أثار استطلاع الرأي الذي نشره موقع (SHOOTHA.COM) حول الأزمة التي نشبت في الفترة الماضية بين "مرتضى منصور" رئيس نادي الزمالك الأسبق و"مجدي عبد الغني" عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصري، والتي انتهت باعتذار مجدي عبد الغني على الهواء، أثار ردود فعل واسعة، وكان السؤال الذي تم طرحه عبر موقعنا هو "هل ينتصر مرتضى في معركته ضد عبد الغني"؟ وجاءت نتيجة التصويت كالتالي 74% أكدوا أن مرتضى سينتصر في المعركة، في حين أكد 26% من الزائرين أنه لن ينتصر هذه المرة، ويتضح من هذه النتيجة الثقة الكبيرة لدى القراء والمتابعين للأحداث الرياضية في "مرتضى منصور" وقدرته على الانتصار في معاركه التي خاضها على الساحة الرياضية أو الساحات الأخرى فهذه ليست المرة الأولى التي يخوض فيها مرتضى معركة قانونية ضد شخصية شهيرة كعبد الغني.. سلاح مرتضى الذي يجيد استعماله ببراعة شديدة هو القانون الذي جعل الكثيرين يبعدون عن طريقه خشية الدخول في دوامة المعارك التي تنتهي في الغالب بانتصاره، أطلق عليه البعض المشاغب الأول في مصر والبعض الآخر أسماه "مرتضى سيديهات" ولكنه في النهاية "مرتضى منصور" الذي تولى أكثر من منصب بداية من وكيل النائب العام ثم قاضي ورئيس محكمة وعضو بمجلس الشعب ورئيس لنادي الزمالك ومحامي بالنقض. لا شك أن مرتضى منصور شخصية مثيرة للجدل.. البعض يهاجمه على طول الخط، والبعض الآخر يرى فيه المنقذ لنادي الزمالك وأنه الوحيد الذي يصلح لقيادته، فمن هو مرتضى منصور؟ أهل الفن لم يسلموا من معارك "مرتضى" البداية: كانت بداية ظهوره في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1971 حين التقى المهندس "سيد مرعي" أمين عام اللجنة المركزية في ذلك الوقت مع بعض قيادات الطلاب ووقف الطالب "مرتضى منصور" ليسأله سؤالا فجّر الغضب: في وجه الجميع وسأل مرتضى باستنكار: "ازاي الأفندية كبار القادة في بلدنا يفكرّوا في تحضير الأرواح وسؤالها عن التوقيت المناسب للحرب؟!".. رد أمين عام اللجنه المركزية على السؤال وكانت الإجابة شهراً في السجن! هنا بدأ اسم الطالب مرتضى منصور يظهر على الساحة؛ فمن هذا الذي يقف ضد النظام في فترة تُعد من الفترات الحرجة والحاسمة في تاريخ مصر؟ وعاد مرتضى منصور ليدخل في صدام جديد.. مباراة بالدوري المحلي بين فريقي الإسماعيلي والاتحاد السكندري.. حدث شغب بالمباراة وتبادل الجميع الاتهامات، وكان الاتهام الأكبر للاعب شهير في ذاك الوقت بالنادي الإسماعيلي وكانت الإدانة تحيط به من كل جانب ووصلت القضية إلى وكيل النائب العام حديث العهد بالمهنة (مرتضى منصور)، وبدأت الضغوط والاتصالات بهذا النائب الشاب لطمس معالم القضية منعاً للتصادم مع راعي النادي "عُثمان أحمد عُثمان" وهنا كانت المفاجأة التي أطاحت بعقل الجميع حين أصدر مرتضى قراره بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق.. صدام جديد ضد أهل الفن لم تتوقف معارك المستشار وعاد في مطلع الثمانينيات حين عرضت السينما المصرية فيلم "الأفوكاتو" الذي تناول شخصية المحامي وتحدث عن السلطة القضائية وكشف بعض الأنماط الفاسدة التي استطاعت استغلال سلطتها لتحقيق مصالحها الشخصية وهي إفراز طبيعي لمجتمع الانفتاح الفاسد وكان الجوكر في كل هذه النقاط هو نجم الكوميديا الأول في مصر بلا منازع الفنان "عادل إمام" وانطلقت الشرارة عندما تقدم 150 محامياً بدعوى ضد المسئولين عن تمثيل وإخراج وإنتاج فيلم «الأفوكاتو» وطالبوا بوقف عرضه وحصولهم على تعويض مؤقت لأن الفيلم يصور رجال القضاء والمحاماة