أكد الكاتب والمؤرخ الإسلامى أحمد رائف أنه بالفعل توسط بين الحكومة والإخوان، لكن المرشد مهدى عاكف أفشل الصفقة، لأنه راجل «مش فاهم سياسة» على حد وصفه. وأضاف رائف «أنه كان يرتب لعمل صلح بين الدولة والإخوان، وأنه بحكم انضمامه للجماعة كان يرى أن هناك مشكلة كبيرة بين الحكومة والإخوان المسلمين، لو استطاع نزع فتيل هذا الخلاف فسوف يسير المجتمع فى الاتجاه الصحيح». وأشار إلى أنه عرض الأمر على عاكف فى مكتب الإرشاد بحضور نائبه الأول د.محمد حبيب، ود.محمد مرسى المشرف على القسم السياسى، ود.رشاد البيومى عضو مكتب الإرشاد وقال لهم: «لو اعتبرتم أن الحكومة هى كفار مكة فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عقد صلحا معهم فى الحديبية». وأشار رائف فى حواره مع الإعلامى جمال عنايت فى برنامج «على الهوا» الذى أذيع على قناة الصفوة مساء أمس الأول إلى أنه فى هذه الأثناء تصادف وجود شخص له علاقة قوية بالحكومة قال له ما مضمونه «أن الحكومة لديها ما تقدمه لجماعة الإخوان مقابل بعض الشروط». وأوضح رائف أن هذا الشخص لا يملك سلطة القرار ولكنه يملك ميزة التدخل فقط، مشيرا إلى أن الشخص الوحيد الذى يملك القرار فى هذا الموضوع هو الرئيس مبارك. وتابع «بعد أن أهملنى مكتب الإرشاد ثلاثة أسابيع اتصلت بالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذى رحب بالعرض «مشيرا إلى أن هناك ما يقرب من 30 قيادة إخوانية وافقت على الاقتراح لأنه فرصة جيدة، وطالبوا حينها بالعودة لفكرة حسن البنا بالتركيز على الدعوة والنشاط الاجتماعى . وأضاف رائف: «فوجئت بالمرشد العام بيقول للصحفيين أن الحكومه أرسلت لى أحمد رائف باتفاق ووافقت عليه لكنه ذهب ولم يعد، فاتصلت برشاد بيومى وقلت له: عيب إن مهدى عاكف يكذب، هو الذى تنصل من مواجهتى ولم يرد على». وقال رائف: «إن عاكف كان يريد أن يتوجه الرئيس مبارك لمكتب الإرشاد كى يجلس ليتفق معه، فقلت له بأى صفة يجلس معك مبارك». وكشف أنه تحدث مع أحمد على كمال المؤرخ الإخوانى الذى كتب رسالة للمرشد طالبه فيها بترك السياسة والعودة للدعوة، لكن عاكف لم يهتم بالرسالة، علما بأن أحمد كمال هو من ضم عاكف للجماعة. وقال: «كلمنى كمال بعد ذلك غاضبا وقال لى: حاول أن تقنع مهدى عاكف بهذه المبادرة». ووصف رائف، «عاكف» بأنه مش عارف بيقول إيه وبأنه ما يعرفش حاجات كثيرة عن الجماعه، لأنه عبارة عن ديكور ومعلوماته متواضعة، والجماعة محتاجة لإدارة قوية، مؤكدا أن «مفيش حد يعرف قوة الجماعة غير الأمريكان وأمن الدولة». وأوضح أن الجماعة منقسمة على نفسها، فهناك تنظيم مهدى عاكف، والتنظيم العالمى، والإخوان الذين يعيشون فى أوروبا ولا ينتمون لمهدى عاكف، مؤكدا أن ليس كل من يشارك فى إدارة الجماعة من المعروفين، فهناك ما يقرب من 10 منهم مع 2 أو 3 من خارج التشكيلات المعروفة التى لم تدخل مكتب الإرشاد من قبل، أى غير ظاهرين على قمة الأحداث، وذلك تفاديا للضربات الأمنية. وكانت «الشروق» قد انفردت نهاية يوليو الماضى بخبر الرسائل المتبادلة بين الحكومة والإخوان، وكشفت مصادر مطلعة حينها أن الحكومة طرحت على الجماعة عبر شخصية مستقلة عرضا غير قابل للتفاوض يقوم على أساس التزام الدولة بتقليص عمليات اعتقال قيادات الإخوان والإفراج عن بعض الشخصيات التى ألقى القبض عليها مقابل أن توقف الجماعة النشاطات التى تراها الدولة من قبيل التحريض السياسى الداخلى والخارجى. وقالت المصادر إن الوسيط أبلغ قيادات الإخوان أن العرض لن يكون قائما لفترة طويلة وأنه على قيادات الإخوان التقدم برد سريع «فى خلال أسابيع وليس أشهر». وأضاف المصدر نفسه، أن الرسالة الواضحة « إما الاتفاق أو الدخول فى مواجهة حتى النهاية ستشمل استمرار حملات الاعتقال والتضييق السياسى والمادى».