تعرضت مصر في الأيام الأخيرة إلي عواصف رملية جعلت الخروج من المنازل مغامرة غير مامونة العواقب. د. سامح السنباطي الأستاذ بكلية الطب جامعة 6 أكتوبر يلقى الضوء على تأثير الغبار على الصحة فيقول: ازدادت في السنوات الأخيرة العواصف الترابية، ونتج عن هذا ظهور أعراض تهيج الجهازين التنفسي العلوي والسفلي لدى الكثير، وازدحمت غرف الإسعاف في المستشفيات بالمراجعين بسبب زيادة أعراض أمراض الصدر المزمنة والحساسية. وخلال العواصف الترابية يتشبع الهواء بذرات الغبار التي تتعرض لها جميع الكائنات بصورة مباشرة سواء عن طريق الاستنشاق أو التلامس المباشر. وبرغم ازدياد وتكرار حدوث العواصف الترابية على مستوى العالم إلا أن هذا الموضوع لم يدرس علميًا وبشكل كبير في السابق، ولكن في السنوات الأخيرة ظهر عدد من الأبحاث التي تناولت هذا الجانب وذلك بسبب زيادة العواصف الترابية في العالم كله بسبب التصحر والجفاف إلى الحد الذي جعل العواصف الترابية الناشئة من الصحراء الكبرى تعبر المحيط الأطلسي وتصل إلى السواحل الشرقيةالأمريكية. ويوضح د. سامح السنباطي أن احتمالية إصابة الجهاز التنفسي عند استنشاق ذرات الغبار واردة، وهذا يعتمد كثيرًا على حجم الذرات المستنشقة؛ حيث إن الذرات الأصغر يكون تأثيرها أكبر في الجهاز التنفسي لأنها يمكن أن تتخطى أجهزة الفرز والتصفية الطبيعية في الجهاز التنفسي في الأنف وتصل إلى عمق الجهاز التنفسي والقصبات الهوائية الداخلية والحويصلات. وتقسم ذرات الهواء حسب حجمها وتقاس بالميكرون والميكرون يعادل 1/مليون من المتر. وقد اهتمت أكثر الأبحاث بالجزيئات التي يقل حجمها عن 2.5 ميكرون لأن الهواء يمكن أن يحملها لمسافات بعيدة جدًا تصل لآلاف الكيلومترات، كما أن احتمال وصولها إلى الرئة في حال الاستنشاق يكون أكثر من الجزيئات الكبيرة التي تعلق في العادة في الجهاز التنفسي العلوي. ويزداد تركيز هذه الجزيئات الصغيرة خلال عواصف الغبار بنسبة قد تصل إلى 200 في المئة. وأضاف د. السنباطي: وحتى يتخيل القارئ المقاسات التي نتحدث عنها فإني أود ذكر مثال هنا وهو أن محيط شعرة الإنسان يقدر بنحو 50 ميكرون. وأشار إلى أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن الغبار ليس فقط مزعجًا للإنسان ولكنه قد يكون مصدرًا كبيرًا للآثار الصحية السيئة، والمجال لا يزال مفتوحًا للكثير من الأبحاث. فقد حددت منظمة الصحة العالمية أن العواصف الترابية التي حدثت في مناطق الصحراء في إفريقيا عام 1996 تسببت في انتشار وبائي لالتهاب السحايا أصاب 250 ألف شخص بالمرض ونتج عنه وفاة 25 ألف شخص. وسبب انتشار المرض المعدي هو حمل ذرات الغبار للبكتيريا المسببة لالتهاب السحايا لمسافات طويلة، وحين يستنشق الإنسان هذه البكتيريا بكميات كافية فإن احتمالية إصابته بالمرض تزداد. وقد استطاع الباحثون عزل البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا من ذرات الغبار. الأخطر، كما يقول د. سامح السنباطي، أن ذرات الغبار الصغيرة والتي يمكن أن ينقلها الهواء لآلاف الكيلومترات تستطيع حمل البكتيريا إلى مسافات بعيدة . كما أن الغبار يؤدي الي التهاب الجيوب الأنفية والرمد الربيعي الذي ينتشر في قري مصر خاصه في فصل الربيع نتيجة رياح الخماسين وعن الواجب اتخاذه تجاه هذه العواصف الترابية، يقول د. سامح السنباطي: يجب علينا في هذه الأوقات أي أثناء العواصف الترابية عدم الخروج من المنزل أو تغطية الأنف والعينين إن أمكن لتجنب هذه الآثار السيئة وخاصه لمرضى حساسية الصدر والعينين والجيوب الأنفية.