الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
توافد أبناء الجالية المصرية في كينيا وإثيوبيا للإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني للتصويت بانتخابات مجلس النواب
الولايات المتحدة تسجل أول وفاة لمصاب بسلالة جديدة من إنفلونزا الطيور
مصر تحصل على 250 مليون دولار لدعم مشروعات خفض الانبعاثات الصناعية
التعليم العالي: معهد بحوث الإلكترونيات يستضيف ورشة دولية حول الهوائيات والميكروويف
معهد بحوث الإلكترونيات يستضيف ورشة دولية حول الهوائيات والميكروويف نحو مستقبل مستدام
غنيم: خطة الصناعة لتحديد 28 فرصة استثمارية خطوة استراتيجية لتعزيز التصنيع المحلي
إنفوجراف| أهم ما جاء في مسودة خطة السلام الأمريكية لأوكرانيا
غزة والسودان والاستثمارات.. تفاصيل مباحثات وزير الخارجية ونظيره النيجيري
وزير الرياضة يهنئ الحسيني بعد توليه رئاسة الاتحاد الدولي للسلاح
تشيلسي يتقدم على بيرنلي في الشوط الأول
انطلاق معسكر مغامرات نيلوس لتنمية وعي الأطفال البيئي فى كفر الشيخ
الأهلي ينعي نبيل خشبة أمين صندوق اتحاد كرة اليد
رسميًا.. لا يشترط وجود محرم للسيدات دون 45 عامًا خلال الحج
سحب 625 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة
إصابة 4 أشخاص بنزلة معوية إثر تناول وجبة فاسدة فى الفيوم
ليست المرة الأولى لوقف إسلام كابونجا عن الغناء.. مصطفى كامل: حذرناه ولا مكان له بيننا
السيدة انتصار السيسي تشيد ببرنامج «دولة التلاوة» ودوره في تعزيز مكانة القرّاء المصريين واكتشاف المواهب
رمضان 2026 - أول صورة ل عمرو سعد من مسلسل "الريس"
قبل عرضه.. تعرف على شخصية مي القاضي في مسلسل "2 قهوة"
وزير الصحة يتفقد مشروع مبنى الطب الرياضي بالمعهد القومي للجهاز الحركي
علاج نزلات البرد، بطرق طبيعية لكل الأعمار
الرعاية الصحية: حماية صحتنا تتم من خلال طريقة استخدامنا للدواء
"رويترز" عن مسؤول أوكراني: أوكرانيا ستبدأ مشاورات مع الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين بشأن إنهاء الحرب
«من تركيا للسويد نفس الشبكة ونفس النهب».. فضيحة مالية تضرب شبكة مدارس تابعة لجماعة الإخوان
شهيد في غارة إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان
حبس المتهمين بالاعتداء على أطفال المدرسة الدولية بالسلام 4 أيام على ذمة التحقيقات
قرقاش يدعو لوقف حرب السودان فورا ومحاسبة طرفي النزاع
وزيرة التخطيط تشهد الحفل الختامي لجوائز مصر لريادة الأعمال
الإحصاء: 10.6% ارتفاعا في حجم الصادرات المصرية إلى مجموعة دول العشرين خلال 9 أشهر
سفير مصر بنيوزيلندا: ثاني أيام التصويت شهد حضور أسر كاملة للإدلاء بأصواتها
وزير الثقافة يختتم فعاليات الدورة ال46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
27 ديسمبر.. الحكم في اتهام مها الصغير في قضية اللوحات الفنية
مايان السيد: "عانيت من الخوف سنين ومعنديش مانع أتابع مع طبيب نفسي"
الإفتاء يوضح حكم التأمين على الحياة
محافظ المنيا: تنفيذ 3199 مشروعا ب192 قرية في المرحلة الأولى من حياة كريمة
زجاجة مياه تتسبب في فوضى بعد قمة عربية بدوري أبطال أفريقيا
لاعب الاتحاد السكندري: طموحاتي اللعب للثلاثي الكبار.. وأتمنى استمرار عبد الرؤوف مع الزمالك
لحجاج الجمعيات الأهلية .. أسعار برامج الحج لموسم 1447ه – 2026 لكل المستويات
تعافٍ في الجلسة الأخيرة، الأسهم الأمريكية تقفز 1% رغم الخسائر الأسبوعية
بث مباشر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل في دوري أبطال إفريقيا 2025.. مشاهدة دقيقة-بدقيقة والقنوات الناقلة وموعد اللقاء
