فى أجواء تشبه أجواء اختبارات الثانوية العامة خارج لجان الامتحان، حيث ينتظر أولياء الأمور ذويهم وتلهج السنتهم بالدعاء أملا فى أن يخفف الله صعوبة الامتحان وقلقه عليهم، كان الأزواج والزوجات والأبناء فى انتظار ذويهم من المعلمين والمعلمات هذه المرة خارج لجان اختبارات الكادر التى عقدت أمس بمقار كليات التربية على مستوى الجمهورية، حيث توجه أمس 13 ألفا و400 معلم لأداء اختبارات الكادر التى خصصت للمعلمين الذين لم يجتازوا اختبارات أبريل ومايو الماضيين، فى واحد أو أكثر من مكونات الامتحان الثلاثة (اللغة العربية والكفاءة التربوية ومادة التخصص لكل معلم). وأمام لجان كلية التربية بجامعة حلوان لم يخل الامر من الفكاهة وسط الحر والصيام، وشدد الأمن على عدم دخول الطلاب إلى الجامعة التى خصصت 8 لجان للامتحان، وقالت منى عبدالناصر مدرسة اللغة العربية انقلبت الآية وجاء اليوم الذى يصطحبنا فيه أولادنا إلى لجان الامتحان، وعلقت هند ابنتها جئت مع أمى لأنها لم تكن تعرف مكان الامتحان، أما محمد السيد معلم الدراسات الاجتماعية فقال أنا فاضلى شهر وأخرج على المعاش ورغم كده ذاكرت عشان عايز أنجح فى الامتحانات دى، مع أنى عارف أنى يمكن ما الحقش استفيد من البدل النقدى للكادر، لكن يبقى اسمى نجحت برضه، واللجان بدأت متشددة وتركونا نغش عشان الامتحان صعب، وأمام لجان قاعة امتحانات جامعة عين شمس اتفق معظم المعلمين على أن هذه الامتحانات ذل ومهانة للمعلمين متسائلين: أين دور النقابة فى حمايتهم من هذا الإذلال وحصولهم على حقوقهم المادية مثل بقية أعضاء النقابات دون امتحانات، وخرجوا غاضبين من قاعات الامتحان، مؤكدين صعوبة امتحان مادة الكفاءة التربوية، وقال محمد مصطفى: نحن معلمو صنايع فما علاقتنا بمادة الكفاءة التربوية وكيف نمتحن فى مادة لم ندرسها من قبل؟. ووصفت ألفت محمد إدارية من ادارة السيدة زينب للتخطيط والمتابعة الامتحان بأنه تهريج. وقال محسن منير: «بقالى 38 سنة مدرس ومعنى الامتحان دلوقتى إن بقالى 38 سنة فاشل وإن الامتحان فيه ظلم كبير إلا أننا لم نحصل على أى تدريب واعتمدنا على المعلومات العامة فقط». وفى جامعة القاهرة، أدى 228 معلما اختبارات الكادر وخرج أغلب المعلمين فى حالة من الذهول من صعوبة الامتحان. وقالت سامية متولى وهى تبكى إن هذه المرة الثالثة التى تخوض فيها الاختبارات التربوية ولم يختلف هذا الامتحان عن السابقين فكانت الأسئلة متشابهة لدرجة كبيرة، حيث لم تستطع اختيار الإجابة الصحيحة والوقت غير كافٍ لاحتواء الورقة على 40 سؤالا فى ساعة واحدة. وتقول زينب محمد ونهى السيد إن قاعات الامتحانات سادتها حالة من الهرج والمرج والغش الجماعى ولم يستطع المراقبون السيطرة على اللجان. أما سامية فوزى فتقول إنها دخلت مادة التخصص للمرة الثانية (الميكانيكا) فجاء الامتحان من خارج التخصص، حيث لايشمل قسم تبريد المحركات والأجزاء الدقيقة المصنعة من السيارات. وفى المنيا قال د.ماهر جابر محمد رئيس جامعة المنيا إن الجامعة بها 55 لجنة بواقع 27 معلما فى كل لجنة بإجمالى 1330 معلما، وقال د.أنور رياض عميد كلية التربية إن الكلية انتدبت أساتذة من كلية الطب بواقع طبيب بكل لجنة تحسبا لظهور أى أعراض بالنسبة لمرض إنفلونزا الخنازير، كما وفرت الجامعة عددا من سيارات الإسعاف للوقوف خارج اللجان استعدادا لنقل أى حالة مشتبه فيها. وفى تربية بنها، أدى الامتحان 235 معلما بمدارس القليوبية. وصرح السيد عبدالمنعم، بمديرية التربية والتعليم ورئيس مركز توزيع الأسئلة بأن الامتحانات جرت فى هدوء نظرا لقلة أعداد المتقدمين. وفى قنا، أدى 1430 معلما. ومن جانبه أكد د.محمد ثروت عبدالرحمن نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وجود أطباء لمتابعة أى حالات مرضية تحسبا لظهور إنفلونزا الخنازير. ووسط حالة من الغضب أدى أمس أكثر من637 مدرسا فى أسيوط الامتحان، وانتقد عدد من المدرسين طريقة الامتحان وطول الأسئلة وصعوبتها. هذا ويؤدى الاثنين 40 ألفا و100معلم الاختبار الذى خصص لمن تغيبوا عن اختبار 29 مايو 2009 أو من تقدموا لأول مرة لاختبارات أغسطس 2009 سواء كانوا من المعلمين فى المدارس الحكومية أو المعلمين فى المدارس الخاصة والذين انتدبتهم الوزارة للعمل فى هذه المدارس. وكان المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى قد اتخذ إجراءات احتياطية لأول مرة فى هذه الاختبارات لتلافى أخطاء البيانات التى كانت تتسبب فى أخطاء فى نتيجة امتحان بعض المعلمين، عن طريق توفير صور امتحان احتياطية لجميع التخصصات التى ينتمى إليها المعلمون، حتى يتسنى اللجوء اليها فى حالة وجود خطأ فى تخصص المعلم بكشف المناداة، حسبما أكد د.أسامة ماهر المنسق الفنى لاختبارات الكادر.