هل سمعت عزيزى القارىءعن بيوت الثلج وقوافل الجليد ؟ عزيزى لاتفكر كثيرا فاذا عرف السبب بطل العجب ……. بيوت الثلج أو (ثلاجات عصور ما قبل الميلاد ): و هي عبارة عن غرف تحت الأرض ذو قاعدة مخروطيه بناها الانسان بالقرب من مصادر الثلج الطبيعية بعدان ينقله من مصادره الى بيوت الثلج حيث يتم عزله باستخدام بعض المواد الأولية كالقش ونشارة الخشب ليبقى الثلج في صورته الصلبة لعدة شهور قد تصل في بعض الأحيان من الشتاء إلى الشتاء الذي يليه تقريبا , ….. وتشير الدلائل التاريخية أن الفرس قديما "إيران حاليا" هم أصحاب السبق فى بناء بيوت الثلج واطلقوا عليها اسم "يخجال" كما ورد فى مخطوطة يعود تاريخها لعام 1700 قبل الميلاد ومنهم انتقلت الى العديد من مناطق العالم . …. أما العرب فكانوا على دراية بالجليد أما عن طريق رحلات القوافل إلى بلاد الشام حيث يتشكل الجليد فوق بعض المرتفعات او برؤيتهم لنزول الثلج والبرد مع العواصف الرعدية وتحوله الى ماء يسقي الزرع اضافة الى معرفتهم لفكرة التبريد ذاتها من خلال وسيلتي التبخير والترطيب – … اشارت بعض الوثائق التاريخية ان الامويين استوردوا الثلج من جبال لبنان والمرتفعات السورية في الشمال ،:. ……. أما العباسيين فكانوا يستوردون قطع الثلج من تركيا (عبر دجلة والفرات) ومن جبال أفغانستان (على ظهور الجمال والبغال).. …… .وتبدأ ورحلة الجليد من أحد الجبال العالية في أفغانستان أو تركيا أو لبنان (حيث يقطع الثلج كمكعبات تُرش بخامات نباتية تحميها من الذوبان) . وكلما كانت القطعة كبيرة كلما قل معدل ذوبانها وبقائها لفترة أطول . وبعد ذلك يتم تغطيتها بقماش أسود وعزلها بالقش أو اللباد أو جلود الخراف.. تنقل القطع الجليدية فوق الحمير أو الجمال (أو عبر البحار والأنهار) إلى مناطق بعيدة وحارة دون أن تفقد أكثر من 10% من حجمها الأصلي.. وكانت قوافل الجليد هذه تدر أرباحا طائلة كون زبائنها الرئيسيين هم الأثرياء والموسرين في دمشق وبغداد والقاهرة . ……. لم يقتصر نقل الثلج على المدن العواصم السياسية (للخلافة)، بل تجاوزه ليصل مثلا إلى مكة والمدينة المنورة، رغم أنهما ليستا مقرًّا للحكم، ولم يعد مقتصرًا على نخبة القوم، بل أصبح جزءًا من الصدقات التي يقدمها أتقياء الناس إلى المتصوفة والمجاورين ..