الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
المصريون في الخارج يتوافدون للإدلاء بأصواتهم في الدوائر الملغاة
ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 15 جنيهًا
الجيزة تعتمد تقسيم أرض الترسانة بالوراق لصالح شركة أبراج العاصمة السياحية
معضلة أحمد الشرع
هآرتس: واشنطن تضغط على إسرائيل لفتح معبر ألنبي أمام مساعدات غزة
رئيس البرلمان العربي يدين بشدة اقتحام قوات الاحتلال لمقر الأونروا بالقدس
خلال لقاء مع زيلينسكي.. البابا ليو يحث على مواصلة الحوار لتحقيق السلام
انخفاض جديد في قيمة محمد صلاح التسويقية بعد أزمة سلوت
رئيسة وزراء اليابان تدعو السكان للاستعداد لاحتمال وقوع زلزال جديد خلال الأيام المقبلة
وائل رياض يعلن قائمة منتخب مصر للشباب مواليد 2007
الزمالك: الدباغ أرسل إنذارا لفسخ تعاقده.. وهذا موقف الجزيري
قائمة برشلونة - عودة تير شتيجن.. واستمرار غياب أراوخو ضد فرانكفورت
ضبط سلع مجهولة المصدر خلال حملات تموينية بإمبابة
بسبب إلقاء القمامة.. ضبط سيدة ونجلها بتهمة التعدي على جارتهما في المقطم
شيخ الصيادين بالشرقية: مستعد أرمى نفسى للتمساح عشان أنقذ البلد
آيات أباظة: حب الناس كان سر قوتي خلال أصعب 8 شهور في حياتي
إلهام شاهين تشيد بفيلم «القصص» بعد عرضه بمهرجان البحر الأحمر 2025
اتفاقيات لتوسيع الشراكة العلمية والأكاديمية بين مصر وروسيا
بعد إحالته للجنة الشباب بالشيوخ، النص الكامل لتعديلات قانون المهن الرياضية
ضبط شخص بتهم التحريض وإطلاق ألفاظ خارجة على مواقع التواصل
حزب الاتحاد: لقاء الرئيس السيسي مع حفتر يؤكد حرص مصر على استقرار ليبيا
غزة تتصدر حصيلة قتلى الصحافة في 2025... ومراسلون بلا حدود تُدين إسرائيل
رئيس جامعة العاصمة: الدراسة بالفرع الجديد ستبدأ في 2027، و80% من طلاب حلوان يتعلمون مجانا
مدبولي يتفقد مشروع رفع كفاءة مركز تكنولوجيا دباغة الجلود بمدينة الروبيكي
منال عوض تبحث مع قيادات وزارة الاتصالات عددًا من الملفات
رياضة النواب تهنئ وزير الشباب بفوزه برئاسة لجنة التربية البدنية باليونسكو
اتحاد الكرة يعلن عن اشتراطات الأمن والسلامة والأكواد الطبية في المباريات والتدريبات
صلاح وسلوت.. مدرب ليفربول: أنا مش ضعيف وقلتله أنت مش هتسافر معانا.. فيديو
المجر: معدل التضخم يتراجع إلى 3.8% في نوفمبر الماضي في أدنى مستوى له خلال عام
وزارة الاستثمار تبحث فرض إجراءات وقائية على واردات البيليت
رنا سماحة تُحذر: «الجواز مش عبودية وإذلال.. والأهل لهم دور في حماية بناتهم»
أمطار غزيرة وسيول، الأرصاد السعودية تحذر من طقس الساعات المقبلة
قرار عاجل لمواجهة أزمة الكلاب الضالة في القاهرة
تأجيل استئناف «سفاح المعمورة» على حكم إعدامه ل4 يناير
البابا تواضروس الثاني يؤكد وحدة الكنيسة خلال لقائه طلاب مدرسة مارمرقس بسيدني
القائد العام للقوات المسلحة يشهد مناقشة البحث الرئيسي للأكاديمية العسكرية
مراسلة قطاع الأخبار بالرياض: الأعداد تتزايد على لجان الانتخاب في السعودية
تطورات جديدة في الحالة الصحية للفنان تامر حسني.. اعرف التفاصيل
الرعاية الصحية: تقديم 1.3 مليون خدمة طبية وعلاجية بمستشفى الطوارئ بأبو خليفة
فحص 7.4 مليون تلميذ ضمن مبادرة الكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم»
فحص أكثر من 195 ألف طالب ضمن مبادرة "100 مليون صحة" بالمنيا