الزراعة تطلق حملات توعوية مكثفة لتعزيز الأمن الحيوي في قطاع الدواجن المصري
عاشور: زيارة الرئيس الكوري لجامعة القاهرة تؤكد نجاح رؤية الوزارة في تعزيز الشراكة العلمية
دعم العمالة المصرية بالخارج وتوفير وظائف.. جهود «العمل» في أسبوع
مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بقنا
تشيلسي في مواجهة سهلة أمام بيرنلي في البريميرليج
دولة التلاوة.. أصوات من الجنة
ستارمر يعلن عن لقاء دولى خلال قمة العشرين لدفع جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا
طقس الإسكندرية اليوم: ارتفاع في الحرارة العظمى إلى 29 درجة مئوية
تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر
ليلة فرحها.. جنازة مهيبة لعروس المنوفية بعد وفاتها داخل سيارة الزفاف
الرئاسة في أسبوع| السيسي يشارك بمراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.. ويصدر تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات
غرفة عمليات الهيئة الوطنية تتابع فتح لجان انتخابات النواب فى الخارج
انتخابات مجلس النواب بالخارج، التنسيقية ترصد انطلاق التصويت في 18 دولة باليوم الثاني
وزارة الصحة توجه رسالة هامة عن تلقى التطعيمات.. تفاصيل
خلاف حاد على الهواء بين ضيوف "خط أحمر" بسبب مشاركة المرأة في مصروف البيت
المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح
فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية
عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
كلمة فضيلة مفتي لبنان في المؤتمر العالمي لدور وهيئات الافتاء
داليا جمال طاهر
نشر في
شموس
يوم 17 - 10 - 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على أنبياءِ ورسلِ اللهِ أجمعين ، وعلى شفيعِنا ونبيِّنا وقدوَتِنا محمد خَاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، وعلى آلهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومنْ تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين .
صاحبَ الرِّعايةِ والفَخَامَة، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيسُ جُمهوريةِ مِصرَ العربية .
سماحةَ الإمامِ الأكبر ، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ، شيخِ الأزهرِ الشريف.
سماحةَ الأستاذ الدكتور الشيخ شوقي علَّام، مفتي جمهوريةِ مِصرَ العربية،
ورئيسَ الأَمانةِ العامَّة، لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ في العالَمِ .
أصحاب المعالي والسيادة والسعادة .
الإخوة أصحابَ السَّماحَةِ العُلماءَ الأفاضل.
أيها الحضورُ الأكارم .
يَطِيبُ لي باسْمِي وباسْمِ الوفودِ المُشَاركَةِ اليومَ ، في المؤتمرِ الثالثِ للأمانةِ العامَّةِ لِدُورِ وَهَيئَاتِ الإفتاءِ في العَالم، تَحتَ عُنوان (دَورُ الفَتوَى في اسْتِقرارِ المجتمعَات) ، أنْ أَتَقَدَّمَ بِالتَّحِيَّةِ الكبيرة، والشُّكرِ الجَزِيل، لِفَخَامَةِ رئيسِ جُمهوريةِ مِصرَ العربية، السيد عبدِ الفَتَّاحِ السيسي، على رِعَايَتِهِ الكَرِيمةِ لهذا المؤتمر ، هذهِ الرِّعايةِ التي تُؤكِّدُ دَائماً دَورَ أرضِ الكِنَانَة ، مِصرَ الحبيبة ، قِيادَةً وأزهراً وإفتاءً وشعبًا ، في حَمْلِ القضَايا العَربيةِ والإسلامية ، والدِّفاعِ عَنْ حُقوقِ الأُمَّة ، والمحافَظَةِ على أَمْنِ واسْتقرارِ مِصر ، والتَّمَسُّكِ بالأمنِ القَومِيِّ والعَرَبيّ ، وَحَمْلِ أَمانَةِ القَضَايا الإِسلامِيَّةِ المحِقَّة ، في وَجْهِ ما يُحَاكُ لمجتمَعَاتِنا العَربيَّةِ والإِسلامِيَّةِ مِنْ مُؤَامَراتٍ وَفِتَن .
