• زيادة ليالى الموسيقى العربية إلى 15 ليلة احتفالًا باليوبيل الفضى للمهرجان.. وإلغاء الإسكندرية توفيرًا للنفقات • مهرجان القلعة موجه للبسطاء.. ومنح مساحة كبيرة للأصوات الشابة والفرق الجديدة • الرعاة والدولار والمناقصات ثلاث أزمات نعمل على حلها
ينظر الكثير منا إلى دار الأوبرا المصرية، على أنها حائط الصد وخط الدفاع الأول عن الفنون الرفيعة، وكل ما هو جاد فى زمن أصبح الردىء هو المسيطر على ساحة الأغنية، بدرجة تنذر بالخطر، فكيف لا يشعر المجتمع بالخطر على تراثه وتاريخه وأصواته الجادة، وهو يرى إذاعات وفضائيات تقدم أغانى الهلس؟ كيف لا نشعر بالخطر ونجوم الأغنية الآن يمثلون أشكالا أقرب إلى المنولوجست، ولا يمنحك أى قدر بالاستمتاع بالغناء الذى عاشته مصر عبر تاريخها الطويل من خلال أهم الموسيقيين والمطربين، لذلك وسط هذه الحالة لم تعد سوى دار الأوبرا ومكتبة الإسكندرية، هما الكيانان اللذان يحظيان بثقة الناس، هذه الفترة تعيش الأوبرا حالة من النشاط الفنى فى القاهرةوالإسكندريةودمنهور ثم تدخل على مرحلة أهم وهى الاحتفال بمرور 25 عاما على أهم مهرجانين لديها الأول هو القلعة للموسيقى والغناء الذى يقام خلال أغسطس الحالى والثانى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، الذى يقام فى نوفمبر المقبل بالقاهرةوالإسكندرية. فى حوارنا مع الدكتورة إيناس عبدالدايم نكشف استعدادات الأوبرا للمهرجانين، وكيف ترى ما يحدث على الساحة الفنية من انهيار. فى البداية سألتها: ما شعورها وهى ترى وتسمع على الإذاعات والفضائيات تلك النوعية من الأغانى فى الوقت الذى تتولى فيه كيان بحجم الأوبرا، والتى تعتبر خط الدفاع الأول عن الفن الرفيع؟ قالت: من المؤكد أكون حزينة كلما أرى وأشاهد تلك الأغانى المتدنية المستوى المنتشرة الآن فى كل مكان، وهذا الأمر بالتأكيد يسبب إحباطا لأى فنان جاد وملتزم بأصول وقواعد الغناء الجاد، لكننى باعتبارى مسئولة عن كيان بحجم الأوبرا لا يمكن أن أستسلم وأشعر بالإحباط، لأن دورى مقاومة الفن الهابط ودعم كل الأصوات الجادة حتى تواصل رسالتها، إننى كمواطنه مصرية قبل أن أكون فنانة أكيد حزينة.. • هل تابعت مستوى دراما رمضان الماضى التى تعكس الوضع العام للفن فى مصر؟ فى الحقيقة تابعت ما يستحق أن أتابعه، لأن هناك أعمالا محترمة كانت موجودة، لكن فى المقابل علمت أن هناك أعمالا كانت دون المستوى، وأتصور أن النوع الثانى يستحق منا المواجهة، لأن الفن الذى يخرج من مصرلابد أن يناسب قيمة مصر. • الأوبرا تواجه الغناء الهابط هل يمكنها بمفردها أن تفعل ذلك؟ نحن نقوم بدورنا فى نشر الفنون الرفيعة، لكن بالتأكيد هناك جهات أخرى لابد أن تساندنا، نحن على سبيل المثال نفتح أبوابنا للفضائيات والإذاعات المختلفه آملين أن يساهموا معنا فى نشر الفنون الجادة، لكن للأسف حجم المعروض والمذاع لا يتناسب مع أهمية الأصوات التى نقدمها، فهم لا يمنحوننا المساحات الكافية، كما أن أغلب البرامج التى تتناول أنشطتنا تُذاع فى مواعيد صعبة جدا. • وما رسالتك للإعلام؟ أتمنى منه أن يدعم الأصوات التى نقدمها سواء فى الموسيقى العربية أو الغناء الأوبرالى وكل ألوان الفنون الجادة. • الآن فى القاهرةوالإسكندريةودمنهور حفلات المهرجان الصيفى ما ردود الأفعال؟ ممتازة، هناك إقبال كبير على الحفلات فى كل المسارح، وهذا إن دل على شىء إنما يدل على أن هناك جمهورا كبيرا أيضا يحب ويدعم الفنون الجادة، لذلك أتمنى أن يكون هذا الأمر مشجعا للفضائيات للاهتمام أكثر مما نقدمه. والجميل أن الإقبال الجماهيرى ليس على حفلات الأوبرا فقط، لكن أيضا مكتبة الإسكندرية تقدم نشاطا رائعا خلال الصيف، وهناك أيضا إقبال جماهيرى عندهم. • نوعية الجمهور؟ والله من كل الأعمار، وهذا مؤشر طيب لأن البعض أحيانا يظلم الشباب بعبارات من نوعية أنه يقبل على حفلات بعينها، لكننى بصراحة أراه فى كل الحفلات، كما أن حفلات الإسكندرية استقطبت جماهير من الساحل الشمالى والمدن الأخرى القريبة من الإسكندرية. • عدد الحفلات المقدمة خلال الصيف؟ فى الإسكندرية 11 حفلا على مسرح سيد درويش و7 حفلات على المسرح الرومانى، الذى يعود إلى نشاطه بعد سنوات من التوقف إلى جانب 6 حفلات فى دمنهور والمسرح المكشوف بالقاهرة يوميا هناك حفل حتى نهاية الصيف.