طريقة عمل بلح البحر بتتبيلة مميزة ولا تقاوم
احذر، هذه العادة كارثية بعد الطعام تدمر الصحة
رئيس اللجنة القضائية: تسجيل عمومية الزمالك يتم بتنظيم كامل
سحب 878 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة
المشاط تتسلم جائزة «القيادة الدولية» من معهد «شوازيل» أحد أبرز مراكز الفكر والأبحاث عالميًا
غدا.. بدء عرض فيلم الست بسينما الشعب في 9 محافظات بأسعار مخفضة
قطر تحتفي بالأوبرا المصرية في افتتاح مهرجان الأوبرا العربية بالدوحة
وزير الثقافة يلتقي نظيره الأذربيجاني لبحث التعاون بين البلدين
جعفر بناهي يترشح لجائزة أفضل مخرج في الجولدن جلوبز عن فيلم «كان مجرد حادث»
مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 9ديسمبر2025فى محافظة المنيا
ضبط 1.5 طن سكر ناقص الوزن وغير مصحوب بفواتير بمركز ديروط فى أسيوط
السكك الحديدية: تطبيق إجراءات السلامة الخاصة بسوء الأحوال الجوية على بعض الخطوط
المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ماذا تعمل ?!
دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر
هل يجوز إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات أوالزكاة؟
المستشار القانوني للزمالك: سحب الأرض جاء قبل انتهاء موعد المدة الإضافية
لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
كلمة فضيلة مفتي لبنان في المؤتمر العالمي لدور وهيئات الافتاء
داليا جمال طاهر
نشر في
شموس
يوم 17 - 10 - 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على أنبياءِ ورسلِ اللهِ أجمعين ، وعلى شفيعِنا ونبيِّنا وقدوَتِنا محمد خَاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، وعلى آلهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومنْ تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين .
صاحبَ الرِّعايةِ والفَخَامَة، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيسُ جُمهوريةِ مِصرَ العربية .
سماحةَ الإمامِ الأكبر ، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ، شيخِ الأزهرِ الشريف.
سماحةَ الأستاذ الدكتور الشيخ شوقي علَّام، مفتي جمهوريةِ مِصرَ العربية،
ورئيسَ الأَمانةِ العامَّة، لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ في العالَمِ .
أصحاب المعالي والسيادة والسعادة .
الإخوة أصحابَ السَّماحَةِ العُلماءَ الأفاضل.
أيها الحضورُ الأكارم .
يَطِيبُ لي باسْمِي وباسْمِ الوفودِ المُشَاركَةِ اليومَ ، في المؤتمرِ الثالثِ للأمانةِ العامَّةِ لِدُورِ وَهَيئَاتِ الإفتاءِ في العَالم، تَحتَ عُنوان (دَورُ الفَتوَى في اسْتِقرارِ المجتمعَات) ، أنْ أَتَقَدَّمَ بِالتَّحِيَّةِ الكبيرة، والشُّكرِ الجَزِيل، لِفَخَامَةِ رئيسِ جُمهوريةِ مِصرَ العربية، السيد عبدِ الفَتَّاحِ السيسي، على رِعَايَتِهِ الكَرِيمةِ لهذا المؤتمر ، هذهِ الرِّعايةِ التي تُؤكِّدُ دَائماً دَورَ أرضِ الكِنَانَة ، مِصرَ الحبيبة ، قِيادَةً وأزهراً وإفتاءً وشعبًا ، في حَمْلِ القضَايا العَربيةِ والإسلامية ، والدِّفاعِ عَنْ حُقوقِ الأُمَّة ، والمحافَظَةِ على أَمْنِ واسْتقرارِ مِصر ، والتَّمَسُّكِ بالأمنِ القَومِيِّ والعَرَبيّ ، وَحَمْلِ أَمانَةِ القَضَايا الإِسلامِيَّةِ المحِقَّة ، في وَجْهِ ما يُحَاكُ لمجتمَعَاتِنا العَربيَّةِ والإِسلامِيَّةِ مِنْ مُؤَامَراتٍ وَفِتَن .
