- جارديان: زبيدات وزوجها وسام التحقا بالتنظيم وفرا منه عبر تركيا.. والزوجان: خوف أطفالنا من دوى القصف المكثف وقوانين «داعش» الوحشية دفعتنا للعودة سلطت صحيفة «جارديان» البريطانية الضوء على المواطنين الإسرائيليين الذين ذهبوا للقتال مع تنظيم داعش الإرهابى، والتى تشير التقديرات إلى أن عددهم بلغ نحو 50 فردا، مشيرة إلى أن عددا قليلا منهم عاد بالفعل إلى إسرائيل ليروى قصته مع التنظيم. واستعرضت الصحيفة فى تقرير لها أمس، حالة امرأة تدعى صابرين زبيدات (30 عاما)، وزوجها، وسام (42 عاما)، اللذين عادا إلى مطار بن جوريون فى تل أبيب الشهر الماضى، مصطحبين أطفالهما الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و8 أعوام، رغم علمهما بأنهما سيواجهان أحكاما طويلة بالسجن. وقالت الصحيفة إن عودة زبيدات وزوجها تنهى رحلة استغرقت عاما تعايشا فيه مع الوحشية والفقر فى ظل الخلافة المزعومة التى أعلنها تنظيم «داعش»، حيث قاتل وسام مع مسلحى التنظيم، فى حين كانت زبيدات مسئولة عن رصد الكاميرات الأمنية فى مستشفى. وأوضحت «جارديان» أن الزوجين وأطفالهما تمكنوا من عبور الحدود إلى تركيا بعد 9 محاولات فاشلة، مشيرة إلى أنهم دفعوا أموالا للمهربين نظير ذلك، تكفل بها والد زبيدات. وتابعت الصحيفة أنه تم تخدير نجلتهما الصغرى خلال الرحلة للحفاظ على الهدوء حتى لا ينكشف أمرهما، والقي القبض عليهما فور وصولهما إسرائيل فى 22 سبتمبر الماضى. وتنحدر زبيدات وزوجها وسام، حسب الصحيفة، من عائلتين تنتميان إلى الطبقة الوسطى وتتحدثان العبرية، وبعيدتان تماما عن الأفكار المتطرفة التى يتبناها «داعش». ولا يحظى الزوجان بتعاطف حتى بين ذويهما الذين اقنعوهما بالعودة إلى إسرائيل، إزاء مدة السجن التى قد يحكم عليهما بها. وقال أحد أقارب الزوجين بعد ظهورهما فى جلسة محاكمة فى حيفا بتهمة الانضمام لتنظيم معادٍ إن «كل شخص لديه عقله يعرف أنه من الأفضل أن يكون فى جحيم هنا (إسرائيل)، عن أن يكون فى جنة (داعش)». ووفقا للائحة الاتهام، قال الزوجان للمحققين إنهما غادرا إسرائيل فى 16 يونيو2015 لزيارة شقيق زبيدات فى رومانيا، ثم سافرا إلى تركيا وهناك تواصلا عبر وسائل الإعلام الاجتماعية مع مواطن إسرائيلى آخر انضم لداعش عام 2013. وتابع الزوجان أن هذا الشخص سلم جوازات سفرهما الإسرائيلية لمنسق تابع لداعش التقى بهما على الحدود السورية، ونقلا منها إلى مدينة الرقة أولا، وفيها تم فصل وسام عن زوجته وأولاده وأرسل إلى معسكر تدريب فى العراق ومنه إلى الموصل، حيث اصيب هناك في قتال ضد القوات العراقية. من جانبها، أعربت عائلة زبيدات التى تتضمن شرطيا إسرائيليا متقاعد اومدرسا عن خجلها وغضبها مما قامت به قريبتهم، متسائلين كيف غابت الأنشطة والاتصالات التى أجراها الزوجان عبر الإنترنت مع تنظيم «داعش» عن أعين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات الإسرائيلية ينتابها ذات القلق كون قضية زبيدات هى الثالثة من نوعها التى تنظرها المحاكم خلال شهر واحد. وفيما تبقى دوافع الزوجين للانضمام إلى «داعش» غامضة، حسب الصحيفة، فإن أسباب العودة واضحة بحسب اعترافاتهما ومن أبرزها، خوف أطفالهما من دوى القصف المكثف ووحشية قوانين التنظيم المتعلقة بزى المرأة واخضاع أطفال لم يتجاوزوا 8 أعوام لتدريبات عسكرية.