عمرو سليم
• ماذا عن مهرجان القلعة؟ المهرجان هذا العام يحتفل باليوبيل الفضى له، لذلك أعددنا برنامجا ضخما يتناسب مع الحدث ومع أهمية هذا المهرجان الموجه للبسطاء من الناس فى المقام الأول، لأنه كما تعلم ظل سنوات طويلة مجانا ثم قمنا بعمل تذاكر بأجر رمزى فى آخر دوراته، هذا العام نقدم فى الافتتاح فرقة إسبانية لأول مرة فى مصر هى «بورك هارد»، وتضم الليالى الأخرى حفلات لغالية بن على وأحمد جمال وأحمد سعد وكارمن سليمان ومحمد رشاد ومحمد محسن ولؤى ونسمة محجوب ومحمد شاهين وفرقة أيامنا الحلوة مروة ناجى وخالد سليم ومن كبار المطربين مدحت صالح وعلى الحجار ومحمد الحلو وإيمان البحر درويش ومجد القاسم. ومن الفرق نسمة عبدالعزيز وسعيد الأرتست وأحمد ربيه والمولوية وعمرو سليم وعلى الهلباوى وبغدادى باند وحفل لأوركسترا النيل قيادة محمد سعد باشا ومعه رولا زكى وأحمد حرفوش.
كارمن سليمان
• الواضح أن هناك اهتماما بالأصوات الشابة؟ سنة الحياة أن الأجيال تسلم بعضها، لذلك حاولنا أن نقدم دماء جديدة، كما أننا حريصون أن تكون الأوبرا كعادتها مكانا يجمع المواهب الحقيقية، لذلك ستجد كل الأسماء، التى ظهرت فى السنين الأخيرة، وتستحق الاهتمام بها موجودة. • ماذا عن مهرجان الموسيقى العربية الذى يحتفل بمرور 25 سنة أيضا؟ أولا المهرجان هذا العام سوف نزيد عدد أيام فعالياته إلى 15 يوما بدلا من 10 فقط بسبب تلك المناسبة إلى جانب هناك اتصالات مع أسماء كبيرة للوجود، وإن شاء الله ستكون دورة تليق بهذه المناسبة، وتليق بالأوبرا وقبلهم مصر. • أكيد هناك صعوبات؟ لا يوجد عمل بدون صعوبات لكننا نحاول أن نتجاوزها، لأن المطربين مطالبهم تزداد كل عام. • بالتأكيد الأوبرا مثل كل الأماكن التى تقدم فنونا رفيعة لا تجد رعاة؟ هذا صحيح، وأنا أتمنى منهم كما يقومون برعاية حفلات فى الساحل الشمالى أن يوجهوا جزءا من هذا الدعم لأماكن، مثل الأوبرا، لأننا فى السنوات الأخيرة نعتمد الموارد الذاتية، التى توفرها لنا الدولة. • لماذا تم إلغاء مهرجان الإسكندرية للموسيقى العربية؟ لم يتم إلغاؤه، لكننا بدلا من تقديمه فى الصيف أصبح يقام بالتوازى مع مهرجان الموسيقى العربية، الذى يقام فى نوفمبر، وذلك توفيرا للنفقات لأننا عندما ندعو مطربين من خارج مصر يكلفوننا تذاكر طيران وخلافه، حيث قررنا أن نستغل وجودهم ونقدمهم لجمهور الإسكندرية أيضا إلى جانب أن أغلب فرق الأوبرا يحصلون على إجازة الصيف، وهو ما كان يتعارض مع إقامة المهرجان فى الصيف. • ما سر هروب الرعاة من الأوبرا؟ كل صاحب شركة له مطالب، ونحن جهة حكومية نعمل وفقا للقوانيين واللوائح التى تضعها الدولة، وبالتالى هناك أمور لا يمكن أن نفعلها، نحن جهة مهمتها الحفاظ على التراث ودعمه، ولدينا رسالة حقيقية، ونعتمد على المضمون أكثر من أى شىء آخر. • هل ما زلت الأوبرا تتعامل بنظام «المناقصات» عند اختيار الفرق الفنية أى أن دعوة فرقة عالمية يستلزم عمل إعلان ثم تحصلون على أرخص عرض مقدم؟ ما زال موجودا وفى الوقت الحالى لا يمكن تغييره، ونحن فى انتظار تغيير القوانين، وهذا ليس الأمر الوحيد الصعب، لكن أزمة الدولار أيضا تسبب لنا مشاكل بسبب أجور الفنانين وعملية التحويل، لكن بصراحة البنك المركزى يتعاون معنا ويسهل لنا الأمور.