أيها السادة :
إنَّ الأزهَرَ الشَّريف، وَمَعَهُ دَارُ الإِفتاءِ المِصرِيَّة ، لا يَزالُ وَسَيَبقَى مَرجِعًا عَربِيًّا وإسلامِيًّا كَبِيرًا، ليسَ في مِصرَ فَحَسْب ، وإنَّما على مِسَاحَةِ الوَطَنِ العَرَبيِّ وَدُوَلِه ، وَعَلى امْتِدَادِ دُوَلِ العَالمِ بِأَسْرِهَا ، حيثُ يُشَكِّلُ المسلمون نِسبَةً كَبيرةً مِنْ سُكَّانِ العَالم ، الذينَ يَحمِلُونَ رِسَالةَ الإِسْلامِ السَّمْحَة، في الوَسَطِيَّةِ والاعْتِدَالِ وَالرَّحمَةِ وَالمحَبَّةِ وَالقِيَمِ الخُلُقِيَّةِ والتَّآلُفِ الإِنسَانيّ .
فَشُكراً لِفَضِيلةِ الإِمامِ الأَكْبَر، شَيخِ الأَزهَرِ الطَّيِّب ، الدكتور أحمد الطَّيِّب، على كُلِّ الجُهودِ الجَبَّارة، وَالإِنجَازَاتِ الكَبِيرَةِ التي يَقُومُ بِهَا الأَزهَرُ الشَّرِيفُ في مِصرَ وَالوَطَنِ العَرَبيِّ والعَالم ، مِنْ أَجْلِ إِحلالِ السَّلامِ وَالوِئَامِ والاسْتِقْرارِ في كُلِّ المجتمَعَاتِ المتَعَدِّدَةِ وَالمتَنَوِّعَة ، وَكُلُّنَا يَعْرِفُ ، وَالوَاحِدُ مِنَّا يُشَاهِدُ وَيَشْهَدُ في أيِّ بَلَدٍ مِنْ بُلدَانِ العَالم، جُهُودَ عُلمَاءِ الأَزهَر، وَجُهُودَ البَعثَةِ الأزهرية .
وأمَّا دَارُ الإِفتاءِ المِصرِيَّة ، المؤسسةُ الدِّينِيَّةُ الإِفتائيَّةُ العَرِيقَة. فقد أَثبَتَتْ عَبرَ تارِيخِها الطَّوِيل، وَبِالأَخَصّ، مَعَ مُفتِي الجُمهورِيَّةِ الحِاليّ، العَلَّامَةِ الشيخ الدكتور شَوقِي عَلَّام ، أَنَّها المؤسّسَةُ الدِّينِيَّةُ الرَّسمِيَّةُ الأَقْدَرُ في دَورِهَا الإِفتَائيِّ الصَّحِيح ، وفي تَصَدِّيها لموجَةِ الفَتَاوَى المتَفَلِّتَةِ وَالشَّاذَّة، التي تُقَوِّضُ أَركَانَ المجتَمَعَات، وَتَحُثُّ على العُنفِ وَالقَتْل، وَإِحْدَاثِ الاضْطِرَابِ وَالتَّخْرِيب، وَتُتَّخَذُ ذَرِيعَةً لِتَبرِيرِ أَعْمَالِ العُنفِ وَالإِرهَاب.
أيها السادة :
نَلتَقِي اليوم ، والعَالَمُ الإسلامِيُّ يُواجِهُ تَحَدِّياتٍ غَيرَ مَسبُوقَةٍ في تاريخِه الحديث ؛ مِنْ مَظاهِرِها ، الجرائمُ التي يَتَعَرَّضُ لها إخوانُنا مِنَ الروهينغا، على يَدِ القُوَى العَسكرِيَّةِ الفاشِيَّةِ في ميانمار ، التي بلغَتْ أقصَى دَرَجاتِ التَّطهيرِ العِرقِيِّ والدِّينِيّ . وهي أسوأُ جرائمَ ضِدُ الإنسانِيَّةِ مُنذُ جَريمَةِ الإبادةِ الجَمَاعِيَّة ، التي تَعَرَّضَ لها إخوةٌ لنا في البوسنة – الهرسك، قَبلَ عَقدَينِ مِنَ الزَّمن.
