مصطفى ببيت الشعر أحمد عنتر مصطفى، شاعر ليس ستينيا خالصا، وليس سبعينيا خالصا، ابتدأ حياته الشعرية في نهاية الستينيات، لكن إطلالته الشعرية الأولى تأخرت كثيرا، فلم يصدر ديوانه الأول "مأساة الوجه الثالث" إلا في عام 1981، بعدها توالت دواوينه الشعرية: مرايا الزمن المعتم / الذي لايموت أبدا / حكاية المدائن المعلقة / زيارة أخيرة إلى قبو العائلة / رنين الصمت / أبجدية الموت والثورة / شمس لسماء أخرى، بالإضافة إلى مجموعاته الشعرية للأطفال وأبرزها قالت أروى. هو شاعر راسخ، ففي الوقت الذي انجرف فيه السبعينيون للتجريب والمغامرة والثورة على الإيقاع، اهتم هو بالبناء المعماري لنصه الشعري، ووضع الهوامش، والاستفادة من الفن التشكيلي والسيناريو السينمائي والمونتاج، وهو شاعر قومي عروبي حتى النخاع، وأقنعته الشعرية ورموزه مستقاة من الأساطير والقصص العربي، والتراثُ الشعري يمثل ركيزة أساسية في شعره، والمتنبي حاضر دائما بشعره وخيله ومأساته، والموسيقا عنصر بارز في نصه يحتشد له كما يحتشد للتقفية الكثيرة التي تحكم وقفاته وتزوق صوره الشعرية. هو ابن شرعي لأحمد عبد المعطي حجازي، تأثر به وغنى أغانيه، ومثلت قصيدته امتدادا حقيقيا لهذه المدرسة الفنائية في الشعر الحديث التي يعد أمل دنقل أبرز شعرائها. وبمناسبة صدور أعماله الشعرية الكاملة عن المجلس الأعلى للثقافة، نجتمع الليلة لنحتفي بهذه التجربة الشعرية نتوقف أمامها بالدرس والنقد والتحليل، من خلال مداخلتين نقديتين أساسيتين للمعلم الكبير الدكتور محمود الربيعي والباحث الجاد الدكتور عبد الناصر حسن. أيها النهر يا جثة الزمن المترقرق كيف انطوت فيك هذي البكارةْ / ما الذي ذوب الآن فيك المرارةْ / يجتبيك المماليك عصراً ودهراً يحزُ وريدك سيف الغزاة ونلقي بأفلاذ أكبادنا الناهدات العرائس فيك هدايا / نحن متنا على شاطئيك وكنا دموع القرابين لم نجن منك سوى المرض المتوطن كنا حجارةْ لمن يبتنون القصور على ضفتيكَ وكنا ضحايا / كيف يمضي الزمان ، وتبزغ فينا الحضارة.