أيها السادة :
إنَّ الأزهَرَ الشَّريف، وَمَعَهُ دَارُ الإِفتاءِ المِصرِيَّة ، لا يَزالُ وَسَيَبقَى مَرجِعًا عَربِيًّا وإسلامِيًّا كَبِيرًا، ليسَ في مِصرَ فَحَسْب ، وإنَّما على مِسَاحَةِ الوَطَنِ العَرَبيِّ وَدُوَلِه ، وَعَلى امْتِدَادِ دُوَلِ العَالمِ بِأَسْرِهَا ، حيثُ يُشَكِّلُ المسلمون نِسبَةً كَبيرةً مِنْ سُكَّانِ العَالم ، الذينَ يَحمِلُونَ رِسَالةَ الإِسْلامِ السَّمْحَة، في الوَسَطِيَّةِ والاعْتِدَالِ وَالرَّحمَةِ وَالمحَبَّةِ وَالقِيَمِ الخُلُقِيَّةِ والتَّآلُفِ الإِنسَانيّ .
فَشُكراً لِفَضِيلةِ الإِمامِ الأَكْبَر، شَيخِ الأَزهَرِ الطَّيِّب ، الدكتور أحمد الطَّيِّب، على كُلِّ الجُهودِ الجَبَّارة، وَالإِنجَازَاتِ الكَبِيرَةِ التي يَقُومُ بِهَا الأَزهَرُ الشَّرِيفُ في مِصرَ وَالوَطَنِ العَرَبيِّ والعَالم ، مِنْ أَجْلِ إِحلالِ السَّلامِ وَالوِئَامِ والاسْتِقْرارِ في كُلِّ المجتمَعَاتِ المتَعَدِّدَةِ وَالمتَنَوِّعَة ، وَكُلُّنَا يَعْرِفُ ، وَالوَاحِدُ مِنَّا يُشَاهِدُ وَيَشْهَدُ في أيِّ بَلَدٍ مِنْ بُلدَانِ العَالم، جُهُودَ عُلمَاءِ الأَزهَر، وَجُهُودَ البَعثَةِ الأزهرية .
وأمَّا دَارُ الإِفتاءِ المِصرِيَّة ، المؤسسةُ الدِّينِيَّةُ الإِفتائيَّةُ العَرِيقَة. فقد أَثبَتَتْ عَبرَ تارِيخِها الطَّوِيل، وَبِالأَخَصّ، مَعَ مُفتِي الجُمهورِيَّةِ الحِاليّ، العَلَّامَةِ الشيخ الدكتور شَوقِي عَلَّام ، أَنَّها المؤسّسَةُ الدِّينِيَّةُ الرَّسمِيَّةُ الأَقْدَرُ في دَورِهَا الإِفتَائيِّ الصَّحِيح ، وفي تَصَدِّيها لموجَةِ الفَتَاوَى المتَفَلِّتَةِ وَالشَّاذَّة، التي تُقَوِّضُ أَركَانَ المجتَمَعَات، وَتَحُثُّ على العُنفِ وَالقَتْل، وَإِحْدَاثِ الاضْطِرَابِ وَالتَّخْرِيب، وَتُتَّخَذُ ذَرِيعَةً لِتَبرِيرِ أَعْمَالِ العُنفِ وَالإِرهَاب.
أيها السادة :
نَلتَقِي اليوم ، والعَالَمُ الإسلامِيُّ يُواجِهُ تَحَدِّياتٍ غَيرَ مَسبُوقَةٍ في تاريخِه الحديث ؛ مِنْ مَظاهِرِها ، الجرائمُ التي يَتَعَرَّضُ لها إخوانُنا مِنَ الروهينغا، على يَدِ القُوَى العَسكرِيَّةِ الفاشِيَّةِ في ميانمار ، التي بلغَتْ أقصَى دَرَجاتِ التَّطهيرِ العِرقِيِّ والدِّينِيّ . وهي أسوأُ جرائمَ ضِدُ الإنسانِيَّةِ مُنذُ جَريمَةِ الإبادةِ الجَمَاعِيَّة ، التي تَعَرَّضَ لها إخوةٌ لنا في البوسنة – الهرسك، قَبلَ عَقدَينِ مِنَ الزَّمن.