ومِنْ مَظاهِرِها أيضاً ، ما تَتَعرَّضُ له القُدسُ عامَّة ، والمَسجِدُ الأقصَى بصورةٍ خاصَّة ، مِنَ انتِهاكَاتٍ تَستهدِفُ تَهوِيدَ مُقدَّسَاتِنَا الإسلامية، وَتَصْفِيَةَ الوجودِ العَرَبِيِّ الإسلامِيِّ في
المدينةِ
التي أُسْرِيَ إليها برسولِ اللهِ محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلّم، ومِنها عُرِجَ به إلى السمواتِ العُلى .
ومِنْ مَظَاهِرِها كذلك ، اِرتفَاعُ مَوجَةِ العِداءِ لِلإسلامِ في العَالَم ، مِنْ خِلالِ رَبْطِهِ ظُلماً وَعُدوَاناً بالإرهاب.
إننا لا نَستَطِيعُ أنْ نَتَصَدَّى لِهذِهِ التَّحدِّياتِ الوُجُودِيَّةِ الخَطِيرة ، مَعَ اسْتِمْرارِ تَفَرُّقِنَا وَتَخَاصُمِنَا ..
وَلا نَسْتَطِيعُ أنْ نَتَصَدَّى لها ، إذا وَاصَلَ السُّفَهَاءُ مِنّا، تَشْوِيهَ سُمْعَةِ دِينِنا، الذي ارْتَضَاهُ اللهُ لنا ، وَجَعَلَهُ عِصْمَةَ أمْرِنَا ..
إنَّنَا نَستَطِيعُ أنْ نَتَصَدّى لها ، وَيَجِبُ أنْ نَتَصَدَّى لها ، إذا ما التزَمْنا دَعوَةَ اللهِ لنا ، أنْ نَعْتَصِمَ بِحَبْلِهِ المَتِين ، وَقُرآنِهِ الحَكِيم ، وَشَرْعِهَ القَوِيم ، وَطَرِيقِه المُستَقِيم .
نَسْتَطِيعُ أنْ نَتَصَدَّى لها ، باسْتِجَابَتِنَا لِنَصِيحَةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وَسَلَّم ، الذي تَرَكَ فِينَا أمرَين، لنْ نَضِلَّ مَا إنْ تَمَسَّكْنَا بِهِما، كِتابُ اللهِ وَسُنَّتُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم.
وَلكِنَّنا لا نَستطِيعُ أنْ نَفْعَلَ ذلك ، إذا تَرَكْنَا أُمُورَنَا لِلسُّفَهَاءِ مِنَّا ، الذين يُفْتُونَ بِغَيرِ عِلم ، والذين يَفْتَرُونَ على اللهِ كَذِبًا .
لا نَستَطِيعُ أنْ نَفعَلَ ذلك ، إذا اسْتَخْفَفْنَا بالأَضْرَارِ الفَادِحَة ، التي تَلْحَقُ بالإسلامِ سُمْعَةً وَصُورَةً مِنْ جَرَّاءِ الجَرائمِ التي تَرْتَكِبُها باسْمِه ، حَفْنَةٌ صَغِيرَةٌ مِنَ الضَّالِّين ، وَمِنَ الذين غَضِبَ اللهُ عليهم ، الذين خَرَجُوا عَنْ صِرَاطِ اللهِ المُستَقِيم .
