تطور ملحوظ في تنظيم المغرب للحدث للعام الثاني على التوالي...العاصمة تتفوق على التنظيم السابق في آجادير ومراكش، وغينيا أسوأ اختيار... الرباط | محمود ماهر عبرت مدينة «الرباط» منذ يوم الأول من ديسمبر الجاري عن الوجه الحقيقي لما تمتلكه المملكة المغربية من امكانيات رفيعة المستوى تخول لها تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في أي وقت كان. الرباط ستؤكد للعالم خلال فترة تنظيمها للمباريات الافتتاحية من كأس العالم للأندية 2014 أن الاتحاد الأفريقي هو الخاسر الأكبر باسناد مهمة تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2015 على الأراضي الغينية الاستوائية، وعدم الانصياع لطلب الحكومة المغربية بتأجيل البطولة لعام 2016 أو لصيف 2015 على أقل تقدير. على الأقل هذا ما تأكد منه رجال الفيفا والصحافيين الذين وصلوا إلى البلاد ببداية ومنتصف الأسبوع الجاري للتحضير لافتتاح كأس العالم للأندية في نسخته الثانية على الأراضي المغربية بين بطل أوقيانوسيا «أوكلاند سيتي» وبطل الدوري المغربي »أتلتيك تطوان». صحفي جزائري في قناة بي إن سبورتس القطرية قال ل Goal «حتى هذه اللحظة التنظيم مبشر بالخير، هناك اهتمام كبير وملحوظ بكل صغيرة وكبيرة، قيل أن المغرب انسحبت من تنظيم كأس أمم أفريقيا لأسباب سياسية، ولكن هذا كلام ساذج لأبعد درجة، لم أر أية عيوب منذ وصولي إلى المغرب لمتابعة الحدث. سمعتك قبل قليل تتحدث عن رغبتك في تغطية كأس الأمم عقب انتهاء كأس العالم للأندية! لا أنصحك بذلك صديقي، ذهبت لغينيا الاستوائية من قبل لتغطية البطولة 2012، هذا أسوأ بديل ممكن للمغرب لتنظيم الحدث. صراحةً الاتحاد الأفريقي يواصل التخبط». منذ وصول Goal إلى مطار الدار البيضاء ثم الرباط، لاحظنا وجود الصور الضخمة «البوستارات» على الحوائط داخل المطارات، وعلى أعمدة الانارة في الطرقات، بالإضافة لاعلانات كبيرة في الميادين العامة بشعارات الأندية المشاركة في الحدث، وحتى على القطارات بين المدن والتورماي داخل شوارع المدينة لصقت ألوان البطولة والكأس على كل الجدران. في كل مطارات المملكة المغربية تم انشاء مكاتب لتسليم التذاكر التي حجزها الزوار عن طريق الإنتر نت وموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم، فبعد حجز التذكرة وطبع صورة منها بإمكان المشجع تسليم الصورة للمكتب فور وصوله لأي مطار والحصول على التذكرة دون أي مقابل، وهذا لتسهيل المهمة على الزائر بدلاً من الذهاب إلى الملعب، وتوفير الوقت عليه. وقال مدير مكتب التذاكر في مطار الدار البيضاء لGoal «توجد نسخة طبق الأصل من هذا المكتب في كل مطارات المملكة لتسهيل المأمورية على كل الأجناس». لا أحد يختلف على أن تنظيم المغرب لهذا الحدث قد نجح في العام الماضي بإمتياز، بما أنها لأول مرة كانت تقوم بالاشراف على مسابقة بهذا الوزن. ومن الواضح أن الاستعدادات التي قامت بها البلاد منذ نهاية التسعينيات حتى عام 2002 لاستضافة مونديال 2006 أو 2010 كانت حقيقية على أرض الواقع وليس كما في بعض البلدان المتقدمة «على الورق» ومجرد مشاريع، فالمغرب بالفعل قادرة بهذه العقلية على تنظيم حدث أكبر من مونديال الأندية. لكن في العام الماضي الخدمات المقدمة لتسهيل الأمور على الصحفيين لم تكن في القمة سواء كان ذلك في أجادير أو في مراكش، وخدمة الانتر نت كانت متواضعة وأثارت استياء شريحة كبيرة من الإعلاميين بالذات المصوريين الذين يحتاجون سرعة خاصة لانجاز المهمة نظرًا لثقل حجم الصور، فإذا كان العمل على صورة واحدة في قصها وتعديلها وتحسينها يستهلك من المصور دقيقة واحدة، فإن مهمة ارسالها كان يستهلك خمس أو عشر دقائق، والمصور الأوروبي غير المصور العربي لم يعتد على بطء الإنتر نت. أثناء الحضور في المركز الإعلامي لكتابة بعض الأخبار والتصريحات، لاحظت تناوب المتطوعين على المركز لتنبيه كل صحفي بموعد مغادرة الحافلة الخاصة باللجنة المنظمة من الملعب، وهذا لم يكن يحدث في النسخة الماضية، في مناسبتين فوت الحافلة وانتظرت لساعة حتى أقلني تاكسي إلى الفندق!. على أي حال، وكما ذكرت آنفًا، لا نستطيع اتخاذ حكم مطلق على أجادير ومراكش، فقد كانت المرة الأولى، وهذا العام هو الاختبار الحقيقي، وحتى الآن الأمور تسير على ما يُرام في الرباط، ونتمنى ذلك من مراكش. بعض الصور الرباط - المغرب للتواصل مع (محمود ماهر) عبر تويتر - اضغط هنا @MahmudMaher