استجابة لحملة التوعية التي تنظمها منظمة الصحة العالمية لأول مرة في العالم؛ للتحذير من مخاطر الإسراف في استخدام المضادات الحيوية أجرت "بوابة شموس نيوز"، الحديث التالي مع د. سامح السنباطي الأستاذ بطب جامعة السادس من أكتوبر حول المضادات الحيوية ما لها وما عليها، وكانت البداية سؤاله: ما فائدة المضادات الحيوية؟ المضادات الحيوية تلعب دورا مهما في علاج العديد من الأمراض، وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت الاستخدام الأمثل باتباع إرشادات الطبيب وتوجيهات الصيدلي كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض. هناك اعتقاد شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب.. ما حقيقة ذلك؟ اعتقاد خاطىء، وللأسف تجد كثيرا من المرضى يلحون على الطبيب أو الصيدلي في صرف مضاد حيوي لعلاج علتهم ومن ثم يوصف المضاد الحيوي إرضاء لهم بدلا من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن تعاطيه، أو عدم جدواه كأن تكون معاناتهم من التهاب فيروسي كالرشح والأنفلونزا لا تؤثر فيه المضادات. كيف يمكن معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض؟ الطبيب المختص هو الذي يملك القدرة على معرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض وذلك عن طريق أعراض المرض الظاهرة على المريض (الطرق السريرية) أو من خلال أخذ عينة من الجزء المصاب ومن الدم أو من البول وزراعتها لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض (الطرق المخبرية) وبناء على تشخيص المرض يتم صرف الدواء المناسب. وماذا نفعل إذا اكتسب الجسم مناعة ضد المضاد الحيوي؟ في بعض أنواع البكتيريا التي اكتسبت مناعة ضد مضاد حيوي معين نظراً لكثرة استعماله، هنا نجري فحص المناعة ومدى فعالية المضاد الحيوي ضد هذه البكتيريا، ولهذا الغرض تزرع البكتيريا المأخوذة من المريض في مزرعة خاصة بها أقراص مختلفة الألوان وكل منها مشرب بنوع معين من المضادات وبعد ترك المزرعة لمدة معينة نلاحظ وجود هالة شفافة خالية من البكتيريا حول كل قرص، والمضاد الحيوي الأكثر تأثيرا على البكتيريا هو الذي تتكون حوله الهالة الشفافة الأكثر اتساعا. حدثنا عن أنواع المضادات الحيوية؟ يوجد في العصر الحالي أكثر من مائتي نوع من المضادات الحيوية، ولكل نوع منها أسماء متعددة تختلف باختلاف الشركة المصنعة للدواء ويتم تصنيعها على شكل أقراص أو كبسولات أو حقن وبعضها على هيئة مساحيق أو مراهم جلدية أو كريمات أو نقط للعين أو للأذن إلى غير ذلك من الأشكال. وتختلف أنواع المضادات الحيوية باختلاف مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن الأدوية ما يكون فعالا بشكل رئيسي على البكتيريا إيجابية الجرام، ومنها ما يكون فعلا ضد البكتيريا سالبة الجرام، والبعض الآخر فعال ضد النوعين، ومنها ما يقتل البكتيريا ومنها ما يمنع نموها. لكن بعض الأطباء يسيء اختيار المضاد الحيوي المناسب للمريض؟ الطبيب عليه اختيار المضاد الحيوي المناسب للمريض والجرعة الدوائية اللازمة والشكل الدوائي الملائم واضعاً في ذهنه عدة عوامل، منها: التشخيص السريري والمختبري: وذلك لمعرفة نوع البكتيريا الغازية ومعرفة المضاد الحيوي المناسب. إذن ما هي صفات المضاد الحيوي المثالي؟ أن يكون فعالا في كثير من أنواع البكتيريا مع قله الأعراض الجانبيه وأن تكون الجرعه العلاجية أقل بكثير من الجرعة الضاره وهذا للأسف غير متوفر في أغلب الانواع. بماذا تنصح حتى نقلل من هذه الظاهرة؟ أقصد سوء استخدام المضادات الحيوية؟ الكل يتحمل المسؤولية، فالأمر لا يمكن الاستهانة به وهو شديد الخطر على البشرية، فلا أحد يريد أن يرى أطفاله أو أحفاده يقضون من الأمراض الجرثومية التي كان لها علاج فيما مضى، من غير أن يتمكن الطب من مساعدتهم والأخذ بأيديهم نحو الشفاء، وحتى لا يحدث ذلك، أنصح بالتقيد بشكل تام بما يلي: أولاً: الطبيب هو وحده المسؤول عن وصف المضادات الحيوية، ولذا لا يجوز أن يلجأ المريض لصيدلية بشكل ذاتي لعلاج مرضه. ثانياً: على المريض أن يلتزم بتوجيهات الطبيب والصيدلي عند صرف المضاد الحيوي، وعليه الالتزام بعدد مرات تناول العلاج في اليوم الواحد والالتزام بمدة العلاج كاملة وتناول الدواء حتى آخر حبة؛ حيث لا بد للمريض من إكمال المدة المحددة للعلاج، ولا ينبغي إيقاف تناول العلاج عند تحسن حالته الصحية. ثالثاً: على المريض إخبار الطبيب والصيدلي عن وجود حساسية من أحد المضادات الحيوية، وهذا الأمر مهم جدا؛ لأن تناول المريض لمضاد حيوي يسبب له الحساسية ما قد يؤدي إلى وفاته على الفور. رابعاً: على المريض الالتزام بتعليمات تناول المضاد الحيوي من حيث توقيت تناول العلاج قبل الطعام أو خلال الطعام، أو من حيث إمكانية التعرض لأشعة الشمس خلال فترة العلاج، وما إلى ذلك من تعليمات متعلقة بتناول المضاد الحيوي.