قال الداعية الدكتور أنس عطية الفقي إننا مأمورون بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى نصل إلى الاقتداء به فننال شفاعته يوم القيامة. وقال في الخطبة التي ألقاها أمس من فوق منبر مسجد طارق بن زياد بمدينة السادس من أكتوبر إن الله سبحانه وتعالى حين أكرمنا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل لنا فيه عوضاً عن كل شيء أرشدنا إلى أن نتأسى به حتى نصل إلى شيء من درجته. فاللهم كما جعلتنا من أمته، ارزقنا شفاعته واجعلنا في زمرته، وأكرمنا بمحبته ومحبة من أحبه الواردين حوضه، الشاربين من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا. رسول أنار الدنيا يوم مولده، فاهتز العرش طربا، وحيت الدنيا بعد مواتها، فلم لا تفرح الدنيا بمولده ورب الكون قال: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". ولفت د. أنس عطية الفقي إلى أن المسلمين حين يتدارسون أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم يفعلون ذلك لأنهم أولى الناس باتباعه، فهو النبي الأمين الذي تحلى بمكارم الأخلاق كلها. ألا فليقتد المسلمون بصدقه وصبره وكرمه ووفائه وحلمه وعفوه وصفحه ورحمته وجهاده، عملاً وحالاً، فقد كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم. وهو القائل صلى الله عليه وسلم عن نفسه: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وإذا كانت العبادات المشروعة في الإسلام كالصلاة والصيام والحج والزكاة تأمرنا بالأخلاق الحسنة وتنهانا عن الأخلاق السيئة فإن الذي شرح لنا هذه العبادات وتمثلها واقعاً وسلوكاً لم يكتف بذلك بل أمرنا أن تتوازى العبادات مع الخلق العظيم، فقال يوماً لأصحابه: أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وصدقات ويأتي وقد شتم هذا وظلم هذا وسفك دم هذا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم ثم طرح به في النار". وهو القائل صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن". لقد زين نبينا بمكارم الأخلاق فلنحمد الله ونشكره على هذه النعمة الكبرى "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم". وما أجمل قول الشاعر: وما زادني شرفاً وتيهاً… وكدت بأخمصي أطأ الثريا. دخولي تحت قولك يا عبادي… وأن صيرت أحمد لي نبيا. وقول الآخر: ألا يا محب المصطفى زد صبابة… وعطر لسان الذكر منك بطيبه. ولا تعبأن بالمبطلين فإنما… علامة حب الله حب حبيبه.