أيها السادة :
نحن نَرَى بِالتَّجْرِبَة ، أنَّ فَتَاوَى الحَيَاةِ اليَومِيَّة ، مَا تَزَالُ شَدِيدَةَ الأَهَمِّيَّة. وَذَلكَ لِأنَّ العَامَّةَ تَتَوَجَّهُ بِها إلى العُلَماء ، عَبْرَ العَدِيدِ مِنَ الوَسَائل، لِمَعْرِفَةِ الحُكْمِ الشَّرعِيّ. هذه الصِّلةُ الوَثِيقَةُ وَالحَافِلَةُ بالثِّقَةِ بَينَ السَّائلِ وَالمَسؤُول ، وَالعَلاقَةُ القَوِيَّةُ مِنْ جَانِبِ الجُمهورِ الكثيف بِدُورِ الفَتوى، وَالإحْسَاسُ مِنْ جَانِبِ المُسْتَفْتِي ، أنَّهُ يَستَطِيعُ الاعْتِمَادَ على عُلَمَاءِ المُؤَسَّسَةِ في صَوْنِ دِينِه ، وَالإِعَانَةِ على اتِّبَاعِه ، أمَّا الفَتَاوَى المُتَعَلِّقَةُ بِكِبَارِ المَسَائلِ الدِّينِيَّةِ وَالوَطَنِيَّة، فَهِيَ لا تَعْتَمِدُ على الأَفْرَادِ غَالِباً، وإنَّما على المَجَامِعِ العِلمِيَّةِ وَالبَحْثِيَّة ، وَتَنْفَعُ فِيهَا قَضَايا الاجتهادِ الجَمَاعِيّ.
فَدُورُ الفَتوَى لَيسَتْ حَكَماً بَينَ الدَّولَةِ والثَّائرِين ، بَلْ هي مَعَ الدَّولةِ التي يَنْبَغِي أنْ تَبْقَى لِكُلِّ المُوَاطِنِين ، حِمَايَةً لِحَيَاتِهِم ، وَحُقُوقِهِمْ وَحُرِّيَّاتِهِم، وَمَنْعاً مِنَ الانْدِفَاعِ مَعَ الأهواءِ التي تُهَدِّدُ أمْنَ الدَّولةِ وسلامَتَها، وَسَلامَةَ مُوَاطِنِيْها.
والتَّأَهُّلُ وَالتَّأْهِيل ، هذانِ هُمَا اللَّذانِ يُشَكِّلانِ مَعاً ، (الخِطَابَ الدِّينِيّ) الذي تَحْفِلُ وَسَائلُ الإعلامِ وَكَلِمَاتُ المَسْؤُولِينَ بِالدَّعوَةِ لِإصْلاحِه. ولدينا أمرانِ أو خِيَارَان: التَّركِيزُ على الاخْتِصَاصِ والتَّخَصُّص، سَواءٌ لِجِهَةِ الفَتَاوَى العَامَّة ، أو لِجِهَةِ الإرشَادِ العَامّ . فلا يَظْهَرُ وَلا يَتَحَدَّثُ إلا المُخْتَصُّون، المُكَلَّفُونَ وَالمُدَرَّبُون.
والضَّوَابِطُ لِلفَتْوَى وَالإرشَاد ، وَهِيَ أنواعٌ عِدَّة :
الأَوَّلُ وَالأسَاس : مَعرِفَةُ ثَوَابِتِ الدِّين .
والنَّوعُ الثَّانِي مِنَ الضَّوَابِط: يَتَّصِلُ بِآدَابِ الفَتوَى ذَاتِها . وَيَدْخُلُ فيها التَّأَهُّلُ وَالتَّأْهِيل ، فَبِسَبَبِ التَّحْرِيضَاتِ في الدِّينِ والانْشِقَاقَات ، صَارَتِ الفَتَاوَى خَطِيرَة ، لِأَنَّهَا لا تَتَعَلَّقُ بِالقَضَايَا التَّفْصِيلِيَّة، بَلْ بِالخِطَابِ الدِّينِيِّ العَامّ . وَلِذَلِك، فَإنَّهُ في المَجَالِ العَامّ ، يُصْبِحُ مِنْ آدابِ الفَتوَى أنْ يَكونَ القَرَارُ مُؤَسَّسِيّاً، وَالحِكْمَةُ وَالجُرْأَةُ تَظَلَّانِ صِفَتَينِ مَطْلُوبَتَينِ في عَمَلِ أهْلِ الفَتوَى.
