أعلنت لشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، اليوم الثلاثاء، إيقاف تشغيل عدد من محطات إنتاج مياه الشرب بمحافظاتالجيزة، سوهاج، الفيوم، بنى سويف، قنا، لاستمرار ارتفاع نسبة العكارة بمجرى نهر النيل أمام مآخذ بعض المحطات، نتيجة لجرف السيول كميات هائلة من الرمال والأتربة. وقال العميد محي الصيرفي المتحدث بإسم الشركة، إنه تم إيقاف عدد من محطات المياه بعدة محافظات، وتم تشغيل محطات المياه الإرتوازية والاعتماد على كميات المياه المتوفرة بخزانات المياه الأرضية للتخفيف عن المواطنين. وأضاف الصيرفي، أن غرف العمليات فى جميع المحافظات تعمل بكامل طاقتها، وأنه تم إعلان حالة الطوارئ فى جميع المحافظات بلا استثناء، وجاري التنسيق مع غرف عمليات المحافظات، والتواصل مع الهيئة العامة للأرصاد الجوية للإطلاع على أي تغيرات. وأشار إلى أن الشركة بدأت تنفيذ خطة المناوبات الكاملة طوال ال24 ساعة في جميع محطات التحلية والرفع، حيث يتم تبديل المناوبات بين ممثلين لجميع الفرق من فنيين وكميائيين ومهندسين تحسبا لأى ظرف طارئ، ويتم أخذ عينة كل نصف ساعة من أمام مأخذ محطات المياه للتأكد من عدم تجاوز نسبة «العكارة» الحدود المسموح بها. من جانبه، أكد أستاذ الزراعة والمياه بجامعة القاهرة، الدكتور نادر نور الدين، أن السبب الرئيسي في تحول لون نهر النيل من اللون الأزرق للون البني الذي يعاني منه حاليا، هو نتيجة السيول التي ضربت محافظات الصعيد بدءًا من الصف والعياط وحتى أسيوطوسوهاجوقنا وأسوان، لافتًا إلى أن هذه المحافظات محاطة بمخرات السيول، التي تأخذ مياه السيول لتلقيها في النيل. وأضاف نور الدين، ل«الشروق»، أن هذه السيول تكون محملة بكميات كبيرة من الرمال والطمي جراء سقوطها على الجبال ثم عبورها للزمام الصحراوي للمحافظات، لافتًا إلى أنها تقوم أيضًا بجرف بعض الأراضي الزراعية في نهاية الزمام، مما يجعلها تحمل كل هذه الرواسب معها إلى نهر النيل. وأكد أن تحول نهر النيل لهذا اللون ليس منه أي ضرر حيث تقوم محطات تنقية مياه الشرب بترسيبها أولًا قبل تنقية المياه، مضيفًا أن استخدامها في ري الأراضي الزراعية يفيدها من خلال تراكمات الطمي لهذه الأراضي. وأشار إلى أنه من عيوبها أنها تقوم بالإطماء والترسيب في الترع والمساقي والمراوي فتطميها وتقلل من سعة حملها للمياه، منوهًا بأن تلك الكميات المتواجدة حاليا بالنيل ليست بالكبيرة ولا تقارن بالكميات التي كانت تأتي مع فيضان النيل كل عام قبل بناء السد العالي التي كانت تصل إلى 190 مليون طن سنويا، وكانت السبب في فكرة تطبيق السدة الشتوية بمنع المياه عن الترع لمدة شهر حتى تقوم الدولة بتطهير الترع من رواسب الطمي ولازلنا نطبقها حتى اليوم رغم بناء السد العالي وامتناع وصول الطمي إلى الترع.