بصورة غير لائقة مشينة وأنهم مرتشون وأن الفيلم يسيء إلى سمعة مصر! ووصلت القضية إلى القاضي "مرتضى منصور" وشاهد نسخة الفيلم وشاهد القاضي وهو يقوم بمغازلة الشاهدة في المحكمة، وانفعل مرتضى مصدرا حكماً صادماً بحبس كل من "رأفت الميهي" و"يوسف شاهين" سنة مع الشغل وكفالة عشرة آلاف جنيه لإيقاف التنفيذ، مضيفاً إليهما "عادل إمام". ثم تصيد سقطة "عادل إمام" الذي هاجمه في حوار له بإحدى المجلات، وهو ما اعتبره "مرتضى" سباً وقذفاً في حقه، حصل بمقتضاه على حكم بحبس "عادل إمام" لمدة 6 أشهر وتعويض مليون جنيه وبعد تدخل العديد من الشخصيات للوساطة بينهما انتهت بتنازل مرتضى عن بلاغه في مقابل قيام عادل إمام بنشر اعتذار له في الصحف المصرية. اضغط لمشاهدة الفيديو: تولى "مرتضى" رئاسة الزمالك عام 2005 بداية ظهور مرتضى منصور في الرياضة المصرية ظهور "مرتضى" الحقيقي في الرياضة المصرية جاء من بوابة المحاماة بصفته محامياً عن أشهر الرياضيين وفي مقدمتهم "محمود الجوهري" في قضيتين هما الأشهر الأولى التي طلب فيها الجوهري تعويضا من اتحاد الكرة بعد إقالته والثانية عندما اتهم "طاهر أبو زيد" بسبه وقذفه والقضيتان كسبهما "مرتضى منصور" ببساطة وزاد تهاتف أشهر الرياضيين الذين يبحثون عن وكالته للدفاع عنهم. مرتضى مع الزمالك.. لم يكتفِ "مرتضى" بذلك وقرر الدخول أكثر في مجال الرياضة وأعلن ترشحه لعضوية مجلس إدارة نادي الزمالك عام 1992 ونجح في تولي منصب نائب رئيس نادي الزمالك في عام 2001 ليدخل في صدام مع رئيس النادي كمال درويش ويتمكن من رئاسة القلعة البيضاء عام 2005. وتعتبر خلافاته مع نائبه "إسماعيل سليم" في عام 2005 هي الأكثر سخونة حيث وصلت إلى الاشتباك بالأيدي واستخدام الأسلحة النارية بين أنصار الطرفين مما أدى إلى وقوع إصابات من بينها إصابات لمرتضى وسليم بعد تبادلهما اللكمات وتبادلا تحرير المحاضر بأقسام الشرطة. معركة مرتضى مع شوبير كانت الأشهر سجن مرتضى.. ولم يخسر مرتضى في جولاته القضائية سوى قضية واحدة كان هو طرفها مع المستشار "سيد نوفل" رئيس مجلس الدولة حيث اتهمه "نوفل" بالسب والقذف وأصدر عليه حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات وسط حالة دهشة من الحاضرين بقاعة المحكمة وقتها. مرتضى وشوبير.. ولم تكن هذه هي المعركة الأخيرة بل عاد بعدها ليدخل في معركة ساخنة مع الإعلامي "أحمد شوبير" وصفت بأنها الأسخن والأطول في تاريخ معارك المستشار ولكنه نجح في النهاية في الحصول على حكم قضائي ضد شوبير يقضي بمنعه من الظهور على شاشة الحياة وإيقاف برامجه. مرتضى وعباس.. وفي الوقت ذاته كانت المعركة مشتعلة مع "ممدوح عباس" رئيس نادي الزمالك؛ حيث نجح في الحصول على حكم قضائي بتزوير انتخابات الزمالك الأخيرة وإبعاد "عباس" عن رئاسة القلعة البيضاء. ليطعن عباس في الحكم، ومازالت القضية مستمرة حتى الآن في القضاء.. وشهدت الأيام الماضية عودة "مرتضى منصور" لساحة المعارك التي لم يغب عنها حين نشر أحد المواقع الإلكترونية تسجيلاً صوتياً لمجدي عبد الغني عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري وهو يوجه سباً في حق "مرتضى" وهو ما جعله يعد العدة لمعركة قضائية جديدة ضد "عبد الغني" حيث أكد أنه سيلاحقه قضائياً بتهمة السب والقذف. ولكن عبد الغني سارع بإنهاء الأزمة من خلال الاعتذار على الهواء من خلال برنامج مساء الأنوار، ويبدو أنه خاف من اللعب مع الأسد –على حد تعبيره- لتكون هذه أسرع المعارك.. ترى هلى تكون هذه هي نهاية المعارك، أم أن المعارك ستستمر؟