يظن البعض ان بلوغه درجة ما في سلم الشهرة تمنحه الحق في التعدي على الآخرين أو النيل من كراماتهم وانسانيتهم ، يفسر احترامهم له بنوع من التعالي البغيض ، يظن ان تقديسه واجب والانصياع لنزوات عقله المريض امر مفروغ منه ، هو لا يعلم شيئا عن الاحترام من حيث هو قيمة انسانية ، كما لم يتلق التقدير الحقيقي لشخصه كذات انسانية جديرة بالتقدير نظرا لما تتمتع به من رقي وانسانية ، وليس لما يمتلكه صاحبها من اموال واعمال وعلاقات ، هذا المتعجرف الذي استغنى بعد حاجة ، وحظي بالتصفيق والجوائز لأن القدر منحه فرصة ما او لأن الله اعطاه موهبة ما ، كان جديرا به ان يكون ممتنا ومتذكرا ، لكنه اختار ان يكون متعجرفا الى اخر حدود العجرفة ، فليستمع الى حكيمة تشيلي الروائية العظيمة ايزابيل الليندي وهي تقول صارخة في وجهه ( العجرفة هي امتياز الجهلة، فالعالِم الحقيقي متواضع ، لأنه يعرف مدى ضآلة ما يعرفه .) ماذا يظن نفسه ذلك الذي تكرمه لعلمه فيتطاول عليك لضآلة اخلاقه ، ماذا يعتقد انه يملك ، او انه قد يملك يوما ؟ نسي ان الكتب مفاتيح العالم ، يهبنا الله اياها لنلج ابوابه ونغرف من نعمه ، من الحكمة والمعرفة واليقين والانسانية والنور والتواضع وسعة الصدر والاخلاق و… ، من كان بلا خلق فكل كتب الدنيا التي قرأها أو ألفها أو ترجمها لا تساوي عند الناس جناح بعوضه ساعة تظهر حقيقته بكامل بذاءاتها وقبحها ، الكتب مفاتيح العالم ، والعلم مفتاح الحكمة ، والحكمة خيار الانسان ، والانسان صغير جدا مالم تعليه اخلاقه . اذا انت أكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا من قال ان العرب لم يكونوا متحضرين ، ولم يكونوا استشرافيين ورؤيويين ، يكفي ان نتمعن في هذا البيت من الشعر ثم ننظر الى هؤلاء الذين تعلي قدرهم لمواهبهم وتكرمهم وتجزل لهم العطاء لا لحاجتك اليهم ، ولكن لحاجتك الى اظهار انسانيتك والارتقاء بها ، فاذا هم يتصورونك على غير الحقيقة لقصور فيهم لا لقصورك في ايصال صورتك وشرحها لهم ، هم يعلمون من انت لكن احقادهم وظلام نفوسهم لا يريد ان يفارقهم ، خاصة حقدهم على الخليج وابنائه رغم انهم يعتاشون من وراء الخليج وكرم ابنائه ! عائشه سلطان