والشهور المسماه بالشهور القبطية هي شهور الزراعة وكما قلنا كثيرا فإن كلمة القبطي هي اصلا كلمة نوبية محرفة من كلمة (قوربطي ) وليست كلمة اغريقية كما يدعون .. لأن كل الأسماء لها معاني وكلمة قبطي ليس له معني في اللغة اليونانية القديمة .. أما في اللغة النوبية فتعني المزارع او الفلاح ونحن في النوبة حتي يومنا هذا نطلق علي اهلنا في شمال مصر (قوربطية) أي الفلاحين او المزارعين .. ونحن الآن في شهر كيهك ويقابل دائما شهر ديسمبر الميلادي .. وفي هذا الشهر في النوبة الغريقة وقبل بناءا الخزانات والسدود كانت ايرادات النهر قليلة فكان يتم ري المزارع بما يعرف بالشادوف والشادوف بالنوبية تعني (كيي او كييك) . ويأتي بعد شهر كيهك شهر توبه او طوبه كما تكتب الان .. حيث ماء النيل يكون في ادني مستوياته وضحلا فكان الإنسان يخوض في الماء الضحل .. وكلمة (توبا) بالنوبية تعني الخوض في الماء .. اما امشير حيث تتماوج وتتراقص صفحة الماء من الهواء (امن شري).. وشهر برمهات معناه واضح بالنوبية حيث كلمة (برم) بالنوبية تعني الزهور او النوار حيث في هذا الشهر تتفتح الزهور و(هات) بالنوبية تعني الموسم.. اما شهر برمودة فموعد تساقط الزهور .. وسوف اوضح لاحقا – ان كان في العمر بقية – معني بقية الشهور مستفيدا ممن سبقونا في هذا الامر .. والله اعلم…. استفيد كثيرا من تعليقات احبتي الاصدقاء علي منشوراتي .. حيث علمت ان الشادوف المعروف في مصر محرفة من عبارة نوبية واقتنعت فعلا انها كلمة نوبية حيث ان الكلمة مكونة من مقطعين (شادو) اي الخارج (فوقي) اي يسكب ..هذا من حيث المعني .. اما اسم الشادوف بالنوبية ايضا (كيي keyeh) والشادوف كان يستخدم للزراعات البسيطة اي لزراعة احواض قليلة لسد احتياج البيت مثل (البسلة والبامية واللوبيا) وفي النوبة الغريقة كنت اشاهد عمنا المرحوم ابراهيم علي قدال (وتقريبا هو الوحيد الذي كان يستخدم الشادوف في منطقتنا ) وهو يقوم بهذا العمل حيث كان يزرع بعض الاحواض من البامية ونبات البسلة حيث اوراق البسلة التي كانت تسمي (اوري )كانت تطبخ (اتر) . وقد تغني الفنان العملاق الكبير محمد وردي واصفا شفاه حبيبته قائلا (كيي فوكن اوريناكر شوندي دسغا ) اي ان شفايفها نضرة مثل ورق البسلة التي تروي بالشادوف… شكرا اصدقائي .