التحليل الفني لمباراة ريال مدريد أمام ملقة واصل ريال مدريد سلسلة انتصاراته سواءً على الصعيد المحلي أو القاري، وحقق انتصاراه ال16 على التوالي في لقاء صعب أمام ملقة انتهى بهدفين لهدف على أرضية ملعب لاروزاليدا. ريال مدريد | رونالدو يرد على منتقديه، وكروس سيء الحظ -ريال مدريد مازال مبهرًا على الصعيد الهجومي كما عوّدنا منذ السنة الماضية، إذ أن الفريق الملكي يصل لمرمى الخصم بسهولة لا أتصور أن فريقًا آخرًا في أوروبا يعادله فيها. انسجام لاعبي خط الوسط ولاعبي الخط الهجومي في الفريق الملكي أمر يجعلهم قادرين على خلق الخطورة على مرمى خصومهم بثلاث أو أربع تمريرات فقط. إننا قطعًا أمام أحد أقوى الفرق الهجومية في التاريخ، واليوم شاهدنا منهم عرضًا مميزًا آخرًا. -إن كان الريال يصل بسهولة لمرمى الخصم، فإنه بالمقابل يعاب عليه كثرة إضاعة الفرص السهلة أحيانًا. فمثلًا في مباراة ملقة اليوم، أضاع لاعبو الفريق الملكي ما لا يقل عن 5 فرص واضحة جدًا، وخاصة مع بداية اللقاء، وهو ما كاد يكلفهم الكثير خاصة وأن أصحاب الأرض كادوا يغالطون إيكر كاسياس منذ أول فرصة لهم. نعلم جيدًا أن ترجمة جميع الفرص لأهداف أمر مستحيل، خاصة إن كان في المرمى حارس متألق مثل كاميني، لكن على جاريث بيل خاصة أن يُحسّن من لمسته الأخيرة. -أكبر نقطة سلبية لريال مدريد أمام ملقة كانت تعرض إيسكو ألاركون للطرد، وهو ما يُعد خبرًا سيئًا لكارلو أنشيلوتي الذي كان يُفكر في منح توني كروس قسطًا من الراحة خلال الأسبوع المقبل...المدرب الإيطالي سيكون مضطرًا للاعتماد على إيارامندي في ضل غياب إيسكو، خضيرة ومودريتش، فيما قد يلعب كروس في مكان إيسكو بجوار خاميس...بالنسبة لتوني كروس، فيبدو أنه سيضطر لمواصلة اللعب منهكًا. -نقطة سلبية أخرى في ريال مدريد كانت سهولة اختراقه عبر الأظهرة، وخاصة من جهة كاربخال التي أتى منها جل عرضيات أصحاب الأرض الذين كادوا يصلون للمرمى في أكثر من مناسبة لولا تألق كاسياس في بعض اللقطات وتدخل راموس وبيبي في لقطات أخرى. مشكلة الأظهرة تبقى من بين أكبر المعضلات التي قد تؤرق نوم كارلو أنشيلوتي، ولا شك أن على الفريق التفكير في جلب ظهير أيمن قادر على منافسة كاربخال على مركزه، عوض أربيلوا الذي لم يعد بالنسبة لي في مقام الفريق الملكي. -مباراة اليوم كانت الأولى في الدوري الاسباني هذا الموسم التي لم يُسجل فيها كريستيانو رونالدو...غريب؟ فعلًا غريب! لكن اسم الدون سيُذكر بقوة عقب المباراة، فقد كان وراء التمريرتين الحاسمتين اللتين أتى منهما هدفا الريال، وهو رد كاسح على كل من يصف اللاعب البرتغالي بالأنانية. -جاريث بيل قدم أداءً مميزًا بدوره، وكان متحركًا بشكل جيد في الرواق الأيمن، والحقيقة أن ما يعيبه هو افتقاده أحيانًا للمسة الأخيرة والتي تؤثر بكل تأكيد على سجله التهديفي...وبشكل عام، لا شك أن ريال مدريد بخير، وإن واصل بهذه الطريقة، فمن الصعب أن يفقد لقب الدوري الاسباني هذا الموسم. ملقة | الفوارق الفردية أطاحت بالأندلسيين -نأتي إلى ملقة الذي يُعد من بين مفاجآت الموسم السارة، والذي يُقدم مباريات جيدة جدًا وحقق خمس انتصارات متتالية قبل أن يسقط أمام أتلتيكو مدريد وريال مدريد على التوالي. -النادي الأندلسي قدم مباراة لا بأس بها أبدًا، فقد كان ندًا قويًا للريال وخلق مجموعة من المتاعب لدفاع الميرنجي، كما أنه كان قادرًا على الوصول للمرمى في أكثر من مناسبة، وهو ما ينم على شخصية قوية لفريق سيكون في رأيي منافسًا قويًا على مراكز التأهل للدوري الأوروبي. -نقطة ضعف ملقة اليوم كانت في خط دفاعه الذي عجز تمامًا عن مجاراة نسق الهجمات المرتدة للريال، ولا علاقة للأمر بالجانب التكتيكي في رأيي. فالفوارق التقنية بين لاعبي الفريقين كبيرة جدًا، وكثيرًا ما تفوق بيل ورونالدو في المواجهات الثنائية، وهو ما مكنهما من خلق مساحات كبيرة في الرواقين خاصة. -أما النقطة التي تُحسب لرجال خابي جراسيا فهي إصرارهم على الوصول للمرمى، ومواصلتهم البحث بجد عن التسجيل رغم تلقيهم للهدف الثاني، وهو ما جعلهم في نهاية اللقاء يُدركون مبتغاهم ويخرجون مرفوعي الرأس من رقعة الملعب.