في سيناريو مطابق لمباراة الفريقين الأخيرة، فاز الأهلي بهدف نظيف على الإسماعيلي في كلاسيكو الدوري المصري أحرزه عبدالله السعيد من ركلة جزاء ليحصد الأهلي أول ثلاث نقاط له في أول مباراة للفريقين في النسخة ال58 من البطولة. بدأ حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي بالخطة المعتادة للمارد الأحمر 4-2-3-1، مع زيادة السولية الذي اعتمد عليه للقيام بأدوار حسام غالي الغائب للإيقاف إلى الخطوط الأمامية في حالة الهجوم، لتتحول الخطة في هذه الحالة إلى 2-1-4-3 مع وجود حسام عاشور الأكثر تمريراً بطريقة صحيحة في الفريقين ب40 تمريرة من أصل 43 إجمالي عدد تمريراته في نصف ملعبه وتوزيع اللعب من الخلف، ووجود ظهيري الأجناب في الثلث الأوسط من الملعب ودخول الجناحين إلى العمق. وعلى الجانب الأخر اعتمد الدراويش على تأمين دفاعاته بخطة 4-5-1، مع تمركز محوري الارتكاز محمود متولي ومحمد فتحي الأكثر استخلاصاً للكرة في نصف الملعب بثمانية استخلاصات، وزيادة حسني عبدربه من المنتصف ومحمد أبوالمجد من الجانب الأيمن وإبراهيم حسن من الجانب الأيسر والاعتماد على بناهيني كمحطة للقادم من الخلف.
البداية .. سيطرة وخطوة حمراء وتعليمات دفاعية للدراويش: الأهلي المباراة بالاستحواذ على منتصف الملعب على الرغم من الزيادة العددية للاعبي الإسماعيلي في هذه المنطقة، إلا أن تحركات وليد سليمان ومؤمن زكريا من خلف خطوط الدفاع، وسيطرة ثلاثي الوسط عبدالله السعيد ومحوري الإرتكاز عاشور والسولية على منطقة الوسط أدى إلى عودة الدروايش سريعاً إلى الانكماش الدفاعي. استحواذ الاهلي سرعان ما أسفر عن خطورة حمراء مبكرة، عندما مرر عاشور كرة أمامية لعمرو جمال الذي سدد كرة مباشرة من داخل منطقة الجزاء على مرمى الإسماعيلي تصدى لها محمد عواد، وحولها إلى ركنية لم تسفر عن شيء. وعلى الجانب الأخر، ظهرت التعليمات الموجهة من عماد سليمان المدير الفني للإسماعيلي لمدافعه سامح عبدالفضيل بفرض رقابة لصيقة على عمرو جمال المهاجم الصريح الوحيد للأهلي، والذي اندلعت بينه وبين مدافع الإسماعيلي مباراة جانبية في الاستحواذ على الكرة حتى في نصف الملعب. تعرض باسم علي لإصابة في العضلة الخلفية ليضطر البدري لاستبداله واشارك محمد هاني بدلاً منه، لكن التغيير لم يغير من سير المباراة حيث ظلت السيطرة والخطورة لصالح الأهلي، وظهرت تعليمات حسام البدري المدير الفني للأهلي بالتسديد على المرمى من خارج المنطقة، ليتنواب السولية وعبدالله السعيد تسديد الكرات على مرمى عواد لكن كلها كانت تسديدات متسرعة لم تتسم بالدقة.