ومِنْ مَظاهِرِها أيضاً ، ما تَتَعرَّضُ له القُدسُ عامَّة ، والمَسجِدُ الأقصَى بصورةٍ خاصَّة ، مِنَ انتِهاكَاتٍ تَستهدِفُ تَهوِيدَ مُقدَّسَاتِنَا الإسلامية، وَتَصْفِيَةَ الوجودِ العَرَبِيِّ الإسلامِيِّ في
المدينةِ
التي أُسْرِيَ إليها برسولِ اللهِ محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسَلّم، ومِنها عُرِجَ به إلى السمواتِ العُلى .
ومِنْ مَظَاهِرِها كذلك ، اِرتفَاعُ مَوجَةِ العِداءِ لِلإسلامِ في العَالَم ، مِنْ خِلالِ رَبْطِهِ ظُلماً وَعُدوَاناً بالإرهاب.
إننا لا نَستَطِيعُ أنْ نَتَصَدَّى لِهذِهِ التَّحدِّياتِ الوُجُودِيَّةِ الخَطِيرة ، مَعَ اسْتِمْرارِ تَفَرُّقِنَا وَتَخَاصُمِنَا ..
وَلا نَسْتَطِيعُ أنْ نَتَصَدَّى لها ، إذا وَاصَلَ السُّفَهَاءُ مِنّا، تَشْوِيهَ سُمْعَةِ دِينِنا، الذي ارْتَضَاهُ اللهُ لنا ، وَجَعَلَهُ عِصْمَةَ أمْرِنَا ..
إنَّنَا نَستَطِيعُ أنْ نَتَصَدّى لها ، وَيَجِبُ أنْ نَتَصَدَّى لها ، إذا ما التزَمْنا دَعوَةَ اللهِ لنا ، أنْ نَعْتَصِمَ بِحَبْلِهِ المَتِين ، وَقُرآنِهِ الحَكِيم ، وَشَرْعِهَ القَوِيم ، وَطَرِيقِه المُستَقِيم .
نَسْتَطِيعُ أنْ نَتَصَدَّى لها ، باسْتِجَابَتِنَا لِنَصِيحَةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وَسَلَّم ، الذي تَرَكَ فِينَا أمرَين، لنْ نَضِلَّ مَا إنْ تَمَسَّكْنَا بِهِما، كِتابُ اللهِ وَسُنَّتُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم.
وَلكِنَّنا لا نَستطِيعُ أنْ نَفْعَلَ ذلك ، إذا تَرَكْنَا أُمُورَنَا لِلسُّفَهَاءِ مِنَّا ، الذين يُفْتُونَ بِغَيرِ عِلم ، والذين يَفْتَرُونَ على اللهِ كَذِبًا .
لا نَستَطِيعُ أنْ نَفعَلَ ذلك ، إذا اسْتَخْفَفْنَا بالأَضْرَارِ الفَادِحَة ، التي تَلْحَقُ بالإسلامِ سُمْعَةً وَصُورَةً مِنْ جَرَّاءِ الجَرائمِ التي تَرْتَكِبُها باسْمِه ، حَفْنَةٌ صَغِيرَةٌ مِنَ الضَّالِّين ، وَمِنَ الذين غَضِبَ اللهُ عليهم ، الذين خَرَجُوا عَنْ صِرَاطِ اللهِ المُستَقِيم .