يُعلِّمُنا القُرآنُ الحَكِيم، أنَّ اللهَ لنْ يُغَيِّرَ مَا بِقَومٍ حتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم. وَمَا هذا اللِّقَاءُ والمؤتمرُ المُبَارَكُ بِإِذْنِ الله ، سِوَى حَرَكَةٍ إسلامِيَّةٍ جَمَاعِيَّةٍ في الاتِّجَاهِ الصَّحِيح . في اتِّجَاهِ تَغيِيرِ مَا بِأَنْفُسِنا . وَليسَ أَولَى مِنْ عُلمَاءِ الأُمَّةِ المُجْتَمِعِينَ هُنا ، وَبِدَعوَةٍ كَرِيمَةٍ مِنْ دَارِ الإفْتَاءِ المِصرِيَّة، في قِيَادَةِ حَرَكَةِ التَّغيِير ، التي تُعِيُد للإسْلامِ دَورَهُ الرُّوحَاِنيَّ والإنسَانِيَّ البنّاء ، رِسَالَةَ سَلامٍ لِلْعَالَمِين .
إنَّه يُشَرِّفُنِي وَيُسْعِدُني ، أنْ أتَحَدَّثَ باسْمِ إخْوَتِي أصحابِ السَّمَاحة، مُفتِي الدِّيَارِ الإسلامِيَّة ، لِأُعْرِبَ عَنْ عَمِيقِ الشُّكرِ وَالتَّقدِير ، لِسَمَاحَةِ مُفتِي جُمْهُورِيَّةِ مِصرَ العَرَبِيَّة، الشيخِ الدكتور شَوقِي عَلَّام، على مُبَادَرَتِهِ الكَرِيمة، بِدَعْوَتِنَا إلى هذا اللقاءِ الجَامِع ، في هذا الوَقتِ بالذَّات، الذي يُوَاجِهُ فيه دِينُنَا الحَنِيفُ انْتِهَاكَاتٍ مِنَ الدَّاخِل ، وَافْتِرَاءَاتٍ مِنَ الخَارِج .
إنَّ هذه الانْتِهَاكَاتِ وَالافْتِرَاءَات ، تُشَكِّلُ وَجْهَينِ لِعُملةٍ وَاحِدَة، هي تَشْوِيهُ صُورةِ الإسلام ، وَكُلٌّ مِنهُما تُبَرِّرُ الأُخرى وَتُغَذِّيهَا على حِسَابِ الحَقِيقَةِ وَالحَقّ .
وَلِذلِك، فإنَّ مُهِمَّتَنَا الأُولى، هي أنْ نُبَدِّدَ هذه الافْتِرَاءَات ، وَأنْ نَتَصَدَّى لِهذهِ الانْتِهَاكَات ، بِالعِلمِ وَالمَنطِق ، وَبِالحِوَارِ بِالتي هيَ أحْسَن .
إنَّ اللهَ سُبحانَهُ وَتَعَالَى، الذي أَنزَلَ الذِّكْر، قَادِرٌ على حِفْظِهِ كَمَا جاءَ في القرآنِ الكريم : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ .. وَلِلهِ رِجالٌ إذا أَرَادُوا أَرَاد .. وَبِهَؤلاءِ الرِّجالِ الذِّينَ يُمَثِّلُونَ عُلمَاءَ الأُمَّةِ وَمَرَاجِعَهَا الدِّينِيَّة، يَحفَظُ اللهُ ذِكرَهُ الحَكِيم ودينَهُ القَويم ، لِيبقَى نُوراً سَاطِعاً لِلعَالَمِين، وأمْنَاً واسْتِقْراراً للنَّاسِ أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
ننشر نص كلمة مفتي لبنان أمام مؤتمر دار الإفتاء العالمي
مفتي لبنان: الإفتاء المصرية هي المؤسسة الدينية الأجدر لوقف فوضى الفتاوى
مفتي لبنان: دار الإفتاء المصرية هي المؤسسة الدينية الأجدر لوقف فوضى الفتاوى
القبض علي الفتاوي الطائشة بالقانون 103
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية ل«الوفد»:
الإفتاء تكشف البيئة الأيديولوچية الشاذة للجماعات الإرهابية
أبلغ عن إشهار غير لائق