أتمنى ألا يظل التحكيم المصرى هيكلاً هلامياً يعبث بداخله أصحاب الحظوة والقريبين من أصحاب القرار حيث آن الأوان أن تُطرد الفئران والثعابين التى ظلت تعشش بين أركانه طوال السنوات المنقضية التى حصل خلالها مَن لا يستحق على الكثير إثر تربيطات وعلاقات متبادلة ومنافع مشتركة برعاية إتحاد الكرة . ولست واهماً حين أؤكد أن كثيرين من المسئولين لم يعلموا - مثلا - أن الحكم الدولى جهاد جريشة قد أختير لتمثيل التحكيم المصرى فى البطولة الإفريقية الأخيرة فى الوقت الذى حصل أخرين فى أوقات سابقة على عشرات الألوف من الجنيهات من الإتحاد بعلاقاتهم وبدعم مسئولين من لجان الحكام بدعوى تجهيز أنفسهم للمشاركة فى البطولات ولست منهم بطبيعة الحال ..!! لقد إستفاد الفئران والثعابين من المناخ الفاسد الذى يعيشه التحكيم وحققوا كل أغراضهم سواء بالإستئثار بإدارة مبارايات معينة أو السفر للمشاركة فى البطولات أو المبارايات الدولية التى يكون للجان الحكام حق إختيار حكامها فى الوقت الذى يلتزم إتحاد الكرة الصمت المطبق - عن عمد - تجاه تلك الفوضى لاسيما أن بعض أعضاء الإتحاد كانوا يتدخلون فى أمور أخرى لا تجد سوى السمع والطاعة من المسئولين . ! إدارة التحكيم فى مصر تستند إلى هوى المسئولين ومواقفهم من الحكام والدليل أن حكماً مثل جهاد جريشة عانى الأمرين حين تولى محمد حسام قيادة التحكيم وأبعده دون سند منطقى عن التحكيم لفترة ليست بالقصيرة فى حين وجد جريشة الدعم من الأخرين كُلل بإختياره للمشاركة فى البطولات وحكام أخرين أصابهم الإحباط مع جمال الغندور والبعض الأخر ضل السبيل مع عصام صيام الأمر الذى يؤكد أن التحكيم المصرى ليس ب "منظومة" كما يطلق عليها البعض حين يطلون بألسنتهم على شاشات الفضائيات حيث بات إختيار الحكام أو إبعادهم عن التواجد فى المستوى الأعلى لا يستند لسياسة أو منهج علمى يبغى إختيار الأفضل والأحسن ولكنه إرتبط بالتكتلات والمنافع المشتركة وتقديم فروض الولاء والطاعة لقيادات التحكيم . ولعل تواجد حكام دوليين فى المحافل الدولية والعالمية فى فترات سابقة أمثال جمال الغندور ووجيه أحمد وعصام عبد الفتاح و ناصر صادق والعبد لله لا يجعلنا ننخدع أن ذلك نتاج سياسة تحكيمية ممنهجة أو ثمار خطط قصيرة وطويلة الأجل حيث أن مشاركتهم ترجع لإجتهادات شخصية ومساع فردية بالإضافة إلى قدر الله عز وجل كما حدث معى دون إنتقاص من أحقية كل منهم فى التواجد فى تلك المحافل . حان وقت الرحيل يا مَن تدعون الإصلاح والتطوير للحفاظ على مكتساباتكم المادية والمعنوية ولعل بعض الزملاء الإعلاميين يفطنون لهذا الأمر وألا يساعدوا هؤلاء على مواصلة الخداع وركوب الموجة للتشبث بمقاعدهم فى لجان الحكام أو أمام الميديا .. لا تستسهلوا الأمر أيها الزملاء حتى تكونون شعاع نور وسط الظلام الدامس الذى يعيشه التحكيم المصرى . *