أيها السادة :
نحن نَرَى بِالتَّجْرِبَة ، أنَّ فَتَاوَى الحَيَاةِ اليَومِيَّة ، مَا تَزَالُ شَدِيدَةَ الأَهَمِّيَّة. وَذَلكَ لِأنَّ العَامَّةَ تَتَوَجَّهُ بِها إلى العُلَماء ، عَبْرَ العَدِيدِ مِنَ الوَسَائل، لِمَعْرِفَةِ الحُكْمِ الشَّرعِيّ. هذه الصِّلةُ الوَثِيقَةُ وَالحَافِلَةُ بالثِّقَةِ بَينَ السَّائلِ وَالمَسؤُول ، وَالعَلاقَةُ القَوِيَّةُ مِنْ جَانِبِ الجُمهورِ الكثيف بِدُورِ الفَتوى، وَالإحْسَاسُ مِنْ جَانِبِ المُسْتَفْتِي ، أنَّهُ يَستَطِيعُ الاعْتِمَادَ على عُلَمَاءِ المُؤَسَّسَةِ في صَوْنِ دِينِه ، وَالإِعَانَةِ على اتِّبَاعِه ، أمَّا الفَتَاوَى المُتَعَلِّقَةُ بِكِبَارِ المَسَائلِ الدِّينِيَّةِ وَالوَطَنِيَّة، فَهِيَ لا تَعْتَمِدُ على الأَفْرَادِ غَالِباً، وإنَّما على المَجَامِعِ العِلمِيَّةِ وَالبَحْثِيَّة ، وَتَنْفَعُ فِيهَا قَضَايا الاجتهادِ الجَمَاعِيّ.
فَدُورُ الفَتوَى لَيسَتْ حَكَماً بَينَ الدَّولَةِ والثَّائرِين ، بَلْ هي مَعَ الدَّولةِ التي يَنْبَغِي أنْ تَبْقَى لِكُلِّ المُوَاطِنِين ، حِمَايَةً لِحَيَاتِهِم ، وَحُقُوقِهِمْ وَحُرِّيَّاتِهِم، وَمَنْعاً مِنَ الانْدِفَاعِ مَعَ الأهواءِ التي تُهَدِّدُ أمْنَ الدَّولةِ وسلامَتَها، وَسَلامَةَ مُوَاطِنِيْها.
والتَّأَهُّلُ وَالتَّأْهِيل ، هذانِ هُمَا اللَّذانِ يُشَكِّلانِ مَعاً ، (الخِطَابَ الدِّينِيّ) الذي تَحْفِلُ وَسَائلُ الإعلامِ وَكَلِمَاتُ المَسْؤُولِينَ بِالدَّعوَةِ لِإصْلاحِه. ولدينا أمرانِ أو خِيَارَان: التَّركِيزُ على الاخْتِصَاصِ والتَّخَصُّص، سَواءٌ لِجِهَةِ الفَتَاوَى العَامَّة ، أو لِجِهَةِ الإرشَادِ العَامّ . فلا يَظْهَرُ وَلا يَتَحَدَّثُ إلا المُخْتَصُّون، المُكَلَّفُونَ وَالمُدَرَّبُون.
والضَّوَابِطُ لِلفَتْوَى وَالإرشَاد ، وَهِيَ أنواعٌ عِدَّة :
الأَوَّلُ وَالأسَاس : مَعرِفَةُ ثَوَابِتِ الدِّين .
والنَّوعُ الثَّانِي مِنَ الضَّوَابِط: يَتَّصِلُ بِآدَابِ الفَتوَى ذَاتِها . وَيَدْخُلُ فيها التَّأَهُّلُ وَالتَّأْهِيل ، فَبِسَبَبِ التَّحْرِيضَاتِ في الدِّينِ والانْشِقَاقَات ، صَارَتِ الفَتَاوَى خَطِيرَة ، لِأَنَّهَا لا تَتَعَلَّقُ بِالقَضَايَا التَّفْصِيلِيَّة، بَلْ بِالخِطَابِ الدِّينِيِّ العَامّ . وَلِذَلِك، فَإنَّهُ في المَجَالِ العَامّ ، يُصْبِحُ مِنْ آدابِ الفَتوَى أنْ يَكونَ القَرَارُ مُؤَسَّسِيّاً، وَالحِكْمَةُ وَالجُرْأَةُ تَظَلَّانِ صِفَتَينِ مَطْلُوبَتَينِ في عَمَلِ أهْلِ الفَتوَى.
