انتهت مباراة القمة التي أقيمت ضمن مباريات الجولة ال34 من عمر الدوري المصري الممتاز بالتعادل السلبي. مباراة جاء شوطها الأول حماسي، وشوطها الثاني أبطأ نسبياً، وإن شهد سيطرة كاملة للفريق الأبيض، لتنتهي أحداثها بالتعادل السلبي، ليسدل الستار على الدوري العام بدون مفاجآت تذكر، في جو من الصداقة، والروح الرياضية التي سيطرت على جميع اللاعبين، لتكون المباراة (حبايب) نتيجة وأخلاق.
طمع زملكاوي وتحفظ أهلاوي: بدأ محمد حلمي المدير الفني للزمالك بداية هجومية بوجود باسم مرسي ومحمد إبراهيم وأيمن حفني ومحمود عبدالمنعم كهربا في الهجوم، رغبه منه في خطف هدف مبكر مستغلاً الاخطاء المتكررة لدفاع الاهلي في المباريات السابقة، وبدون جس نبض حاول كلا الطرفين خطف الهدف الأول، لكن الأهلي استحوذ على منطقة وسط الملعب، ليظهر حسام غالي في لقطة جيدة بتمريرة رائعة مع حلول الدقيقة 15 من الشوط الأول إلى عمرو جمال، لكن الأخير تباطأ في الكرة ليدركه علي جبر ويغلق عليه مجال التوغل داخل منطقة الجزاء. في المقابل ظهرت أخطر كرات الشوط الاول، عندما تبادل أيمن حفني الكرة مع محمد إبراهيم ليجد نفسه أمام المرمى منفرداً لكن تسديدته ضلت طريقها لتخرج عالية للغاية وتضيع فرصة مؤكدة للأبيض.
السرعة البيضاء في مواجهة التكتل الأحمر: مالت كفة الاستحواذ ناحية الزمالك، وبدأ الفريق الأبيض في تسريع اللعب، لكن تكتل الأهلي الدفاعي في وجود عاشور وغالي والسولية كثلاثي ارتكاز في منتصف الملعب، وتمركز ربيعه وحجازي الجيد في الخط الخلفي حال دون تشكيل خطورة على مرمى أحمد عادل عبدالمنعم. سرعة الاجناب في الزمالك لم نراها في الاهلي، حيث ارتكن فتحي ورحيل إلى الدفاع، وعاب على فتحي تحديداً العرضيات السيئة التي أرسلها على مدار النصف ساعة الأولى، باستثناء كرة واحدة كانت أخطر فرص الاهلي عندما أرسل ركنية حولها حجازي برأسه نحو المرمى، لتجد عادل جمعة في طريقها، لكنها عادت أمام عمرو جمال الذي وجد نفسه في مواجهة المرمى مباشرة، لكنه أيضاً سدد كرة طائشة لا علاقة لها بالمرمى وتضيع فرصة أخرى في المباراة.
طارق حامد – حسام غالي: في منتصف كل الاحداث يجب الإشارة إلى المقاتل طارق حامد الذي ظهر بشكل أكثر من رائع في منتصف الميدان، ليجد نفسه مرغماً على الدفاع وحده مع الميول الهجومية لزملائه، لكنه كان على قدر المسئولية، وأحبط أكثر من كرة كانت من الممكن أن تكون فرصة خطيرة على مرمى الشناوي. وفي المواجهة كان القائد حسام غالي هو من أعطى الحلول لفريقه بإضافته عمق في منتصف ملعب الأهلي، ومساندته للهجوم في أكثر من كرة، وتحركه الدائم بدون كرة الذي أراح دفاع الأحمر في الخروج من المواقف الصعبة.
حواة القمة: عندما نتحدث عن مباراة القمة، نجد دوماً أيمن حفني حاوي الزمالك، ووليد سليمان حاوي المارد الاحمر، يظهران في مقدمة اللاعبين، لنجد نجم القلعة البيضاء يقوم بمجهود كبير في الجانب الهجومي وإن عاب عليه المراوغة كثيراً بدون داع، لكن المفاجأة كانت قيامه بأدوار دفاعية رائعة، جاء في مواجهته مجهود كبير من سليمان الذي سبب إزعاجًا كبيرًا لدفاع الزمالك، ومنع خطورة كبيرة من كهربا ومحمد عادل جمعة في الجانب الدفاعي.
خطورة بيضاء أخيرة: في آخر دقيقة من الشوط الأول، وصلت هجمة منظمة إلى داخل منطقة الجزاء، لتصل إلى محمد إبراهيم، لكن الأخير استحوذ عليها وظهره للمرمى الاهلي، ليفشل في الدوران بها ويشتتها الدفاع الأحمر، لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني: تستمر سيطرة الزمالك على مجريات اللعب، وتمر الربع ساعة الاولى من الشوط بدون خطورة تذكر على المرميين، على الرغم من وصول الكرة إلى داخل منطقتي الجزاء أكثر من مرة، لكن عمرو جمال وباسم مرسي أضاعا كل الفرص التي لاحت لهم. وعلى الفور يبدأ بدلاء الأهلي في إجراء عمليات الإحماء، ليشترك رمضان صبحي بدلاً من مؤمن زكريا – أسوأ لاعبي الفريقين – في الدقيقة 69 من عمر المباراة. نقطة جيدة في أداء الأهلي ظهرت في الشوط الثاني، وهو تطبيق اللاعبين الضغط العالي على حامل الكرة، وإغلاق المساحات أمام لاعبي الوسط، وعلى الرغم من الاخطاء الكثيرة التي ظهرت في هذا الضغط، لكن على الأقل بدأ فكر الضغط على حامل الكرة في المناطق الأمامية في الدخول لتفكير اللاعبي المصري، لكن النقطة السلبية كانت بقاء عمرو جمال وحيداً، بمعزل عن باقي خطوط الفريق، وهو ما سهل مهمة الدفاع الزملكاوي، وبدأ الأحتياج لمهاجم أخر، أو صانع ألعاب قادر على نقل اللعب إلى منتصف ملعب الزمالك. ورداً على تبديل الهولندي مارتن يول، قام حلمي بإشراك مصطفى فتحي بدلاً من كهربا في الدقيقة 71.
الأداء يهبط .. والتغييرات تسيطر على المباراة: انخفط مستوى المباراة، وانحصر اللعب في منتصف الملعب، انخفض مستوى حسام غالي بشكل كبير، ومنح الزمالك أفضلية في الوسط، واجرى مارتن يول تغيير أخر بإشراك جون أنطوي بدلاً من عمرو جمال، وأشرك حلمي معروف يوسف بدلاً من حفني، وساد العنف على المباراة، كثرت الاخطاء وزادت صافرة الحكم النرويجي، وبقي الحال كما هو عليه. إشتراك أنطوي لم يغير شيء لأنه ظل بمعزل عن باقي الخطوط فاضطر للعودة إلى منتصف الملعب للحصول على الكرة مما أفقد الاهلي خطورته الهجومية. استمر اللعب، ودخلت المباراة في الدقائق الإضافية التي احتسبها الحكم، والتي قدرها بثلاث دقائق، ارتباك دفاعي يستغله مصطفى فتحي الذي وجد الكرة في قدمه أمام المرمى، ويسدد كرة أرضية بعيداً عن عبدالمنعم لتنخلع قلوب الاهلاوية لكن رامي ربيعة يعود سريعاً ويشتت الكرة، لتنتهي معها أحداث المباراة.