الدراويش غائبون عن الهجوم: الإسماعيلي بعد مرور ثلثي زمن الشوط الأول بدأ في الاستحواذ قليلاً على الكرة وتمريرها من قدم لقدم مع تضييق المساحات في خط الوسط، لكنه لم يتمكن من زيارة منطقة جزاء الأهلي، وظل شريف إكرامي حارس مرمى الأحمر بعيداً عن الأحداث. ومرة أخرى يعود عبدالله السعيد للإبداع، بمراوغة رائعة في نتصف الملعب، وإنطلاقة نحو المرمى تلتها تمريرة بينية أروع لمؤمن زكريا إنفرد على إثرها الجناح الأيسر للنادي الأهلي، لكن جهاد جريشة يوقف الهجمة التي انتهت في الشباك بسبب تسلل الأخير، ليعود الأهلي إلى التسديدات من خار المنطقة بتسديدة من وليد سليمان، رد عليها إبراهيم حسن بأول تسديدة للإسماعيلي تصدى لها إكرامي. الشوط الأول لم يكن به ما يستحق الإشادة من الجانبين، لينتهي الشوط الأول ببطاقة صفراء لمحمد أبو المجد لاعب الإسماعيلي لدخوله بشكل عنيف علة محمد هاني عقب انتهاء الدقيقتين اللتان احتسبهما جريشة كوقت اضافي واطلاقه صافرته معلناً النهاية.
الشوط الثاني .. تغيير إسماعيلاوي، وعبدالله السعيد يواصل خطورة الأهلي: انطلق الشوط الثاني بتغيير في صفوف الدراويش باشتراك الغاني توريك جبرين نجم الفريق الإسماعيلاوي بدلاً من شريف عبدالفضيل وعودة محمد متولي كمدافع ثاني، لكنه تبديل لم يشفع لأبناء السامبا المصرية لتشكيل خطورة على المرمى، بينما تواصلت خطورة الأهلي عبر نجمهم عبدالله السعيد، الذي نفذ ركلة حرة مرت أعلى العارضة بقليل، تلاها بتسديدة خطيرة من داخل منطقة الجزاء فشل عواد في التعامل معها لتنوب العارضة عنه وتنقذ مرمى الدراويش من هدف محقق. سليمان أجرى تغيير ثاني بإشراك عمر الوحش بدلاً من القائد حسني عبدربه، ليرد عليه البدري بتغيير ثاني أيضاً بإشراك كريم نيدفيد بدلاً من وليد سليمان الأعلى تسديداً بين لاعبي الفريقين في الشوط الأول بأربع تسديدات.
تغيير طريقة اللعب .. والسعيد يرجح كفة الأحمر: بعد خروج سليمان تغيرت طريقة لعب الأهلي، حيث بدأ في الإعتماد على العرضيات من الجانبين، لتتاولى العرضيات من ناحية محمد هاني أكثر، أسفرت واحدة منهم عن ركلة جزاء للأهلي بعد أن ارتقى عمرو جمال للحصول على الكرة، وتدخل معه متولي في الهواء يحتسبها جريشة خطأ على مدافع الإسماعيلي، وينبري لها عبدالله السعيد المتخصص، وينفذ ركلة الجزاء بشكل صحيح متقدماً للمارد الأحمر في الدقيقة 77. عقب الهدف تخلى عماد سليمان عن تحفظه الدفاعي، وبدأ في الاندفاع هجومياً، وأجرى تغيير ثالث بإشراك شكري نجيب في تغيير هجومي بدلاً من سعد حسني للضغط على الأهلي في مناطقه الخلفية، بينما حافظ الأهلي على تنظيمه، واحتفظ البدري بمجموعة اللاعبين الموجودين في الملعب وفضل توفير التغيير الثالث إلى نهاية المباراة، وكاد الأهلي أن يخطف الهدف الثاني بعرضية من عبدالله السعيد، وتسديدة من زكريا لكن عواد يتصدى لها ويحولها إلى ركنية جديدة. وبالفعل يشرك البدري الوافد الجديد أكرم توفيق بدلاً من عمرو السولية، بعد أن كان سيشترك بدلاً من لاعب أخر لتأمين خط الوسط وإغلاق منافذ المرور أمام لاعبي الإسماعيلي لكن السولية طالب بالتغيير بعد سقوطه أرضاً أكثر من مرة، وتمر الدقائق وتنتهي المباراة بصافرة جهاد جريشة. بهذا الفوز احتل الأهلي المركز الثامن متساوياً مع أصحاب المراكز السبعة الأولى بثلاث نقاط، بينما هبط الإسماعيلي إلى المركز ال14 بدون نقاط.