصد هذا فهو لم يقصد إيقاف المراكب السائرة، وصدقينى أحيانا أشعر أننا نحارب فى مليون جبهة، ومنها مثلا دار الأوبرا نفسها، فقد أحضرت آلات عرض DCP ولكن المشكلة تكمن فى شاشات العرض نفسها بالأوبرا التى لم تتجدد منذ 20 عاما، وأحب أقولك إننى اضطررت لتأجير آلات عرض اقتطعتها من نفقتنا الصغيرة، وبهذه المناسبة أنا متعاطقة جدا مع المخرجين الأجانب الذين أبدوا استياءهم من صورة أفلامهم، ومع الأسف فى النهاية أنا من أحاسب على أخطاء غيرى، وهناك من يحاول أن يهد صورة المهرجان ولا يعلم أنه فى الحقيقة يهد سمعة وصورة بلده فى المقام الأول. وفى النهاية 6 ملايين هى قليلة للغاية، والتى فى الواقع وبعد تعويم الجنيه تعنى 500 ألف دولار تقريبا. ** ولماذا غاب النجوم عن حفل الافتتاح وخصوصا السوبر ستارز؟ كثير منهم اعتذر لى بشكل شخصى، فبعضهم كان متأثرا بوفاة محمود عبدالعزيز والبعض الآخر مسافر للخارج، وفى النهاية من حضر أهلا به ومن اعتذر أشكره، أما من لم يعتذر فهذه مسئوليته هو وليس مسئوليتى الشخصية، فالمهرجان قام بدوره فى دعوتهم، و«احنا عملنا اللى علينا» وكلٌ يتحمل مسئوليته.