كثيرا ما يتردد على أسماعنا هذا اللقب الاغوات فمن هم هذه الفئة ؟؟.. ينتشر استعمال كلمة الاغاوات في العديد من اللغات : فهى فى الفارسية تطلق على رئيس الأسرة وكبيرها . وهى عند الأتراك تعنى الرئيس والسيد , وصاحب الأرض ورئيس خدمة البيت .كما أطلقت على من يعمل فى خدمة الحكومة وفي الوظائف العسكرية . ……… ومن اشهر من اختصوا بهذا اللقب الخدم من الخصيان ممن يعملون في القصور . ….. والخصيان أو المخصيون هم فئة من الرجال منقطعوا النسل , إما ذلك لولادتهم بأعضاء تناسلية معطلة .. أو ممن اخضعوا إلى عملية خصاء متعمد لتعطيل طاقتهم الجنسية؛ بهدف العمل داخل قصور السلاطين والتجّار ورجال الدولة… وحرملك الحريم …. يعود تاريخ «الخصي» للإنسان بعرقيه الأبيض والأسود إلى العصور القديمة جداً، ويعتقد أن الفراعنة هم أول من استخدم «الخصيان» للخدمة في قصورهم. … أما في أوروبا فكان تجار الرق وأكثرهم من اليهود يبتاعون الأسرى من جهات ألمانيا عند ضفاف الراين والألب، ليقوموا باخصاء اعدادا كبيرة منهم لبيعهم بأثمان غالية، فراجت تلك البضاعة وكثر المشتغلون بها . …. وفي إيطاليا كانوا يعمدون إلى خصي المطربين والفنانين لصقل وتحسين وترفيع أصواتهم لا تُفتن بهم النساء؛ فينشغلوا عن الطرب. …. ويعود تاريخ الأغوات فى الدولة الاسلامية إلى عهد معاوية بن ابي سفيان فهو اول من وضع خداما للكعبة المشرفة من العبيد ، ويعتبر يزيد لن معاوية أول من اتخذ الخصيان لخدمة الكعبة وأول من استخدمهم في قصرة، واتخذ منهم حاجباً لديوانه اسمه «فتح». …… ويُذكر الاصفهانى أنّه فى القرن السابع اصدر احد خلفاء بني أميّة أمرا لوالي المدينة بإحصاء المخنّثين من المطربين , فرأى الوالي نقطة على الحاء تركتها ذبابة لتتحول الكلمة إلى «إخصاء» بدلاً من إحصاء، فأمر الخليفة بإخصائهم جميعاً . .. وعلى أثر فتوى شرعية تحرّم الخصي، ولكنها تبيح استخدام المخصيين إذا قام غير المسلمين بخصيهم، فقد تم ارسالهم إلى مصر كانت عملية الخصي تجري في مدينتي (جرجا وأسيوط) حيث ويقوم عليها جماعة من المسيحيين، ويختارون هؤلاء الضحايا من بين صغار السن الذين تراوح اعمارهم بين ثلاث وتسع سنوات، ممن تأتي بهم قوافل (الجلابة ) المحملة بالارقاء من مختلف البقاع … وتتم عملية الخصى عادة في فصل الخريف لاعتبارات صحية، حيث يتم بتر عضو التذكير ثم يصبون في الحال على مكان البتر الزيت المغلي، ويتبعونه بإلقاء مسحوق الحناء، ويثبتون أنبوباً في الجزء الباقي من مجرى البول، ثم يدفنون الضحية في الأرض إلى ما فوق بطنه، وبعد أن يتركوه في هذه الحالة يوماً إلى يومين يستخرجونه من التراب، ويدهنون مكان الجرح بعجينة من الطين والزيت. ….. كان «الخصيان» يشكلون حلقات الوصل بين قصور النساء وقصر الملك، حيث ينقلون الأسرار من وإلى النساء مما اكسبهم معلومات هائلة عن القصور وما يدور خلف الجدران مكنتهم من الفوز بأرفع المناصب سواء في القصورر أو خارجها. .. وهناك من «الخصيان» من وصل الى سدة الحكم مثل كافور الاخشيدي العبد النوبى ، الذى علّمه الاخشبد فنون الحرب والقتال ويعينه مربياً لأولاده، إلاّ أن «كافور» صرف الأبناء عن الحكم بالملاهي والملذات بعد موت والدهم؛ ليظفر بالحكم . …. ويوجد فى مكةوالمدينة بعض الأغوات ممن يقوموا بخدمة الحرمين الشريفين لأنهم أكثر بعداً عن الملذات وإخلاصا في العمل فكانوا يؤدون الكثير من الاعمال ومنها : فصل النساء عن الرجال في الطواف والمسعى, وعند اقامة الصلاة. ويمنعون الإخلال بالنظام، إضافة إلى غسل الحرم، وإضاءة المصابيح وفرش السجاد، ويظهر لهم عامة الناس كل الاحترام والتقدير .. …. اما أغوات الحرم النبوي الشريف فيعود تاريخهم إلى زمن الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب فهو أول من عين خصيانا لخدمة المسجد النبوي الشريف , وقد ذكرهم ل الأغوات على مر العصور يتميزون بزي معين فقد وصفهم ابن بطوطه في رحلته قائلا : ان الأغوات" على هيئات حسان وصور نظاف وملابس ظراف وذكرهم المستشرق الانجليزي «بيركهارت» عند إقامته في مكةوالمدينة عام 1814م بقوله : ان هؤلاء «الخصيان» في الحرم يرتدون زياً خاصاً، ومنها مشيراً إلى أن عدد «الخصيان» في الحرم كان 40 آغاً معظمهم يرسلون من النبلاء وأهل الخير هدية للحرم . … ازداد الاهتمام بهؤلاء الأغوات طوال الحكم السعودى حيث صرفوا لهم مرتبات مجزية إضافة إلى عوائد الأوقاف التى توزع عليهم بالتساوي وأوقافهم منتشرة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة والطائف والاحساء ولهم أوقاف في العراق والمغرب واليمن ….. تمتع الأغوات بحصانة دون غيرهم من الجنس البشري – منذ عهد الخلافة – لا تجيز لأحد أن يتدخل في شؤونهم الخاصة والعامة، فأصبحوا فئه مستقله في نظامهم الداخلي وعاداتهم وتقاليدهم وأملاكهم وأوقافهم وفي عتقائهم. ….. وعلى الرغم من هذا كان معظم الأغوات يتزوجون (ليس من أجل المتعة الزوجية) بل من أجل خدمته ورعاية شؤونه وغسله عند الوفاة … حيث تزوجوا من الاماء والجوارى والأرامل والمطلقات ومن أمهات الأيتام طمعاً في نيل الاجر والثواب . ….. هؤلاء هم الأغوات ثروة وجاه .. سلطة ومال .. ولكن اين الوريث فى هذا الواقع المرير ؟ أميمة حسين