احتفلت القوات البحرية بوصول حاملة الطائرات «جمال عبد الناصر» إلى ميناء الإسكندرية. ونظمت عروض بحرية على شواطئ مدينة الإسكندرية للميسترال وعدد من القطع البحرية المنضمة حديثا لقواتنا البحرية، لمشاركة الشعب المصري احتفالاته وفرحته بامتلاك مصر أول حاملة مروحيات في الشرق الأوسط . وعقب وصول الميسترال إلى ميناء الإسكندرية تم استقبالها بإطلاق الصفارات البحرية ومدافع المياة وأعلام الزينة على متن القطع البحرية المشاركة بمراسم الاحتفال، كما شاركت عناصر الموسيقات العسكرية بعزف المقطوعات والأناشيد الوطنية. وصعد الفريق أسامة ربيع قائد القوات البحرية على متن الميسترال، ونقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة، وتهنئتهم للطاقم على سلامة الوصول إلى أرض الوطن، مشيدا بالكفاءة العالية لكل الضباط والأطقم الفنية، ومدى الاستيعاب الكامل للتدريب على مهام القيادة والسيطرة على السفينة، مما يدل على قدرة المقاتل المصري في التعامل مع أحدث نظم التسليح في العالم في أسرع وقت وبكل دقة. تعد الميسترال إضافة جديدة للقدرات القتالية للقوات البحرية المصرية بما تملكه من إمكانيات وقدرات على تنفيذ مهام الإنزال البحري وأعمال النقل البحري الاستراتيجي، كذلك القيام بمهام الإخلاء وتقديم الدعم اللوجيستي للمناطق المنكوبة، وتوفير الخدمة الطبية والعلاج المؤهل لقوات التشكيل وإدارة أعمال البحث والإنقاذ للأرواح والعمل كمركز قيادة مشترك بالبحر. كما تعد السفينة الحربية طراز ميسترال من أحدث حاملات الهليكوبتر على مستوى العالم ولها قدرة عالية على القيادة والسيطرة، حيث إنها تحتوى على مركز عمليات متكامل كما يمكن تحميل طائرات الهليكوبتر والدبابات والمركبات والأفراد المقاتلين بمعدتهم على متنها مع وجود سطح طيران مجهز لإستقبال الطائرات ليلا ونهارا، بالإضافة لأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية من مستشعرات وأجهزة اتصالات حديثة، كما أنها تستوعب تحميل من 450 إلى 700 فرد بمعداتهم طبقا لمدة الإبحار، وتحميل وسائط الإبرار طراز «LCM»، وطراز (L- CAT) للإنزال السريع. كما أنها مجهزة للعمل كمستشفى بحرى بمساحة (750) متر تضم غرفتي عمليات، وغرفة أشعة إكس، وقسم خاص بالأسنان، وأحدث جيل من المساحات الإشعاعية، وبطاقة 69 سريرا طبيا، كما يمكن للميسترال إخلاء حتى 2000 فرد طبقا للمساحة المتيسرة. حضر مراسم الاحتفال: قائد القوات البحرية المصرية، ونائب قائد القوات البحرية الفرنسية، وقائد المنطقة الشمالية العسكرية، ومحافظ الإسكندرية، وعدد من ضباط القوات المسلحة والشرطة المدنية، وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين، وطلبة الكليات العسكرية والمدنية. وتزامنا مع وصول الميسترال إلى الإسكندرية، اختتمت فعاليات التدريب البحري المشترك المصري الفرنسى «كليوباترا 2016» الذي نفذته وحدات القوات البحرية المصرية، تضم حاملة المروحيات «جمال عبد الناصر» بالتعاون مع القوات البحرية الفرنسية، والذي استمر لعدة أيام أثناء رحلة عودة الميسترال من فرنسا. وشملت مراحل التدريب عمليات الاعتراض البحري، والتصدي للتهديدات غير النمطية، وتنفيذ عدة تشكيلات بحرية نهارا وليلا أظهرت مدى قدرة الوحدات البحرية المشاركة على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية، والاستعداد لخوض معركة بحرية في عرض البحر، وتنفيذ المناورة للتعامل مع العناصر المعادية بكفاءة وسرعة عالية، والتدريب على الإمداد والتزود بالوقود أثناء الإبحار. وتنفيذ الرماية بالذخيرة الحية لصد وتدمير الأهداف السطحية والجوية المعادية وتأمين الوحدات البحرية باستخدام أسلحة الدفاع الجوي والمدفعية، أظهرت مدى الدقة في إصابة الأهداف والتعامل معها وسرعة تنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين بدقة وكفاءة عالية. وقامت عناصر من الجانبين بالتدريب على أعمال حق الزيارة والتفتيش للسفن والهجرة غير الشرعية وأعمال البحث والإنقاذ ونجدة السفن الغارقة، والتدريب على عمليات البحث عن الغواصات المعادية بالاستعانة بطائرات الهليكوبتر التابعة للقوات البحرية المشتركة في التدريب وتنفيذ الطلعات الجوية نهارا وليلا لإكساب القوات القدرة على تنفيذ المهام تحت مختلف الظروف، والتدريب على حراسة وتأمين سفينة ذات شحنة هامة اثناء رحلة العودة للميسترال والتي نفذت بكفاءة عالية وبمعدلات قياسية. وفي نهاية المناورة، أشاد الجانبان بالمستوى الراقي للقوات البحرية لكلا الدولتين اللتان تربطهما أواصر متينة من الصداقة والتعاون والمصالح المشتركة، والتي عظمت الاستفادة المرجوة طوال مراحل التدريب. يأتى التدريب «كليوباترا 2016» في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة لتبادل الخبرات، والتعرف على كل ما هو حديث في أساليب القتال البحري وخاصة مع اشتراك الميسترال بطاقمها لأول مرة في كل مراحل التدريب، مما ساهم بشكل كبير في تنمية قدرات العناصر المشاركة على تنفيذ مختلف المهام وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي العالي.