يُعلِّمُنا القُرآنُ الحَكِيم، أنَّ اللهَ لنْ يُغَيِّرَ مَا بِقَومٍ حتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم. وَمَا هذا اللِّقَاءُ والمؤتمرُ المُبَارَكُ بِإِذْنِ الله ، سِوَى حَرَكَةٍ إسلامِيَّةٍ جَمَاعِيَّةٍ في الاتِّجَاهِ الصَّحِيح . في اتِّجَاهِ تَغيِيرِ مَا بِأَنْفُسِنا . وَليسَ أَولَى مِنْ عُلمَاءِ الأُمَّةِ المُجْتَمِعِينَ هُنا ، وَبِدَعوَةٍ كَرِيمَةٍ مِنْ دَارِ الإفْتَاءِ المِصرِيَّة، في قِيَادَةِ حَرَكَةِ التَّغيِير ، التي تُعِيُد للإسْلامِ دَورَهُ الرُّوحَاِنيَّ والإنسَانِيَّ البنّاء ، رِسَالَةَ سَلامٍ لِلْعَالَمِين .
إنَّه يُشَرِّفُنِي وَيُسْعِدُني ، أنْ أتَحَدَّثَ باسْمِ إخْوَتِي أصحابِ السَّمَاحة، مُفتِي الدِّيَارِ الإسلامِيَّة ، لِأُعْرِبَ عَنْ عَمِيقِ الشُّكرِ وَالتَّقدِير ، لِسَمَاحَةِ مُفتِي جُمْهُورِيَّةِ مِصرَ العَرَبِيَّة، الشيخِ الدكتور شَوقِي عَلَّام، على مُبَادَرَتِهِ الكَرِيمة، بِدَعْوَتِنَا إلى هذا اللقاءِ الجَامِع ، في هذا الوَقتِ بالذَّات، الذي يُوَاجِهُ فيه دِينُنَا الحَنِيفُ انْتِهَاكَاتٍ مِنَ الدَّاخِل ، وَافْتِرَاءَاتٍ مِنَ الخَارِج .
إنَّ هذه الانْتِهَاكَاتِ وَالافْتِرَاءَات ، تُشَكِّلُ وَجْهَينِ لِعُملةٍ وَاحِدَة، هي تَشْوِيهُ صُورةِ الإسلام ، وَكُلٌّ مِنهُما تُبَرِّرُ الأُخرى وَتُغَذِّيهَا على حِسَابِ الحَقِيقَةِ وَالحَقّ .
وَلِذلِك، فإنَّ مُهِمَّتَنَا الأُولى، هي أنْ نُبَدِّدَ هذه الافْتِرَاءَات ، وَأنْ نَتَصَدَّى لِهذهِ الانْتِهَاكَات ، بِالعِلمِ وَالمَنطِق ، وَبِالحِوَارِ بِالتي هيَ أحْسَن .
إنَّ اللهَ سُبحانَهُ وَتَعَالَى، الذي أَنزَلَ الذِّكْر، قَادِرٌ على حِفْظِهِ كَمَا جاءَ في القرآنِ الكريم : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ .. وَلِلهِ رِجالٌ إذا أَرَادُوا أَرَاد .. وَبِهَؤلاءِ الرِّجالِ الذِّينَ يُمَثِّلُونَ عُلمَاءَ الأُمَّةِ وَمَرَاجِعَهَا الدِّينِيَّة، يَحفَظُ اللهُ ذِكرَهُ الحَكِيم ودينَهُ القَويم ، لِيبقَى نُوراً سَاطِعاً لِلعَالَمِين، وأمْنَاً واسْتِقْراراً للنَّاسِ أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
ننشر نص كلمة مفتي لبنان أمام مؤتمر دار الإفتاء العالمي
مفتي لبنان: الإفتاء المصرية هي المؤسسة الدينية الأجدر لوقف فوضى الفتاوى
مفتي لبنان: دار الإفتاء المصرية هي المؤسسة الدينية الأجدر لوقف فوضى الفتاوى
القبض علي الفتاوي الطائشة بالقانون 103
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية ل«الوفد»:
الإفتاء تكشف البيئة الأيديولوچية الشاذة للجماعات الإرهابية
أبلغ عن إشهار غير لائق