اختارت الفنانة ليلى علوى هذا العام ارتداء عباء هالة، التى تجسدها فى حلقات «هالة والمستخبى»، وراودها الحنين للأدوار التى تحمل أبعادا نفسية فوقعت فى غرام الطبيبة النفسية «ليلى»، والتى تقدمها فى حلقات «مجنون ليلى»، والشخصيتان تنتميان لمسلسل «حكايات وبنعيشها»، الذى تعتبره ليلى علوى فرصة للغوص فى أعماق المرأة المصرية لرصد ما تعانيه من هموم وما تتطلع إليه من آمال. دخلت ليلى علوى حاليا فى سباق مع الزمن فى محاولة للانتهاء من تصوير جميع مشاهد المسلسل، ورغم ذلك اقتطعت جزءا من وقتها لتتحدث ل«الشروق»، حيث بدأت حديثها قائلة: أعشق هذه الأجواء.. ورغم كل التعب والجهد الذى نبذله جميعا كفريق عمل واحد، لكن كلنا نعمل بحب، ولدينا الاستعداد أن نبذل أكثر منه حتى نقدم عملا يحظى بإعجاب وتقدير المشاهدين، وهذا هو هدفنا الوحيد. وقبل أن تكمل ليلى حديثها قاطعها صوت المخرج طالبا منها العودة للبلاتوه لاستكمال التصوير فهمّت للقيام بعد أن استأذنتنا فى استكمال الحوار بعد قليل.. فبادرتها مازحة «لماذا لا تستغلين نجوميتك فى تأجيل التصوير بعض الوقت»؟! فردت بهدوء: البعض يسىء للقب النجم بتصرفات غير مسئولة أبعد ما تكون عن النجومية.. فالنجم الحقيقى هو الفنان الملتزم تجاه فنه ونفسه وجمهوره، والنجم هو الذى يعرف دوره جيدا ودور المحيطين به. لكنك حتى لم تطلبى تأجيل التصوير لتستمتعى بأول سحور وسط أسرتك؟ فردت ضاحكة: لكنى طالبت أن أفطر فى بيتى بالفعل. عقب عودتها مرة ثانية سألتها.. فاجأت الجميع بجهد مضاعف هذا بموافقتك على العمل فى مسلسل من جزءين؟ هذا الكلام تردد كثيرا رغم أنه غير صحيح أبدا.. فالمسلسل ليس جزءين بل هو مسلسل واحد يحمل اسم «حكايات وبنعيشها»، الذى يتضمن حكايتين. ولكنك صرحت بأن شكل الجزءين لفت نظرك لتحطيم القوالب الدرامية من مط وتطويل؟ قاطعتنى قائلة: لم أجر أى حوارات فى الفترة الماضية حتى أطمئن على الانتهاء من تصوير العمل كاملا، وكل ما قيل ما هو إلا اجتهاد من جانب البعض، الذين تخيلوا قصة مختلفة تماما عن القصة الحقيقية للعمل إلى جانب أنه ليس كل الأعمال بها مط وتطويل وأحيانا أحداث المسلسل تحتاج لأكثر من 30 حلقة. إذن ما هى حقيقة «حكايات وبنعيشها»؟ ببساطه طرأت فى ذهنى فكرة تقديم هذا الشكل من الدراما فأحببت الفكرة رغم غرابتها، وعندما عرضت الفكرة على المنتج والمخرج عمرو عرفة أعجبته للغاية، وكانت عندى حكاية منهم وهى «مجنون ليلى»، التى تحكى قصه إنسانية جميلة، وخلال 48 ساعة وجدت نفسى أمام مجموعة عمل استعدادا لبدء التصوير فوجدت الصحفى حازم الحديدى يحكى لى قصة «هالة والمستخبى» فأعجبت كثيرا بطريقة معالجتها فبدأنا المشوار. ومن هنا جاءت فكرة الجزءين؟ ليس جزءين لأنه لو كان كذلك يكون الجزء الثانى مكملا للأول، وهذا لا يحدث فالمسلسل اسمه «حكايات بنعيشها»، التى قد تحتوى على حكايتين أو ثلاث، وفى هذا العام اكتفينا بحكايتين وربما العام المقبل تحتوى على ثلاث أو واحدة أو لا توجد حكاية أساسا، فهو مسلسل مستقل، لكنه يروى حكايتين الرابط بينهما أنهما حكايات إنسانية نعيشها ونشاهدها فى حياتنا. ولكن لماذا لم تكتف بحكاية واحدة؟ كنت أود هذا لكن الجهة المنتجة أصرت على هذا رغبة فى تقديم شكل مختلف من خلال الاستعانة بمخرجين ومؤلفين والظروف ساعدت على تصوير حكايتين من حكايات واقعية عديدة، ولذا قلت ربما تشهد الأعوام المقبلة وجود أكثر من حكاية فى شكل سباعية أو تستمر لمدة أسبوعين فمن يعلم. ولكن فكرة أن تخرجى من شخصية للدخول فى شخصية أخرى فى وقت متقارب تجربة صعبة.. هل يمكنك تكرارها؟ هى تجربة متعبة للغاية، ولكن بالنسبة إلىّ إمكانية تكرارها فلا أستطيع أن أقول الآن وأتوقع أنه لابد أن أنتظر نحو شهرين حتى أجيب عن هذا السؤال لأننى ما زلت أعيش الأجواء، ولم أخرج من الشخصية بعد فأى إجابة الآن لن تكون هى الإجابة الصحيحة. وما أهم الأشياء التى جذبتك لهالة وليلى بطلتا «حكايات وبنعيشها»؟ الحالة الإنسانية لكل منهما فقد تأثرت بحكايتهما كثيرا، وبالفعل الاثنتان تسببتا فى تعبى نفسيا، وبكيت كثيرا وأن أقرأ قصتهما وتحمست كثيرا لقضيتهما، وأعتقد أن هذا العمل اقترب بشكل كبير لمشكلات المرأة المصرية، واعتبره يحمل رسالة تنبيه وتحذير نقول فيها يا ليت الجميع يفيق على الواقع المرير الذى تعيشه شريحة كبيرة من أهلنا. لماذا كانت البداية مع «هالة والمستخبى» رغم أن «مجنون ليلى» كان معك منذ البداية؟ المعالجة الدرامية لهالة والمستخبى كانت تحتاج إلى تصوير خارجى فى مناطق شعبية كثيرة، وغيرها ورغم أن «مجنون ليلى» فيه تصوير خارجى، لكن «هالة والمستخبى» أكثر بكثير إلى جانب أن ظروف الفنانين دفعتنا لبدء تصوير هالة أولا. أيهما الأقرب إلى ليلى علوى «هالة» أم «ليلى»؟ ولا واحدة منهما بها أشياء تقترب منى.. ولكن أنا مرتبطة بالاثنتين ارتباطا شديدا، فعندما قلت إننى بكيت تأثرا لقصتهما لم أكن أبالغ أبدا فهما يجسدان حالتين إنسانيتين صعبتين للغاية. دائما ما ترتبط أعمالك باسمك.. فيقال مسلسل ليلى علوى ماذا يمثل لك ذلك؟ هذه الجملة تبث حالة رعب بداخلى وتجعلنى أخشى أشياء كثيرة وأدقق كثيرا فى عملى واختياراتى وتزيد من مسئولياتى تجاه العمل، لكن هذا لا ينفى أننى أعمل مع فريق كامل من فنانين وفنيين ومخرج ومؤلف وجهة إنتاج، والعمل لا يقوم على أكتاف فرد واحد أبدا. وما تقييمك لموسم الدراما خاصة أنه يعد الموسم الأكبر من حيث الإنتاج؟ لا يزال أمامنا الوقت للتقييم، ولكنى أرى أن هناك جهدا كبيرا مبذولا، والكل يسعى لإرضاء الجمهور وتوفير كل الإمكانات ليخرج العمل بالشكل المرضى. وما رأيك فيما يقال أن الدراما السورية ومؤخرا التركية باتا يهددان الدراما المصرية؟ هذا كلام مبالغ فيه للغاية.. فأنا أرى كيف يبذل صناع الدراما فى مصر جهدا خارقا لإنتاج أعمال متميزة وراقية ودعونا ننتظر حتى نهاية رمضان ليكون التقييم النهائى. هل يهمك كثيرا تصنيف مسلسلك ودورك فى قائمة أفضل المسلسلات؟ ما يهمنى فعلا هو رد فعل الناس، وبعيدا عن هذا الكلام فأنا حريصة على تقديم عمل يحظى باهتمام وتقدير الجمهور، وهو هدفى الوحيد لأنه يشعرنى بأننى نجحت وأن الجهد المبذول كان فى محله. وهل أنت مرتبطة إلى هذا الحد بشهر رمضان؟ نعم.. أنا ابنة الإذاعة والتليفزيون ورغم أننى عاشقة للسينما، لكن هذا لا ينفى حقيقة أننى ابنة التليفزيون ومن يوم أن بدأت فى مسلسلات «صيام صيام» و«زهرة والمجهول» و«أخو البنات»، وغيرها من الأعمال وأنا مرتبطة بدراما رمضان بشكل كبير. ولكن هناك من يلقى باللوم على محاولة ربط الدراما بشهر رمضان فقط؟ لن أتحدث بصفتى فنانة، ولكن بصفتى أحد المشاهدين، وأؤكد أننى حريصة تماما فى شهر رمضان إلى جانب الصوم والصلاة وأعمال الخير على مشاهدة الأعمال الدرامية، ويبقى رمضان هو الشهر الوحيد، الذى أتابع فيه الأعمال الدرامية، فظروف الحياة مختلفة، وهناك توقيتات تسمح بمشاهدة المسلسلات بشكل أكبر، أما بقية العام فظروف الحياة لا تسمح بمشاهدة التليفزيون بشكل كبير. هل هذا يعنى أنك متابعة جيدة لمسلسلات رمضان؟ ليس جميعها بكل تأكيد.. فلن أستطيع متابعة هذا الكم، ولكن هناك أعمالا تجذب النظر منذ اللحظة الأولى وارتبط بها حتى آخر رمضان وأتذكر أننى أعجبت كثيرا بمسلسل «يتربى فى عزو» وشخصية ماما نونة، وتابعت مسلسل «الملك فاروق» والعام الماضى تابعت مسلسل «اسمهان». تتحدثين بإعجاب عن مسلسلات السير الذاتية.. فهل تستهويك هذه النوعية من الأعمال؟ ليست كل مسلسلات السير الذاتية تعجبنى، فكثير منها لم يلق قبولا لدى أبدا، ولم أستطع متابعتها، ولكن الأعمال التى ذكرتها بذل فيها جهدا كبيرا بداية من السيناريو ونهاية بالأبطال والإخراج والديكور، كما أنها حققت نجاحا كبيرا. وماذا عن أعمالك هل تحرصين على متابعتها؟ لا أبدا.. ولا أشعر بأى استمتاع وأنا أشاهدها بل أكون متوترة للغاية ولا أعرف أن أشاهدها مع أحد، ولكن قمة استمتاعى أن أشاهد مسلسلات غيرى، وأكون معجبة كثيرا بالجهد المبذول فيها.