البعض يولد عظيماً والبعض يحقق العظمة والبعض يتم فرض العظمة عليه فرضاً. هكذا قيل في الإبداع و إنّ كلامنا اليوم على أحد المبدعين الذي لا زال يواصل الإبداع و العطاء و لمدة أكثر من أربعة عقود الفنان فيصل جابر من الصعب جدا أن نقول مبدعا في أكثر من مجال فالتخصص هو الذي يجهل من الإنسان مبدعا في تخصّصه لكن من الواضح أنّ الأخير قد كسّر هذه القاعدة عندما أنتج و مارس و قدّم في أكثر المجالات تجدها صعوبة والتي تتطلّب الحنكة إنّها التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو والحوار و الإعداد والتقديم والكتابة في الصحف هذا ما أبدع فيه الفنان فيصل جابر وما خفي كان أعظم ! فيصل جابر ولد في السماوة يوليو، 1956 وترعرع بين وطأتها درس معهد فنون مسرحية تمثيل و إخراج في قسم الفنون المسرحية / معهد الفنون الجميلة بغداد / الكرخ – المسائي لهوايته وشغفه للفنون المسرحية عمل في كثير من المجالات وحاجز على الكثير من الجوائز والتي رفعت الفن العراقي بشكل عام والسماوي على وجه الخصوص كونه احد أبنائها الأوفياء نذكر منها أول عمل مسرحي له في مسرحية ( الصليب ) للمخرج المغترب خالد خضوري و أوّل انطلاقة فنية له في عام 1970 وكانت البصمة الأولى له في عالم الفنون والشرارة التي فجرت في نفسه المزيد من العطاء عمل أيضا مع المخرج المقيم في تونس حالياً ظافر الخطيب في فيلم (لمن ترفع الرايات في عالم الدراما فكانت البداية في التمثيلية التلفزيونية ( المجنون) لمؤلفها ناجي كاشي ومخرجها عبد الإله حسن مسرحية جثة على الطريق والتي فازت بجائزة مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي تقديم مسرحية ارتجال قدمت مسرحية (مهاجرون) على أطلاله عمل أيضاً معداً ومقدماً للكثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وعمل كاتباً في الكثير من الصحف والمجلات. إنّ وفائة عاد به إلى السماوة المدينة الأمّ بالنسبة إليه و أخذ العهد على نفسه أن يعمل جاهدا للرقي في المسرح السماوي فكان له الفضل الكبير في إحياء المسرح السماوي بعد أن أصبح شبه ميتا لا سباب كثيرة نحن هنا ليس بصدد التطرق إليها ونذكر بعض الذي قدمه فناننا إلى الفن والمسرح السماوي المسرحيات الملحمية على ارض آثار الوركاء التي أقيمت في مهرجانات الوركاء الثقافية والتي على إثرها تمّ تكريمه من قبل مجلس محافظة المثنى ومديرية تربية المثنى وقناة العراقية وإذاعة وتلفزيون بدر السماوة وشباب ورياضة المثنى والمجلس الإسلامي الأعلى العراقي وجامعة المثنى ونقابة المعلمين ووزارة الصحة وجماعة الحوار الفكري وشبكة الإعلام العراقي ومن الجوائز التي حصل عليها جائزة الإبداع من أيدي الشاعر الدكتور باقر الربيعي في الكرنفال الفني الذي إقامته مجموعة اثر للثقافة والفنون جوائز الإبداع الذي أقامته مجموعة أثر للثقافة والفنون جائزة الإبداع كأفضل فنان في محافظة المثنى لعام 2005 هذه الجوائز وغيرها الكثير والتي جعلت حقا كما قيل في حقه ونذكر بعض الذي قيل فيه القاص العراقي حامد فاضل في بحثه الموسوم ( مسرح قديم في أطار جديد ): " ثم عادت إليها الروح و انتعشت وتطورت بعد سقوط النظام لتقدم بأسلوب احتفالي يتماهى مع المسرح الإغريقي من قبل مخرجين أكفاء درسوا الإخراج المسرحي وبرعوا فيه كالفنان فيصل جابر الذي عرف بميله إلى الأعمال التاريخية سواء في المسرح أو التلفزيون وأخرج في السماوة مسرحيات التعزية ومنها ( صمود الدموع ) التي قدمت ليلا على كورنيش السماوة تخليداً لذكرى وفاة الصدّيقة (فاطمة الزهراء ) عليها السلام ". وقال عنه الإعلامي يوسف المحسن :" يعتبر فيصل جابر من أكثر الفنانين التزاماً وموهبة وإخلاصاً في العمل ، ويعد من الرعيل الأول الذي شكل ذاكرة الوعي الإبداعي الحقيقي في السماوة ، يعمل المهم يعمل ، يمشي الفن معه دون قيود ودون تكلف ، لقد تعانق مع الإبداع .يقول عنه أصدقاؤه إنه منطقة منزوعة السلاح التي يلجأ إليها الجميع حيث السلام والمحبة والتفاؤل والإخلاص إنه التزام فنان وفن الالتزام ، أن الحجارة التي رمي فيها فيصل جابر ستتحول يوما ما إلى تمثال يخلد روعته" . قال عنه الشاعر العراقي عريان السيد خلف في أحدى لقاءاته التلفزيونية (فيصل جابر رجل مسرح أكثر من أي شيء )وقال عنه الروائي العراقي زيد الشهيد في دراسة نقدية تحت عنوان (مختبر السماوة تواثب محدود وتعثر مستديم ) بسقوط النظام وتخلخل مجرى الفنون عموما ، داهمت المسرح السماوي نوبة من الركود المميت لولا نشاط الفنان " فيصل جابر" الذي بقي وحيدا في الساحة الفنية السماوية ليجاهد من أجل البقاء ، وكأنه أصيب بلعنة سيزيف وسعيه لإيصال صخرة الخلود الى قمة التواصل مع سيمفونية الحياة الكاذبة ، فراح يبني ما يسميه ب ( مسرح الأمسية ) فقدم بجهده الشخصي واستنهاضاً لمجموعة من الفنانين وأغلبهم من غير المسرحيين . وقال عنه أيضا : "في الوقت الذي تراجعت قعقعة المدعين الإبداع وسرقته مغريات الحياة وخفتت أصوات من أرتفع لديه فيضان النرجسية وجعل من نفسه الفنان الأوحد حتى غمره زبد هذا الفيضان" .